مناورات إسرائيل.. رسائل للداخل والخارج
محمد محسن وتد-القدس المحتلة
تحت شعار "أسبوع الطوارئ القومي" تواصل إسرائيل فحص جاهزية الجبهة الداخلية لحرب شاملة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي وقيادة الجبهة الداخلية عن تمارين حتى الخميس القادم بمشاركة مختلف المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية.
وتتضمن التمارين مناورات تحاكي تعرض إسرائيل لقصف صاروخي من عدة جبهات، وكيفية التصرف في حال سماع صفارات الإنذار وأهمية الدخول إلى الملاجئ بالمدارس والأماكن العامة والغرف الآمنة بالمنازل.
ويهدف التمرين إلى إيجاد الحلول للنواقص وتأهيل الجبهة الداخلية بموجب المستجدات الإقليمية وتعزيز التعاون بين الجيش ومختلف مؤسسات الحكم، وتعميق الوعي لدى المجتمع والإرشاد لكيفية التصرف في حالة الطوارئ، والتعريف بسبل الإنقاذ وقت والحرب.
نقطة تحول
وقد بدت نقطة التحول بالجبهة الداخلية بإسرائيل بعد الحرب الثانية بلبنان عام 2006، حيث جاء تمرين الطوارئ الأول لتدعيم وفحص جاهزية الجبهة الداخلية. ويتم التركيز هذا العام على كل إفرازات وتداعيات الربيع العربي والتحديات التي تواجه إسرائيل.
ولفت إلى أن التدريبات التي ستتواصل على مدار الأسبوع تم التحضير لها بموجب مجمل التهديدات والمخاطر والأحداث واعتمادا على التهديدات التي يلوح بها العدو. وفي هذه المرحلة فإن التهديدات بالصواريخ واستعمال الأسلحة الكيماوية ضد إسرائيل هي الأكثر بروزا في هذه المرحلة، حيث تم تسليط الضوء على كيفية مواجهتها من خلال تمرين الطوارئ الذي يحاكي سقوط مئات الصواريخ على إسرائيل.
وردا على سؤال للجزيرة نت حول أهداف التدريب ودلالاته قال "نحن لا نعيش في السويد بل في منطقة الشرق الأوسط الحافلة بالمتغيرات والمتقلبات والتهديدات الوجودية لإسرائيل، وبالتالي الجبهة الداخلية يجب أن تكون محصنة وجاهزة لأي طارئ للدفاع وللهجوم معا".
وأضاف "نحن لا نقول إن الحرب ستنشب بأي لحظة، لكن نؤمن أنه إذا كنت مستعدا على صعيد الجبهة الداخلية وكانت محصنة ومتينة فإنك بالتأكيد ستحسم المعارك والحرب".
وخلص للقول إن الجبهة الداخلية لإسرائيل ليست كما كانت عليه عام 2006 عشية حرب لبنان، "فقد تم استخلاص العبر وتدعيم وتعزيز الجبهة الداخلية وسد الثغرات".
دلالات ورسائل
من جانبه تساءل المحاضر بالإعلام والشؤون الإستراتيجية الضابط السابق في سلاح الجو الإسرائيلي الدكتور رؤبين بدهتسور عن معنى ودلالات "أسبوع الطوارئ"، لافتا إلى أن إسرائيل ومنذ قيامها تتواجد بحالة طوارئ.
ويرى أنه لا جديد بمثل هذه التدريبات والمناورات التي لا تعني كما يقول الكثير عدا كونها تقام بظل ظروف إقليمية مشحونة وسخونة وتوتر للأجواء على الجبهة مع سوريا ما يمنحها هذا الزخم الإعلامي.
وقال بدهتسور للجزيرة نت إن تهويل المناورات له عدة دلالات ورسائل، إلى جانب فحص الجاهزية لحرب شاملة، مثل بعث تطمينات وتهدئة المجتمع الإسرائيلي.
كما رأى أن المراد هو التبرير للمجتمع الإسرائيلي بأهمية بقاء وزارة "حماية الجبهة الداخلية" التي استحدثت ضمن مشروع للائتلاف الحكومي، وثانيا "إبقاء حالة الهلع والخوف والتهديدات والمخاطر الوجودية المحدقة بإسرائيل".
واعتبر بدهتسور أن إسرائيل من أكثر الدول بالشرق الأوسط التي تواجه تهديدات، ووصف التمرين بأنه بمثابة عرض عضلات يستهدف توجيه رسائل لجميع الدول بالشرق الأوسط خصوصا لسوريا وحلفائها مفادها "لا تجربونا".