غوانتانامو.. قصة معاناة إنسانية

Caption:U.S. Army Military Police escort a detainee to his cell during in-processing to the temporary detention facility at Camp X-Ray in Naval Base Guantanamo Bay in this file photograph taken January 11, 2002 and released January 18, 2002. January 11, 2012 marks the 10th anniversary of the opening of the U.S. military detention camp at the Guantanamo Bay U.S. naval base in eastern Cuba.
undefined

ليس كمثل غوانتانامو سجن يعشعش فيه اليأس، وتخيم عليه أجواء الكآبة، ويعاف نزلاؤه الطعام.

ووراء جدران هذا السجن العسكري المشيد على تلال غوانتانامو في جزيرة كوبا، يحاول هؤلاء الرجال -الذين أُودعوا السجن لفترة غير محددة ومن دون محاكمة- لفت الانتباه إلى أوضاعهم من خلال إضراب عن الطعام، سيدخل الاثنين القادم شهره الرابع.

فهل يتداعى غوانتانامو، كما تتساءل مجلة "ذي نيويوركر" الأميركية؟

يقول الليفتنانت كولونيل صامويل هاوس إن مائة من جملة 166 معتقلاً من نزلاء السجن الأغلى تكلفة في العالم دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام.

ويضيف أن 23 من المضربين يُطعمون قسراً بمغذيات سائلة كي لا يموتون جوعاً.

وربما يكون عدد المضربين عن الطعام أكثر مما ذُكر، لأن تلك هي رواية الجيش الأميركي الرسمية.

أما محامو النزلاء فلطالما ظلوا يقولون إن أعدادهم أكبر من ذلك، إذ يؤكدون أن 130 سجينا مضربين عن الطعام، معظمهم منذ السادس من فبراير/شباط.

ولا غرو في ظل المعاناة التي يعيشها هؤلاء السجناء، أن يدب اليأس في نفوس البعض حتى يضطر أحدهم -وهو الأفغاني عبيد الله- أن يكتب في البيان الذي وقعه يوم 27 مارس/آذار -ولم يكشف عنه إلا الجمعة الماضي- أنه بدأ يفقد كل أمل، وأقسم هو وزملاؤه المحتجزون على المضي في إضرابهم إلى أن "نُعامل بكرامة"..

وقال في بيانه "لقد سُلبت إحدى عشرة سنة من عمري، والآن بعد تصرفات السلطات الأخيرة سلبوني حتى كرامتي وازدروا عقيدتي".

ويشتكي هؤلاء الرجال المشتبه بضلوعهم في الإرهاب من أن مسؤولي السجن يقلبون المصاحف بطريقة تنم عن استخفاف بالدين الإسلامي.

ومع أن 86 من هؤلاء النزلاء بانتظار الإفراج عنهم أو ترحيلهم إلى أوطانهم، فإنهم "يرزحون حالياً تحت وطأة ظروف أشد قسوة، لا لشيء إلا لأن الولايات المتحدة لا تدري إلى أين ترسلهم"، كما يقول عبيد الله.

على أن المسألة لا تتطلب إعمالاً للعقل -كما تقول مجلة ذي نيويوركر- كي يعرف المرء أن بعض سجناء غوانتانامو ممن حاولوا الانتحار "ليسوا من المقاتلين، أو الإرهابيين، أو المتشددين، أو ممن نلجأ إلى نعتهم بصفات عندما يدخل الفزع إلى قلوبنا..".

فهل ثمة مفاجأة إذا فضَّل هؤلاء الموت على البقاء أحياء، دون أن تلوح في الأفق نهاية لمعاناتهم في هذا السجن، الذي يكلف المعتقل الواحد فيه خزينة الولايات المتحدة زهاء 900 ألف دولار، بحسب تقديرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، علما بأن الأخيرة تنفق 150 مليون دولار كل عام على تشغيل السجن، وإدارة نظام المحاكم العسكرية في المعتقل، الذي أُنشئ قبل 11 عاماً.

سؤال توجه به أحد الصحفيين إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض الثلاثاء الماضي.

والمفارقة هي أن أوباما مدرك لكل ما يجري هناك ولا يحرك ساكناً. وقال في إجابته عن سؤال الصحفي "الأمر ليس مفاجئاً بالنسبة لي، ذلك أننا نواجه مشاكل في غوانتانامو".

المصدر : الصحافة الأميركية + وكالات