طفلان فلسطينيان أسيران بتهمة القتل

ذوو الطفلان ابو الرب يحملان صورتهما وقد وصفا حالتهما داخل سجون الاحتلال بالصعبة- الجزيرة نت
undefined

عاطف دغلس- نابلس

بينما كان إبراهيم الذي يجيد العزف على "الجيتار" بشكل جميل، يستعد لإحياء حفل زفاف خالته، ويزيد يعد نفسه للبدء بامتحانات نهاية الفصل الدراسي، اعتقلهما الاحتلال الإسرائيلي رغم أنهما في الخامسة عشر من عمرهما.

والطفلان إبراهيم ويزيد أبو الرب من قرية جلبون شرق مدينة جنين شمال الضفة الغربية اعتقلتهما سلطات الاحتلال داخل أرضهما قبل شهر، وأخضعتهما لتحقيق قاس ومددت محاكمتهما مرتين بعد أن وجهت لهما تهمة القتل.

وتقول والدة الطفل إبراهيم، عبلة أبو الرب (أم معتز) إن إبراهيم ويزيد اعتقلا بينما كانا يسقيان أشتال الزيتون في أرضهم التي يصادر الاحتلال جزءا كبيرا منها، مشيرة إلى أن أخبارا كانت قد تسربت بالقرية حول اعتقال الاحتلال للطفلين وأن أحدهما وهو إبراهيم قد كُسرت يده ورجله.

أم معتز تحمل صورة إبراهيم الذي اعتقلته قوات الاحتلال (الجزيرة نت)
أم معتز تحمل صورة إبراهيم الذي اعتقلته قوات الاحتلال (الجزيرة نت)

وأضافت أم معتز -في روايتها للجزيرة نت التي زارت القرية- أنه وبعد التحري مع الارتباط العسكري الفلسطيني تأكد اعتقالهما وإصابة يزيد برصاصة حية بفخذه أثناء محاولتهما الهروب.

وأكد شهود عيان من القرية أن الطفلين كانا بأرضهما الملاصقة لمستوطنة ميراف التي تقسم أرضهم لشطرين، ولم يكن بحوزتهما أي أدوات حادة أو غيرها، وهو ما يُفند ادعاء الاحتلال قيامهما بقص السياج الشائك المحيط بالمستوطنة لتنفيذ عمل عدائي يتمثل بالقتل.

تفنيد رواية
وتشير أم معتز إلى أنهم تفاجئوا بالاتهام الإسرائيلي الذي فندته بتأكيدها الوجود المستمر بأرضهم على مرأى من الجيش الإسرائيلي، كما أن السياج يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن المستوطنة المذكورة، والأهم أنه لم يعثر على أي شيء بحوزتهما.

وأضف إلى ذلك كله -تواصل أم معتز- أن القرية محاطة بثلاث مستوطنات هي ميراف ومعالي جلبوع والملك يشوع وكلها تحيط بالقرية ولا تكاد تميزها عن منازل الأهالي، إضافة للجدار الفاصل الذي يعزل القرية منذ 2004 "وكل هذا يعني أنه لا يمكن لأحد الاقتراب نظرا للتشديدات الأمنية".

كما أن علامات ضغط وإرهاق ظهرت على الطفلين خلال المحاكمة، ولم يسمح لهما بالتحدث مع ذويهما مطلقا.

ويقول توفيق أبو الرب والد الطفل يزيد إن الجنود الاحتلال أطلقوا النار على الطفلين وأصابوا يزيد بفخذه من الجهة الخلفية "مما يعني أنهما كانا بحالة هرب نتيجة خوفهما من الجنود".

وقال للجزيرة نت إنه لم يتمكن من رؤية ابنه إلا بعد يومين داخل مشفى العفولة الإسرائيلي، وقد أجريت لها عمليتان جراحيتان، والمرة الثانية كانت داخل المحكمة وكان وضعه الصحي والنفسي غير مطمئن.

والد الطفل يزيد قال إنه لم يتمكن من رؤية ابنه إلا لبضع ثوان (الجزيرة نت)
والد الطفل يزيد قال إنه لم يتمكن من رؤية ابنه إلا لبضع ثوان (الجزيرة نت)

وتعامل إسرائيل الأطفال الأسرى كما لو كانوا كبارا، وتنتهج معهم أساليب عنيفة أثناء الاعتقال والتحقيق وغير ذلك، فهي ترفض التحقيق معهم بحضور أي من ذويهم أو محاميهم، وتحضرهم لقاعة المحكمة مقيدين الأيدي والأرجل.

رفض للإدانة
من جهته رأى مدير نادي الأسير بمدينة جنين راغب أبو دياك أن اعتقال الأطفال بات سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف عبرها لترهيبهم وثنيهم عن المقاومة كجيل جديد.

كما تحاول سلطات الاحتلال -وعبر سياسة التخويف- إسقاط هؤلاء الأطفال بشرك العمالة، وتستخدم لذلك أساليب مختلفة وقاسية، كالاعتداء المباشر والترهيب النفسي والجسدي مثل التحرش بهم والتهديد باغتصابهم واعتقال ذويهم.

وأوضح أبو دياك أنه وفقا لاتفاقيات جنيف الرابعة والتي توقع إسرائيل على جزء منها، يتحتم عليها إخضاع عمليات التحقيق مع الأطفال لرقابة غير أن تل أبيب ترفض ذلك.

ولفت إلى أنه وبحالة الطفلين أبو الرب فإن سلطات الاحتلال توجه لهما وبصورة مباشرة تهمة محاولة قتل أحد الجنود دون حتى التأكد من نتائج التحقيقات "وهذه سابقة إسرائيلية بالتعامل مع الأطفال الأسرى".

وتعتقل إسرائيل بسجونها نحو 320 طفلا أسيرا تقل أعمارهم عن 18، نحو 65% منهم موقوفون دون تهمة، كما أن قرابة 450 أسيرا كانوا أطفالا لحظة اعتقالهم وتجاوزا سن 18 عاما بالسجون.

المصدر : الجزيرة