مسلمو ألمانيا يطالبون بتقنين رسمي لأعيادهم

صلاة عيد الفطر بالمركز الإسلامي البوسني في شتوتغارت . الجزيرة نت
undefined

خالد شمت-برلين

يطالب المسلمون في ألمانيا -الذين يزيد تعدادهم عن أربعة ملايين نسمة- السلطات بتقنين يومي عيد الفطر والأضحى إجازة رسمية لمسلمي البلاد، انطلاقا من حق المساواة مع نظرائهم المسيحيين، بين مؤيد ومعارض لهذا المطلب.

وقال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزايك إن مطالبته بتقنين يومي عيد الفطر والأضحى المباركين إجازة رسمية لمسلمي البلاد، جاء بمناسبة الاحتفال الحالي بعيد الفصح المسيحي، المعترف به كعطلة رسمية للمواطنين كافة، في جميع المصالح والدوائر الألمانية.

وأوضح مزايك -في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت- أن تقنين منح المسلمين هذين اليومين كإجازة رسمية بجهات العمل والمؤسسات التعليمية لا يقصد به جعل عيدي الفطر والأضحى إجازة لكل المواطنين، أو إضافتهما إلى العطلات الرسمية المعتمدة في ألمانيا.

واعتبر أن هذا المطلب يتعلق بمزيد من الحساسية والتفهم من جانب المؤسسات السياسية، والإدارات والسلطات الألمانية، تجاه الأقلية المسلمة المقدرة بأكثر من 4.5 ملايين نسمة، وذكر أن "الاعتراف بعيدي المسلمين سيمثل مظهرا للتسامح والتعدد الثقافي الموجود بالمجتمع الألماني، وعاملا محفزا لعملية اندماج المسلمين بهذا المجتمع".

‪أيمن مزايك: الاعتراف بأعياد المسلمين يعزز دمجهم إيجابيا بالمجتمع الألماني‬ (الجزيرة نت)
‪أيمن مزايك: الاعتراف بأعياد المسلمين يعزز دمجهم إيجابيا بالمجتمع الألماني‬ (الجزيرة نت)

دراسة تؤيد
ورأى رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أن تقنين عيدي الفطر والأضحى إجازة للمسلمين يمكن أن يتم من خلال البرلمان الألماني (البوندستاغ) أو مجلس الولايات الألمانية (البوندسرات)، وأشار إلى أن هذا الإجراء يمكن تحقيقه بمعزل عن الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي في عموم البلاد.

واعتبر أيمن مزايك أن منح ولاية هامبورغ مسلميها إجازة رسمية بعيدي الفطر والأضحى -في إطار اعترافها رسميا بالإسلام في أغسطس/آب الماضي- واستعداد ولاية بريمن لتقنين وضع مماثل لأقليتها المسلمة، يعطي الأمل بتعميم الأمر في باقي الولايات الألمانية.

وتمنى مزايك نجاح مؤتمر الإسلام -الذي ترعاه الحكومة الألمانية منذ عام 2006 بهدف تقنين وضع الإسلام في البلاد ودمج المسلمين في المجتمع الألماني- في إنجاز تقنين للحقوق التي تطالب بها الأقلية المسلمة.

وكشفت نتائج دراسة أصدرها المركز البحثي الوقفي لشركة روبرت بوش الألمانية العملاقة للصناعات الإلكترونية عن توافق مع دعوة رئيس المجلس الأعلى للمسلمين لتقنين عيدي الفطر والأضحى إجازة رسمية، واقترحت الدراسة الصادرة بعنوان "مستقبل عالم العمل" على وزيرة العمل الألمانية أورسولا فون دي لاين مساواة المسلمين واليهود بالمسيحيين في حقوق العمل، ومنح المنتمين للديانتين إجازة يومين سنويا في أعيادهم الدينية.

كما اقترحت الدراسة تضمين هذين اليومين في عقود العمل، مشيرة إلى أن التنوع الديني والثقافي المتزايد بسوق العمل الألماني يتطلب استحداث معايير عادلة في التعامل مع الأعياد الدينية لغير المسيحيين.

‪مسلمون يحتفلون في مسجد الشهيد في برلين‬ (الجزيرة نت-أرشيف)
‪مسلمون يحتفلون في مسجد الشهيد في برلين‬ (الجزيرة نت-أرشيف)

مؤيدون ومعارضون
وبمواجهة ما أظهرته الدراسة السابقة، اعتبر غونترام شنايدر وزير العمل بالحكومة المحلية لولاية شمال الراين أن تحويل أعياد غير المسيحيين إلى عطلة رسمية غير ممكن من الناحية الاقتصادية، واقترح الوزير -في تصريحات أوردتها صحيفة دي فيلت- "منح شركات ومصانع ولاية شمال الراين لمنتسبيها وعمالها المسلمين إجازة يومين بعيديهم، على أن يخصم هذان اليومان من رصيد الإجازة السنوي، أو أن يتم تعويض اليومين بزيادة ساعات العمل".

ولقي اقتراح دراسة المركز البحثي لشركة بوش تأييدا من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض، وعبرت مسؤولة الشؤون الدينية بالكتلة البرلمانية للحزب كريستين ريزا عن انفتاح حزبها على منح المسلمين واليهود يومي إجازة سنويا بأعيادهم الدينية، واعتبرت ريزا -في تصريحات لدي فيلت- أن تحويل هذين اليومين إلى عطلة تضاف للعطلات المعتمدة في البلاد غير ممكن.

في المقابل، رفض الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم تخصيص يومي إجازة لمسلمي البلاد بعيدي الفطر والأضحى، وبرر هذا الرفض بما أسماه عدم وجود تقاليد إسلامية بألمانيا ذات التقاليد المسيحية.

يشار إلى أن تقنين إجازة لمسلمي ألمانيا في عيدي الفطر والأضحى أثير لأول مرة من جانب حزب الخضر -المعارض حاليا- خلال مشاركته في حكومة المستشار غيرهارد شرودر السابقة عام 2004وكان الحزب قد طالب في مقترحه -الذي رفض حينذاك من الأحزاب كافة- بتحويل إجازة أعياد المسلمين إلى عطلة رسمية، تحل مكان واحدة من العطل المسيحية المعتمدة في البلاد.

المصدر : الجزيرة