صالحي يحمل رسائل إيرانية سورية للأردن

من المؤتمر الصحفي بين صالحي وجودة
undefined

محمد النجار-عمان

كشفت مصادر سياسية أردنية اليوم الثلاثاء للجزيرة نت أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يحمل رسائل إيرانية سورية تتعلق بمخاوف دمشق من تدخل عسكري عبر الأردن، وذلك خلال زيارته للبلاد.

وبعد لقاء الملك الأردني عبد الله الثاني الوزير صالحي، لم يصدر عن الديوان الملكي سوى خبر صحفي مقتضب تحدث عن نقل صالحي رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للملك الأردني، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

جاء ذلك في حين تحدث صالحي بوضوح في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأردني ناصر جودة عن استمرار دعم طهران للنظام السوري، وسط امتعاض سياسيين أردنيين من هذه الزيارة التي تمثل واحدة من الزيارات النادرة لمسؤولين إيرانيين لعمان التي تعرف علاقاتها مع طهران حالة من الفتور.

وبدت رسائل صالحي واضحة باتجاه الأردن وغيره من دول الجوار عندما قال إن "تداعيات الأزمة السورية ستنعكس على دول الجوار السوري وبقية دول المنطقة لو حدث لا سمح الله فراغ في سوريا"، مثنيا على ما وصفها "المعارضة السورية السلمية"، التي دعاها للجلوس مع النظام السوري وتشكيل حكومة انتقالية "لأن السوريين هم المكلفون بتحديد مستقبلهم".

صالحي: طهران ستواصل دعم النظام السوري (الجزيرة)
صالحي: طهران ستواصل دعم النظام السوري (الجزيرة)

حل الحوار
واعتبر الوزير الإيراني أن الحل للأزمة السورية يجب أن يكون "عبر حوار سوري يضمن وحدة أراضي سوريا والمطالبات المشروعة للشعب السوري"، معلنا رفض بلاده لأي حلّ يفرض من الخارج.

وقال صالحي "نرفض التدخل الأجنبي في سوريا، رأينا ماذا حدث ببعض الدول بعد التدخل الأجنبي، ولا نريد أن يعيد التاريخ نفسه في سوريا مرة أخرى"، معربا عن استعداد إيران لمساعدة الأردن ماليا لتحمل عبء نحو نصف مليون لاجئ سوري فروا للمملكة بسبب تطور الأحداث في سوريا.

وقد شكّلت الأزمة السورية المحور الأساسي في مباحثات صالحي في عمان، حيث كرر جودة مرتين خلال المؤتمر الصحفي -الذي امتد لأقل من نصف ساعة- دعوته لكافة الأطراف لأن تكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة، موضحا أن موقف بلاده ثابت إزاء حل الأزمة في سوريا.

وقال في هذا الصدد إن موقف الأردن يؤكد على "ضرورة وقف العنف والقتل ومسلسل سيل الدماء، وضرورة الدخول في مرحلة انتقالية تضمن حلا سياسيا شاملا تشارك فيه كل مكونات الشعب السوري العريق وبالشكل الذي يحافظ على وحدة سوريا الترابية وكرامة الشعب السوري الأصيل".

واتسم المؤتمر الصحفي الذي جمع بين جودة وصالحي بالتوتر حيث بدا الوزير الأردني حادا في تصريحاته وردوده على الأسئلة، ولفت الأنظار بمغادرته للمؤتمر دون انتظار للوزير الإيراني الذي لحق به بعد رده على سؤال من صحفية إيرانية سألت عن "تدريب الأردن لإرهابيين".

وفي رده على ذلك قال جودة إن بلاده "لا تدرب أي إرهابيين"، رافضا الأمر ومشيرا إلى أن "القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قبضت على الكثير ممن حاولوا التسلل إلى داخل الأردن لأهداف غير سليمة".

توتر
كما لوحظ مدى التوتر الذي ظهر عليه الوزير الإيراني في رده على أسئلة تتعلق بموقف إيران من الجزر الإماراتية الثلاث والأزمة في البحرين وأمن الخليج.

جودة: الأردن لا يدرب الإرهابيين (الجزيرة)
جودة: الأردن لا يدرب الإرهابيين (الجزيرة)

وفي رده على سؤال الجزيرة نت بشأن الاتهامات التي يوجهها الثوار لإيران بالضلوع في القتل اليومي في سوريا، قال صالحي "نحن لا نخفي أننا نقف مع الشعب السوري والحكومة السورية (..) نحن متهمون كما أن هناك آخرين متهمين"، لافتا إلى تورط "الاستخبارات الأجنبية بإرسال السلاح والمرتزقة إلى سوريا".

جانب آخر من التوتر في المؤتمر ظهر ردا على سؤال بشأن تهديدات صدرت عن أكثر من مسؤول إيراني كان آخرها تصريحات مساعد رئيس الأركان الإيراني حسن فيروز آبادي الذي اتهم الأردن بأنه "مخلب في يد الصهيونية".

وفي السياق ذاته قال جودة إنه تطرق في مباحثاته مع الوزير لهذه التصريحات التي قال إن بعضها يرقى لحد التهديد، وإن الوزير الإيراني أوضح له أن مواقف طهران الرسمية تخرج من المرشد الأعلى والرئيس الإيراني ووزارة الخارجية، وإنه طلب من صالحي أن يكون هناك رد أو توضيح إذا ما صدرت مثل هذه المواقف مستقبلا.

وبشأن هذه الزيارة أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني بسام المناصير عن رفضه لزيارة صالحي، معتبرا أن إيران "متورطة في سفك دماء الشعب السوري".

وعبّر المناصير عن "الشك والريبة" من هذه الزيارة، وتابع "أذكر الوزير الايراني بأن نظامه جاء من خلال ثورة شعبية، وماذا لو وقف العالم إلى جانب الشاه ضد الثورة الشعبية الإيرانية؟"، متسائلا "ماذا سيقول صالحي للأردن، هل سينقل له رسائل من النظام السوري، أم سيطلب منه التدخل كما تدخل حزب الله في القصير، أم يريد منا مساعدة النظام في القضاء على جبهة النصرة؟".

ودعا المناصير الحكومة الأردنية للخروج من "دائرة اللا موقف" نحو الانحياز للثورة السورية "لأنها تمثل مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد".

المصدر : الجزيرة