انطلاق ندوة تَطوّر العلوم الفقهية بمسقط

صورة اخرى لمنصة ندوة تطور العلوم الفقهية بعمان
undefined

طارق أشقر-مسقط

انطلقت بالعاصمة العمانية مسقط يوم السبت ندوة تَطَوّر العلوم الفقهية في نسختها الثانية عشر تحت شعار "فقه رؤية العالم والعيش فيه، المذاهب الفقهية والتجارب المعاصرة" وذلك بتنظيم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بعمان، ومشاركة أكثر من مائة عالم ومفكر إسلامي من مختلف أنحاء العالم.

وتناقش الندوة ثمانية محاور متنوعة تلتقي في التأصيل لمبدأ التعايش السلمي بين البشر، وأهمها محور الخطاب التشريعي في فقه التعايش، والمدارس الفقهية وفقه العيش بالعالم، والعيش المشترك والخصوصية، وحقوق المخالف دينيا، وأصل العلاقة مع غير المسلمين، وفقه المواءمة والمجتمع الدولي.

وفي كلمته الافتتاحية أشار رئيس اللجنة المنظمة للندوة د. عبد الرحمن السالمي إلى أن ندوة تَطَوّر العلوم الفقهية جاءت لتسليط الضوء على ظواهر عدة في حياة الأمة الإسلامية وعلاقتها بالذات والآخر، مما يجعلها مدخلا لفهم التطوّر الفقهي ضمن المذاهب وخارجها، بالإضافة لاستلهام الفقه الحضاري الإسلامي ومقاصده في مواجهة التأزم، وصنع الجديد والمتقدم ومعرفة الإمكانيات والمآلات في ضوء مقاصد الشريعة وضوابطها.

الأسرة البشرية تتواصل بالفطرة
وأوضح المفتي العام لسلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي في كلمته بافتتاح الندوة أن الله قد جعل الأسرة البشرية متواصلة بالفطرة حتى تكون مصالح الناس منوطا بعضها ببعض. كما أكد أن الناس وإنْ اختلفوا في المشارب والأفكار وتفاوتوا فيما آتاهم الله من مواهب حسية ومعنوية، وظاهرية وباطنية، إلا أنهم جميعا متداخلون من حيث المصالح ومتعاونون في القضايا التي تهم المجتمع.

‪مفتي إسطنبول دعا لتطوير الأحكام‬ الفقهية (الجزيرة)
‪مفتي إسطنبول دعا لتطوير الأحكام‬ الفقهية (الجزيرة)

وأضاف الخليلي أن العدل حقٌ لجميع الناس أمر به الإسلام مهما كانت الخلافات أو البغضاء، مشيرا إلى كون العدالة في التشريع الإسلامي قضية تطبيقية وليس فقط مسألة نظرية.

وفي سياق الحديث عن العدل والعدالة وما ينبغي فعله من أجل إنصاف البشرية في زمن تعاني فيه بعض الأقليات المسلمة الظلم كالروهينغا في ميانمار، تحدث المستشار بوزارة الأوقاف العمانية الدكتور سالم الخروصي للجزيرة نت، موضحا أن الأقليات المسلمة تشكل حوالي 450 مليون مسلم في العالم، وأن اضطهاد بعضهم كمسلمي ميانمار يلقي مسؤولية على الأمة الإسلامية التي يجب أن تقف معهم.

توحيد الصف
وفي الإطار نفسه يرى أستاذ الفقه وأصوله بجامعة الزيتونة بتونس د. عمر بن صالح بن عمر أنه ينبغي على الفقهاء العمل على توحيد الصف الإسلامي والتأكيد على الوحدة الإسلامية بغض النظر عن اختلاف المذاهب، مضيفا أن جمع كلمة المسلمين يمكّنهم من إيصال صوتهم وإسماع رأيهم للعالم مما يحمي ويضمن أمن وسلامة إخوانهم من الأقليات المسلمة في المجتمعات الأخرى.

كما تحدث مفتي إسطنبول بتركيا رحمي باران للجزيرة نت، داعيا الفقهاء إلى تطوير الأحكام واستنباط أحكام جديدة للأحوال الجديدة التي منها وجود الأقليات المسلمة في مجتمعات غير إسلامية.

ومن جانبه يرى المدرس بكلية الدعوة بجامعة الأزهر د. أحمد خشبة أن حالة الضعف العام التي تعتري الأمة الإسلامية هي التي أفرزت اضطهاد الأقليات المسلمة، داعيا الفقهاء للعمل على توضيح الصورة الصحيحة للآخر وهي كون الإسلام دعوة سلام ومحبة.

المصدر : الجزيرة