دفع الثمن

8 شعار "دفع الثمن" كتب على قبر تم تدنيسه وتكسيره
شعار "دفع الثمن" وقد كتب على قبر تم تدنيسه وتكسيره (الجزيرة نت)

حركة تضم مجموعات من المستوطنين المتشددين غالبيتهم من صغار السن، ينفذون اعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين وعرب 48. تتعمد ترك توقيعات وشعارات عنصرية في الأماكن التي ترتكب فيها جرائم.

التأسيس والنشأة
ظهرت حركة "دفع الثمن" أو" جباية الثمن " عام 2011 ونفذت أغلب اعتداءاتها في مدينة القدس. ذكر عدد من التقارير أن الحركة تنظيم سرّي له قيادة مركزية سرية تقوده وتوجه نشاطاته وعملياته وتحدد أهدافه بدقة.

وأوردت دراسة بعنوان "تنظيم جباية الثمن.. وجباية الثمن من الفلسطينيين" صادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2012، أن التنظيم عبارة عن مجموعات من المستوطنين ظهرت بالمناطق المحتلة من الضفة، وهي تحظى بدعم واسع من المستوطنين اليهود، بالإضافة إلى تأييد كبير من بعض الأحزاب الإسرائيلية والحاخامات.

وتحاول الحركة الحفاظ على المستوطنات التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية، وتعتبر رأس الحربة في زيادة التوسعات الاستيطانية وتهويد الأراضي الفلسطينية، ونزع الصبغة العربية والفلسطينية عنها في كل المناطق المحتلة.

التوجه الأيديولوجي
يشترك ناشطو الحركة وأنصارها وجمهورها في اعتناق فكر "عنصري" يستند إلى الكراهية الشّديدة للعرب الفلسطينيين، ويدعو إلى قتلهم أو طردهم من المناطق الفلسطينية المحتلة، كما يدعو إلى زيادة تعزيز الاستيطان اليهودي بالضفّة الغريبة المحتلة، والإسراع في تهويدها وضمها إلى إسرائيل، من ناحية أخرى.

المسار
برر عدد من المستوطنين المتطرفين الاعتداءات ضد أملاك ومقدسات الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة وغيرها، بكونها رد فعل على قرارات حكومة إسرائيل ضد الاستيطان، من قبيل محاولة إخلاء بؤرة استيطانية عشوائية أو تجميد الاستيطان، أو قرارات سياسية ذات علاقة في إطار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.

ولهذه الغاية تم اختيار اسم دفع الثمن، أو جباية الثمن في سياق إحراج حكومة إسرائيل.

وقد استعملت التسمية في البداية بمناطق الضفة وصفا لاعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم عندما تقوم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بإخلاء جزئي لبعض المستوطنات التي تعتبرها غير قانونية، أو ردا على العمليات الفلسطينية المسلحة.

امتدت اعتداءات حركة "دفع الثمن" إلى القرى والمدن العربية داخل إسرائيل، وتنوعت بين تخريب وإحراق سيارات وأماكن عبادة وتدنيس مقابر مع ترك شعارها توقيعا على جريمتها.

اعتبر متخصصون في الشأن الإسرائيلي أن توحيد شعار اعتداءات المستوطنين يعكس مزيدا من التطرف بالمشروع السياسي الإسرائيلي، حيث نفذت الحركة نحو 167 جريمة منذ بداية عام 2013 وحتى نهاية أبريل/نيسان من العام نفسه حسب معطيات السلطات الإسرائيلية التي تصنف هذه الاعتداءات ضمن "جرائم الكراهية".

استمرت الاعتداءات عام 2014 من قبيل تدنيس مسجد في أم الفحم في شهر أبريل/نيسان، وكتابات شعارات معادية على مبان تابعة للفاتيكان في القدس الشرقية المحتلة في مايو/أيار قبل أسبوعين من زيارة البابا فرنسيس، فكتب على باب أحد الأديرة "المسيحيون قردة".

وعلى إثر ذلك، عقد الكنيست اجتماعا طارئا بحضور وزيرة العدل تسيبي ليفني التي قالت "يبدو أن قطاعات من المشروع الاستيطاني قد انقلبت على صانعها" وزادت "ما كان مرة حبا للأرض أصبح في جزء منه وحشا، تتناثر فيه الكراهية تجاه العرب وتجاه القانون والنظام وممثليه، سواء كانوا يرتدون جلباب القضاة أو زي الشرطة أو الجيش".

ورغم توصية الوزيرة ليفني ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش وجهاز الأمن العام (شاباك) بالتعامل مع منفذي اعتداءات "دفع الثمن" على أنهم "تنظيم إرهابي"، فإن المجلس الوزاري المصغر برئاسة بنيامين نتنياهو تحفظ على ذلك، وقرر الإعلان عنهم فقط "كتنظيم غير مسموح به".

المصدر : الجزيرة