المصالحة الفلسطينية بين التفاؤل والتشاؤم

CAI03 - Cairo, -, EGYPT : A hand out picture provided by the Hamas press office shows Palestinian president Mahmud Abbas (R) meeting with the exiled leader of the Palestinian Islamist movement Hamas, Khaled Meshaal (L) in Cairo on December 21, 2011. Palestinian factions, led by the former rivals Hamas and Fatah meeting in Cairo are mulling ways to reactivate their national parliament
undefined

أنس زكي-القاهرة

تباينت توقعات المحللين والمتابعين للشأن الفلسطيني بعد الاتفاق الذي توصلت إليه حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الفلسطيني (فتح) في العاصمة المصرية القاهرة الثلاثاء، فعبر بعضهم عن تفاؤل حذر بشأن قرب إنجاز المصالحة، في حين رأى بعضهم أن المصالحة ما زالت دونها عقبات وخلافات كثيرة.

وانتهى اجتماع فتح وحماس الذي عقد بعد أسابيع من التوتر والتراشق الإعلامي بين الجانبين إلى اتفاقهما على تفعيل ما سبق التوصل إليه من بنود بشأن ملفات المصالحة الخمسة، وهي الحكومة والانتخابات والأمن ومنظمة التحرير والمصالحة المجتمعية، على أن يتم ذلك في جدول زمني يمتد لثلاثة أشهر.

وكان من أبرز بنود الاتفاق دعوة لجنة إعداد قانون انتخابات المجلس الوطني للانعقاد خلال أسبوع، وعندما تنجز مهمتها يتعين عليها تشكيل لجنة انتخابات المجلس بالخارج خلال أسبوع من ذلك التاريخ، في حين تم الاتفاق على بدء التشاور لتشكيل حكومة وفاق وطني بعد شهر من الآن، على أن يتم الانتهاء من تشكيلها خلال الشهرين التاليين.

لو تجمعت الضغوط المصرية مع نظيرتيها القطرية والتركية فمن الممكن أن يتم تخطي العقبات الكبرى التي تحول دون المصالحة، ومن بينها الضغوط الخارجية خصوصا من الولايات المتحدة وإسرائيل

تفاؤل حذر
وقال مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي للجزيرة نت إن فتح وحماس اتفقتا على بدء التطبيق الفعلي للنقاط التي سبق التوافق عليها من قبل، وفي مقدمتها الحكومة التي سيرأسها الرئيس محمود عباس ويشارك فيها خبراء تتفق عليهم الحركتان، وكذلك الانتخابات التي تم إنجاز الكثير بشأنها، حيث أنهت لجنة الانتخابات أعمالها التحضيرية في كل من الضفة وغزة.

وعن احتمالات المضي قدما في تطبيق المصالحة هذه المرة، عبر الدراوي عن تفاؤل حذر، مرجعا ذلك إلى التعثرات العديدة التي واجهت هذا الملف خلال السنوات الماضية، وتسببت في فشل المصالحة، رغم وصولها إلى مراحل متقدمة والاتفاق على كثير من البنود.

ويرجع الدراوي تفاؤله إلى ما يصفه بالرؤية الواضحة لدى الرئيس المصري محمد مرسي في هذا الشأن، ويؤكد أنه لو تجمعت الضغوط المصرية مع نظيرتيها القطرية والتركية فمن الممكن أن يتم تخطي العقبات الكبرى التي تحول دون المصالحة، ومن بينها الضغوط الخارجية خصوصا من الولايات المتحدة وإسرائيل.

تشاؤم
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان محمود العجمي فيبدو أقرب إلى التشاؤم، وقال للجزيرة نت إن الإرادة الحقيقية والجادة لإنجاز المصالحة لا تبدو متوافرة بشكل كامل لدى كل من فتح وحماس، مما يدفعه للتوقع بأن تنتهي الجهود الحالية لتحقيق المصالحة إلى ما انتهت إليه سابقاتها في كل من القاهرة والدوحة ومكة المكرمة.

وأوضح العجمي أن البعض توقع أن تؤدي التغيرات الإقليمية خصوصا في سوريا وإيران إلى إنجاز المصالحة، بعد أن فقدت حماس حليفا مهما في دمشق، لكن الحقيقة أن الخلاف بين فتح وحماس أكبر من ذلك، ويمتد حتى إلى العقيدة التي تنتهجها كل حركة.

واعتبر الخبير في الشؤون العربية أن الخلافات بشأن ملفات المصالحة بين الحركتين ليست هينة، حيث إن فتح تريد توحيد الأجهزة الأمنية تحت قيادة واحدة، في حين ترى حماس الاحتفاظ بالوضع القائم بحيث تكون مسؤولة عن الأمن في غزة، كما أن فتح تريد حكومة كفاءات، بينما تفضل حماس حكومة توافق وطني.

وأبرز العجمي التراشق الإعلامي بين الجانبين في مناسبات عديدة، فضلا عن خلاف أساسي يتعلق بالموقف من منظمة التحرير الفلسطينية، وهل يمكن أن تقبل حماس أو حركة الجهاد الإسلامي بالانضمام إلى المنظمة مع استمرار مبادئها، ومن بينها الاعتراف بدولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية التي احتلت قبل 1967.

وختم العجمي بأنه حتى لو توصل الطرفان إلى اتفاق، فإن "الشيطان سيظهر في التفاصيل" والمشكلات ستظهر مجددا عند التطبيق، الذي لن يكون ممكنا إلا في وجود إرادة جادة وحقيقية، تساندها متغيرات إقليمية ودولية مواتية.

المصدر : الجزيرة