الشيخ حمد بن خليفة.. عهد من الإنجازات

epa03587538 Emir of Qatar Hamad bin Khalifa Al Thani at the presidential palace in Quito, Ecuador, 16 February 2013. EPA/José Jلcome
undefined

شهدت قطر في عهد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي تنازل عن الحكم لولي عهده ونجله الشيخ تميم، إنجازات غير مسبوقة في تاريخ هذه الإمارة الخليجية الصغيرة التي تحولت اليوم إلى رقم صعب على مختلف الأصعدة وفرضت نفسها على الخريطة السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية.

وتعد قطر على صغر مساحتها وعدد سكانها، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم وقوة استثمارية عالمية كبرى، وقوة صاعدة في الإعلام والرياضة، وداعمة لانتفاضات الربيع العربي.

رفاهية القطريين
فمنذ تولي الشيخ حمد السلطة عام 1995، اعتمد سياسة الانفتاح خارجيا وتوثيق وتقوية العلاقات مع المحيط العربي والإسلامي وأوروبا وأميركا، مع التركيز على التنمية والتطوير داخليا.

وفي مقدمة هذه الخطط التنموية "إستراتيجية قطر الوطنية 2011-2016 "، التي وصفها الشيخ تميم بأنها تسعى "لتحقيق أهداف رؤيتنا الوطنية التي تترجم التزامنا برفاه مواطنينا إلى خطة عمل، وتعمق العلاقة التبادلية بين النمو الاقتصادي والتنمية الإنسانية، وبين مصلحة الوطن ورفاه المواطنين".

إضافة إلى "رؤية قطر الوطنية عام 2030" التي تقوم على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والبيئية. وجعل الشيخ حمد (61 عاما) هذه الرؤية "خريطة طريق واضحة لمستقبل قطر، تهدف إلى إطلاقها إلى الأمام من خلال الموازنة بين الإنجازات التي تحقق النمو الاقتصادي وبين مواردها البشرية والطبيعية والإنسانية".

وتشكّل "هذه الرؤية منارة توجّه تطور البلاد الاقتصادي والاجتماعي والبشري والبيئي في العقود المقبلة، بحيث يكون شمولياً ويستفيد منه مواطنو قطر والمقيمون فيها، في مختلف جوانب حياتهم".

كما تغيرت -خلال السنوات الـ18 (تولى الحكم في 27/6/1995) التي حكم فيها الشيخ حمد قطر- ملامح الدولة من الناحية العمرانية، وشهدت طفرة وازدهارا ملحوظا في تشييد مدن جديدة وشق طرقات حديثة ومتطورة وتطوير البنية التحتية لتواكب العصر في كافة المجالات.

وكانت شركة "أوكسفورد بزنس غروب" للأبحاث تحدثت -في تقرير لها عام 2011- عن الطفرة التي يحققها الاقتصاد القطري، وفرص الاستثمار به، وخطط الدولة لتنويع اقتصادها من خلال عدم الاعتماد على النفط والغاز وكذلك من خلال تشجيع استثمارات القطاع الخاص.

ويشير التقرير إلى أن عام 2010 عُدّ أحد أفضل أعوام "الانتصار والزهو" لدولة قطر لأن اقتصادها واصل نموه بخطى واضحة، وفي نفس الوقت توجت هذه الإنجازات في ديسمبر/كانون الأول 2010 عندما أعلنت أن قدرتها على إنتاج الغاز الطبيعي المسال قد بلغت 77 مليون طن حيث جعل قطر أكبر مصدر في عالم الكربوهيدرات.

تغيير داخلي
وفي الشهر نفسه -يتابع التقرير- فازت قطر بشرف استضافة كأس العالم 2022 لكرة القدم، مؤكدة كونها وجهة في عالم الرياضة والثقافة والسياحة، كما أصبحت قطر أحد أغنى بلدان العالم بعد أن وصل إجمالي الناتج المحلي لكل فرد 90149 دولارا فيما يتعلق بالقدرة الشرائية.

داخليا قام الشيخ حمد بتغييرات في النظام السياسي الداخلي، ففي يوليو/تموز 1999 أصدر قرارا بتشكيل لجنة إعداد دستور دائم لدولة قطر الذي تمت الموافقة عليه بأغلبية ساحقة في استفتاء عام أجري يوم 29 أبريل/نيسان 2003.

وأبرز ما جاء في الدستور "أن الشعب مصدر السُلطات، ويقوم الحُكم على أساس الفصل بينها". كما نص الدستور على إنشاء مجلس الشورى، الذي يعين ثلثا أعضائه بالانتخاب والباقي يعينهم الأمير بعدما كان يعين الأمير جميع أعضاء المجلس. ويتولى مجلس الشورى السُلطة التشريعية، والسُلطة القضائية تتولاها المحاكم.

وفي إطار هذا التحول الديمقراطي والتعددي للدولة -حسب وصف المسؤولين القطريين- جرت أول انتخابات بلدية في مارس/آذار 1999.

دور سياسي بارز
سياسيا لعبت قطر دورا بارزا في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا في دعم تطلعات الشعوب في الربيع العربي واحتضنت مطالبهم وساهمت في تلبيتها من تونس لمصر وليبيا واليمن والآن سوريا.

وساهمت الدوحة في رأب الصدع بين أبناء البلد الواحد، أبرزها "اتفاق سلام الدوحة" لحل أزمة دارفور الذي اعتبره السودان أساس عملية السلام في دارفور وحقق مكاسب كبيرة على الأرض لأهل دارفور، في مقدمتها إعادة الأمن والاستقرار وتطور وتقدم عمليات التنمية والبناء والإعمار وعودة النازحين والدفع بعملية السلام إلى الأمام.

وفي لبنان أيضا كان للدوحة دور كبير في عدم انزلاق هذا البلد لحرب أهلية جديدة بعد نجاحها في جمع الفرقاء اللبنانيين عام 2008 بالعاصمة القطرية والتوقيع على ما يسمى "اتفاق الدوحة" الذي أوقف الاشتباكات بين المليشيات اللبنانية وأسفر عن إعادة الهدوء وانتخاب رئيس جمهورية جديد وبرلمان جديد وحكومة جديدة.

ولم تغب فلسطين قضية العرب المركزية عن اهتمامات القادة القطريين، حيث اتفقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني (فتح) على إعلان "الدوحة للمصالحة الفلسطينية" الذي جرى توقيعه برعاية الأمير في 6 فبراير/شباط 2012.

ولم تكتف قطر بجهودها العربية بل كانت لها أيضا مساهمات دولية كان آخرها افتتاح مكتب لحركة طالبان الأفغانية بالدوحة في يونيو/حزيران 2013، وصفته واشنطن بالوسيلة لتسهيل المفاوضات بين المجلس الأعلى للسلم الأفغاني وممثلي حركة طالبان المرخص لهم. وأعلنت دعمها لافتتاح المكتب بغرض تسهيل مفاوضات السلام.

واحتضنت الدوحة في السنوات الماضية عشرات المؤتمرات والقمم العربية والإقليمية والدولية من بينها قمم عربية في أوقات دقيقة وحساسة وخصوصا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، إضافة إلى مؤتمر تغير المناخ العالمي، وعشرات الاجتماعات لدعم شعوب الربيع العربي.

وفي المجال الإعلامي أسست قناة الجزيرة بعد عام تقريبا على تولي الشيخ حمد السلطة لتتحول إلى شبكة قنوات عربية وإنجليزية وتركية وبلقانية وشبكة قنوات رياضية، إضافة إلى إنشاء عدة صحف سياسية وقنوات خاصة وتطوير التلفزيون الرسمي.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات