تحذير من تحالف فرنسا و"تحرير أزواد"

من المؤتمر الصحفي للحركة اليوم في نواكشوط. في الوسط متحدثا الأمين العام للحركة أحمد ولد سيدي محمد
undefined

أمين محمد – نواكشوط

حذرت الحركة العربية الأزوادية من مخاطر ما وصفته بالتحالف غير المقدس بين فرنسا والحركة الوطنية لتحرير أزواد التي ينتمي أغلبها لـ الطوارق. وأكدت أن لذلك التحالف عواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.

وقال الأمين العام للحركة العربية الأزوادية أحمد ولد سيدي محمد -في مؤتمر صحفي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط- إن حركته تلفت انتباه كافة بلدان شبه المنطقة وخاصة موريتانيا والجزائر وكافة أعضاء المجتمع الدولي إلى الخطورة البالغة لهذا التحالف (بين فرنسا والحركة الوطنية) وما يمكن أن ينجر عنه من عواقب وخيمة على الشعب الأزوادي وعلى السلم والأمن في تلك المنطقة.

وأضاف ولد سيدي محمد أنه يذكر فرنسا والعالم أن المجموعة العربية هي أولى ضحايا ما سماه الإرهاب في المنطقة وخصوصا منذ عام 2009، مشيرا إلى أن الضابطين العربيين العقيدين لمانة ولد ابو، وحم ولد محمد يحي ورفاقهما كانوا أول من حمل السلاح لمقاومة تلك الجماعات "الإرهابية" التي قال إنها استقرت بأزواد بإرادة من الرئيس المالي السابق آمادو توماني توريه.

وشهدت مدينة الخليل القريبة من الحدود المالية مع الجزائر الأيام الماضية اشتباكات دامية بين الحركتين العربية الأزوادية والوطنية لتحرير أزواد، وتدخلت فرنسا لاحقا لقصف سيارات ومسلحين تابعين للحركة العربية الأزوادية.

تضارب
وتضاربت الأنباء بشأن حقيقة ما جرى الأيام الماضية بمدينة الخليل، وقدمت الحركتان روايتين مختلفتين لما حدث، في حين لم تتحدث مصادر مستقلة عن حقيقة ما جرى.

قوات فرنسية في شمال مالي (الفرنسية)
قوات فرنسية في شمال مالي (الفرنسية)

وقال ولد سيدي محمد "إن الحركة الوطنية قامت عمدا بالعدوان بشكل غير متوقع وغير مسبوق على السكان المدنيين العرب المسالمين المقيمين في مدينة الخليل، وقامت أيضا بنهب واحتجاز ممتلكاتهم بشكل ممنهج وغريب".

وأكد أن الحركة الوطنية و"باقترافها لتلك الأفعال غير المبررة" تكون قد فجرت صراعا بين مجموعتي الطوارق والعرب الأزواديتين، وهو صراع قال إن عواقبه ستكون بالغة الخطورة على الشعب الأزوادي وعلى المنطقة.

وأدان الأمين العام للحركة العربية الأزوادية بشدة ما وصفه بالخلط المتعمد وعدم الوضوح في الرؤية لدى القوات الفرنسية وانحيازها لمجموعة إثنية أزوادية (الطوارق) على حساب مجموعة إثنية أزوادية أخرى (العرب) من خلال قصفها الجوي للآليات وحملة السلاح العرب قبيل استكمال السيطرة على مدينة الخليل.

وتساءل ولد سيدي محمد -ردا على سؤال للجزيرة نت- عن سر ما يصفه بالانحياز الفرنسي للحركة الوطنية، وهل فرنسا بحاجة لصناعة مزيد من الأعداء في الشمال المالي، مضيفا أن الحركة الوطنية كانت في السابق من أقرب المجموعات الأزوادية إليهم، حيث شكلوا في السابق وفودا مشتركة، وتبادلوا اللقاءات والمباحثات بشأن الوضع المالي.

هجوم "إرهابي"
بيد أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد ترفض هذه الرؤية، وتقول إن مجموعة من المسلحين الجهاديين أغلبهم عناصر في حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا قامت بالاعتداء على مقاتلي وعناصر الحركة الوطنية المتمركزين في مدينة الخليل.

وأضافت الحركة في بيان لها أن قواتها بمدينة الخليل تمكنت من أسر عناصر من المجموعة المهاجمة وأن التحقيقات معهم أكدت انتماء بعضهم لجماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، مؤكدة أنها ستواصل مطاردة عناصر تلك الجماعات "الإرهابية" وحلفائهم بغض النظر عن انتماءاتهم الإثنية أو العرقية.

وكانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد قد سيطرت على مناطق واسعة في شمال مالي، قبل أن تدخل في صراع دموي مع الحركات الإسلامية المسلحة وخصوصا حركة التوحيد والجهاد، وهو الصراع الذي قاد إلى إخراج مقاتلي الحركة من أغلب مناطق الشمال المالي.

وتتحالف الحركة حاليا مع القوات الفرنسية في مطاردة من تسميها العناصر الإرهابية المتمثلة في المنتمين للجماعات الإسلامية المسلحة بشمال مالي.

المصدر : الجزيرة