عقبات أمام انفتاح حماس على الغرب

حماس رفضت شروط الرباعية الدولية التي وضعت لقبول الحوار معه
undefined

ضياء الكحلوت-غزة

أعادت الإدارة الأميركية إلى الواجهة من جديد الشروط الواجب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الالتزام بها مقابل إجراء حوار معها، وهي نبذ ما تسميه الإرهاب والاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل.

وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن "واشنطن تصر على تلبية حماس هذه المطالب"، إلا أن حماس -التي تسيطر على قطاع غزة- لا تزال متمسكة برفض هذه الشروط وتقر بصعوبات في طريق مساعيها للانفتاح.

ويعتقد محللون ومتابعون أن إسرائيل بنفوذها الواضح في الغرب ولدى الإدارة الأميركية تمنع تطور الانفتاح، معتبرين أن حماس لا يمكن أن تقبل بالشروط التي لها بعد عقائدي وليس سياسيا.

البردويل: قبول حماس الاعتراف بإسرائيل نهاية للحركة (الجزيرة نت)
البردويل: قبول حماس الاعتراف بإسرائيل نهاية للحركة (الجزيرة نت)

إنهاء لحماس
وقال القيادي في حركة حماس في غزة صلاح البردويل إن الموقف الأميركي الذي يصر على الاعتراف بشروط الرباعية الدولية للتحاور مع حماس موقف قديم، واصفاً الإصرار على ذلك "بضرب من الخيال".

وأوضح البردويل أن هذه الشروط تعجيزية لا يمكن أن تحصلها أي جهة من حماس، معتبراً أن مساعي حماس للانفتاح على الغرب لن تكون من منطلق الاعتراف بشروط الرباعية، بل إن الحركة تسعى لإسماع روايتها للعالم كله.

واعتبر في حديث للجزيرة نت الإقرار والسير مع شروط الرباعية الدولية "ضياعا للقضية الفلسطينية وإنهاء لحركة حماس"، مؤكداً أن ثبات حماس على مواقفها وصمودها على الأرض سيغيران المعادلة.

وأقر البردويل بصعوبة المساعي التي تبذلها حماس وحاجتها إلى وقت وعمل طويل، مشيراً إلى أن خصوم حماس وأعداءها -العداء الوجودي والسياسي- يضعون العقبات ويحاولون بشتى الوسائل منع هذا الانفتاح، لكن حماس مصرة عليه.

وأكد البردويل أن دولاً عربية وإسلامية تقف إلى جانب حماس في مساعيها للانفتاح لكن دولاً أخرى تقف عقبة، دون أن يسمي الطرفين، غير أنه أشار إلى قناعة بأن الشعوب العربية ستحاسب كل الأنظمة التي لا تقف إلى جانب القضية الفلسطينية.

من جانبه قال المحلل السياسي تيسير محيسن إن الإدارة الأميركية بحاجة إلى أن تتواصل مع قوى الإسلام السياسي الصاعدة في المنطقة في سبيل بحث وسائل وسبل تطويع تعاملاتها مع الملفات الساخنة.

وقدر محيسن في حديث للجزيرة نت أن مساعي بذلت سواء من حماس أو أطراف قريبة من الإدارة الأميركية وأوروبا لفتح قنوات تواصل لنقل الأفكار بينها، مشيراً إلى أن إسرائيل تبقى العقبة الرئيسية أمام الانفتاح.

محيسن: إسرائيل تضغط لمنع تطور الانفتاح (الجزيرة نت)
محيسن: إسرائيل تضغط لمنع تطور الانفتاح (الجزيرة نت)

مانع إسرائيلي
وأوضح محيسن أن إسرائيل النافذة في معظم الدول الأوروبية وأميركا تضغط لمنع تطور الانفتاح وخروجه إلى الدائرة الأوسع التي تريدها حركة حماس، مشيراً إلى أن الطريق أمام حماس طويلة لكي يتم التعامل معها بقبول وارتياح.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني أن حماس تعي تماماً أن قبولها بشروط الرباعية الدولية لن يكون إلا مقدمة لتنازلات أكبر، فإسرائيل التي حصلت على اعتراف بوجودها من منظمة التحرير لم تكتف بذلك وتطالب الآن باعتراف بيهوديتها.

بدوره يعتقد مدير مكتب الجيل للصحافة المحلل السياسي مصطفى الصواف أن واشنطن أرادت أن توصل لحماس رسالة بأن عليها تغيير موقفها تجاه إسرائيل لكي يتم التعامل معها وتكون جزءاً من مشروع التسوية السياسية.

وقال الصواف للجزيرة نت إن الإدارة الأميركية عندما تعيد الاشتراطات لقبول التحاور مع حماس تعرف أنها قد جددت طرح المستحيل خاصة أن موقف حماس من الثوابت معروف وهي لن تغير في ثابت عقدي بالنسبة لها.

وشدد الصواف على أن حركة حماس تدرك أن الإدارة الأميركية منحازة تماماً إلى إسرائيل وأن كل مشاريعها السياسية تهدف إلى إطالة عمر الاحتلال، في ظل قناعة حماس بأن إسرائيل كيان بني على باطل وستزول.

المصدر : الجزيرة