عراقيون يتجاهلون الاحتجاجات بالمنتدى الاقتصادي

من جلسة العراق في العمق في المنتدى الاقتصادي العالمي
undefined

محمد النجار-البحر الميت

تجاهل سياسيون عراقيون بارزون السبت المظاهرات المتواصلة في ساحات الاعتصام في عدد من المحافظات العراقية، وركزوا على أسباب الخلاف مع دول الجوار وتعثر الاقتصاد في بلادهم وارتفاع معدلات الفساد، وذلك خلال جلسة عقدت ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في البحر الميت.

ففي الجلسة التي حملت عنوان "العراق في العمق" نجح السياسيون العراقيون في الابتعاد عن أجواء الاحتقان السياسي في بلادهم، وكان الغائب الأكبر عن الجلسة السياسيين المنحازين للاحتجاجات المستمرة منذ شهور ضد سياسات للحكومة العراقية.

وذهب رئيس المجلس الإسلامي العراقي عمار الحكيم إلى تحميل الأوضاع الإقليمية مسؤولية ما يشهده العراق من أزمات. واعتبر -خلال مداخلته في الجلسة- أن الأزمة في العراق لها امتدادات من خارجه، وأن تشابك الأزمات السياسية والطائفية الإقليمية انعكست على الوضع العراقي الداخلي.

وحمّل الحكيم القوات الأجنبية التي احتلت العراق جزءا من مشاكل البلاد اليوم، كون "تواجدها" خلق هواجس ضخمة، لكنه اعتبر أن العراق خلال السنوات العشر الأخيرة "تقدم خطوات كبيرة إلا أن المأمول أكبر بكثير".

ودعا السياسي العراقي والمرجع الشيعي إلى قيام أحزاب سياسية عابرة للطوائف والقوميات، معتبرا أن ذلك سيدفع العراق نحو الأمام وسينهي الكثير من المشكلات التي يواجهها البلد. كما ألقى باللوم على الجماعات المتشددة، وأشار بالذات لتنظيم القاعدة الذي اتهمه بأنه يستثمر في إثارة الأوضاع الطائفية في العراق.

وحول الوضع في سوريا، قدّم الحكيم مداخلة دبلوماسية بدا خلالها مؤيدا لنظام الرئيس بشار الأسد حيث تجنب توجيه أي نوع من النقد له، ودعا الحضور للتفكير في أن يحكمهم من يفرضون آرائهم قبل أن يصلوا للحكم و"آكلي قلب السوريين" في إشارة لمقطع فيديو نسب لأحد مقاتلي المعارضة السورية، وهو ما نفته المعارضة السورية بشدة.

باقر الزبيدي شدد على أهمية إقامة علاقات قوية ومستقرة مع إيران وتركيا (الجزيرة)
باقر الزبيدي شدد على أهمية إقامة علاقات قوية ومستقرة مع إيران وتركيا (الجزيرة)

علاقات الجوار
من جانبه دعا وزير المالية العراقي الأسبق وعضو البرلمان الحالي باقر جبر الزبيدي للتفريق بين علاقة العراق مع الدول العربية الأربع التي تحيط به، وبين علاقته بإيران وتركيا اللتين قال إنهما احتلتا العراق تاريخيا عبر العثمانيين تارة والصفويين تارة أخرى.

وشرح مطولا الأسباب الموجبة لضرورة أن يقيم العراق علاقات قوية ومستقرة مع تركيا التي للعراق معها حدود ممتدة لمسافة ستمائة كيلومتر، وإيران التي تمتد الحدود معها لنحو 1200 كيلومترا.

وعبّر الزبيدي عن أمله في أن يصبح العراق يوما الجسر الواصل بين دول الخليج العربي وأوروبا عبر تركيا.

المطلك: الفساد في عهد نوري المالكي أكبر منه في أي وقت مضى (الجزيرة)
المطلك: الفساد في عهد نوري المالكي أكبر منه في أي وقت مضى (الجزيرة)

الفساد والاستثمار
وفي سياق متصل، اعتبر صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي أن سبب الأزمة بين العراق وتركيا يرجع إلى "مواقف شخصية" من مسؤولين في الحكومة العراقية الحالية.

ووصف الأزمة التي تفاقمت بين البلدين بأنها عائدة إلى "قلة حكمة من سياسيين عراقيين وجهوا نقدا كان أقرب للمناكفات لتركيا ورئيس وزرائها أردوغان".

واتهم المطلك رئيس الوزراء نوري المالكي بأن الفساد في عهده كان أكبر من أي وقت مضى، مشيرا إلى أنه لا توجد إرادة سياسية لمحاربة الفساد في العراق "خاصة ما يتعلق برؤوس الفساد"، لكنه ذهب إلى القول إنه من الظلم تحميل ائتلاف دولة القانون وحده مسؤولية الفساد.

وفي سياق آخر، دافع رجل الأعمال العراقي وديع حبوش عن فرص الاستثمار في بلاده وعن الديمقراطية الناشئة فيه.

وقال حبوش -وهو مدير مجموعة حبوش التي تمتلك استثمارات كبرى في جنوب العراق- إن فرص الاستثمار في الجنوب واعدة، خاصة أن الجنوب يقوم على 90% من ثروة العراق النفطية، وإن هناك دراسات لمشاريع يمكن أن تشغل 250 ألف عراقي.

غير أن حبوش أقر بأن أحد مشكلات العراق هي هجرة العقول والكفاءات العراقية التي قال إنها من الصعب أن تعود لبلدها بعد أن اعتادت على الحياة في البلدان التي هاجرت إليها، لكنه امتدح الوضع في العراق منذ احتلاله عام 2003 الذي اعتبره تاريخا لبدء هجرة العراقيين نحو بلدهم.

المصدر : الجزيرة