الأكراد ينظمون مؤتمرا للسلام والديمقراطية بتركيا
فقد طلب أوجلان من ممثلين عن الحزب زاروه في سجنه بجزيرة إمرالي ببحر مرمرة، المباشرة بتنظيم أربعة مؤتمرات لدعم عملية السلام في كل من أنقرة، وديار بكر، وأربيل وبروكسل.
وحضر المؤتمر العديد من الشخصيات التركية والكردية من سياسيين، وصحفيين، ومفكرين، ومثقفين، وأكاديميين، وفنانين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني. كما كان سيزغين تانريكولو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض حاضرا في المؤتمر.
وأكدت جميع الكلمات ضرورة دعم عملية السلام، ومحاولة تجاوز المخاوف والهواجس التي ما تزال تلقي بظلالها على العملية.
ووصف النائب عن حزب السلام والديمقراطية، سري ثريا أوندر، هذا المؤتمر بالتاريخي لأنه تمكن من جمع العديد من الشخصيات من مختلف الانتماءات الفكرية والسياسية والعرقية، لمناقشة عملية السلام. كما وصف تواصل عملية انسحاب مقاتلي حزب العمال، بشكل إيجابي لحد الآن دون عراقيل أو عمليات تخريبية من الطرف التركي أو الكردي بأنها "إشارة جيدة للنجاح".
الاستفادة من الأخطاء
ورأى المتحدث باسم مجلس السلام التركي هاكان تاهماز أن من الضروري الاستفادة من أخطاء الماضي واستثمارها بشكل جيد في عملية السلام الحالية من قبل الجانب التركي والكردي.
وأبلغ تاهماز الجزيرة نت أن أعضاء مجلس السلام التركي هم مجموعة المثقفين والصحفيين والكتاب والفنانين بتركيا، الذين دعوا منذ تأسيس المجلس عام 2007 إلى ضرورة إحلال السلام وإيقاف الصراع المسلح.
ورغم تفاؤله بالمرحلة التي تعيشها تركيا حاليا، أكد أن الحكومة التركية يجب عليها التعامل بالمزيد من الشفافية والوضوح فيما يخص المعلومات التي تقدمها للشعب حول عملية السلام، وما يتعلق بلجنة الحكماء مع الشعب لكسب دعم الجمهور بتركيا.
لكن تاهماز اتهم الإعلام في تركيا بالتقصير في القيام بواجبه وعدم التعامل بصدق وإنصاف مع الحقائق والأخبار الخاصة بالقضية الكردية، حيث يتعمد نشر الأخبار التي تناسب اتجاه الحكومة التركية وأصحاب النفوذ، بحسب تعبيره.
ومن الجانب النسوي عبرت فاطمة كورتولان النائبة السابقة لحزب السلام والديمقراطية الكردي، عن أملها الكبير في نجاح عملية السلام التي قالت إنها مهمة "لأن تركيا تحتاجها وجميعنا نحتاجها". وقالت للجزيرة نت إن المستفيد الأكبر من عملية السلام هن النساء لأنهن "الفئة التي تعاني بشكل أكبر في أي صراع أو حرب".
وعرف اليوم الأول من المؤتمر عقد ثلاث ورشات عمل مغلقة بهدف تشكيل ثلاث لجان ستكون بمثابة آليات لدعم العملية وضمان تواصلها بسلام، وهي لجان: الحقيقة، والمصالحة، والعدالة، والحقوق، وتمهيد الطريق، والدستور الجديد، والمفاوضات الشعبية، والسياسة الديمقراطية. وسيتم إعلان نتائج اللجان وآليات عملها في اليوم الختامي للمؤتمر.
وسيتم تقديم التقارير النهائية للمؤتمر لكل من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان.