الاعتراف بجامعة إسلامية في هولندا

مبنى الجامعة "الجامعة الاسلامية الاولى في اوربا وأمريكا التي يتم الاعتراف بها"
undefined

نصر الدين الدجبي-روتردام

حصل قسم الدراسات الإسلامية لمرحلة البكالوريوس بجامعة روتردام الإسلامية في هولندا على الاعتماد الأكاديمي الرسمي بعد 16 سنة من الانتظار، مما يفتح للجامعة الطريق لتقديم طلب للحصول على الدعم المادي من الحكومة الهولندية، وفتح فروع في كافة دول أوروبا، بحسب القائمين على الجامعة.

وبقرار الاعتراف هذا الذي منحته منظمة الاعتماد الهولندية الفلمنكية (NVAO)، يعترف لأول مرة لجامعة إسلامية مستقلة بتدريس مستوييْ البكالوريوس في قسم الدراسات الاسلامية، و"دراسات العناية الروحية" لمرحلة الماجستير التي حصلت عليها الجامعة عام 2010.

وجاء في البيان الصحفي الذي أصدرته الجامعة في 19 مارس/آذار الجاري وتلقت الجزيرة نت نسخة منه، أن هذا الاعتماد يعد خطوة على طريق إكمال عملية تكريس التعليم الإسلامي في هولندا وأوروبا، ويفتح المجال لمرحلة جديدة من الوجود الأكاديمي الإسلامي.

وقد تأسست جامعة روتردام الإسلامية مع بداية السنة الدراسية 1996-1997، وظلت تعمل على امتداد 16 سنة دون اعتماد رسمي من الجهات الأكاديمية المختصة في هولندا، وتدرّس الجامعة العلوم الإسلامية المختلفة في المستويات التحضيرية والجامعية وفي الدراسات العليا. كما ظل طلبتها يتابعون الدراسة في الجامعة دون اعتراف بالشهادة العلمية للجامعة.

أهمية الاعتراف
وفي تصريح للجزيرة نت، قال رئيس الجامعة البروفيسور أحمد آقندوز إن هذا الاعتراف يعد الأول بجامعة إسلامية في أوروبا وأميركا، وأضاف أن "مؤسسي الجامعة كوادر علمية التزموا المواصفات الأكاديمية العالمية دون التنازل عن أسس الدين ولا التفريط في مبادئه"، في إشارة منه إلى أن الجامعات الغربية تتعامل مع الإسلام بطريقة انتقائية.

وعدّ آقندوز القرار خطوة نحو تحقيق الهدف الذي عملت وتعمل من أجله الجامعة منذ أكثر من عقد، قائلا إن "الجامعة بهذا الاعتراف تريد أن تتم إجراءاتها للوصول إلى الاعتراف الكامل بالجامعة، وفقا للقانون الهولندي ولضوابط مجلس التعليم العالي (WHW)".

وحول ما يعنيه هذا الاعتراف، قال آقندوز "الاعتراف يعني أن شهادات الجامعة ستصبح مقبولة في كل دول العالم، ويقدم هذا الاعتراف للطلاب الذين يلتحقون بالجامعة كل الحقوق التي يأخذها الطلاب في كل الجامعات المعترف بها في هولندا، مثل المنحة الدراسية، وتكاليف المواصلات، كما تفتح لهم أبواب العمل في المجتمع بين أبناء الجالية المسلمة، وكذلك في جميع الدول الأوروبية".

وأشار إلى أن الاعتراف بالدراسة أكاديمياً لا يعني حصول الطالب أو الجامعة بطريقة آلية على منح ودعم من الحكومة، ولكن هناك إجراءات تكميلية على الجامعة القيام بها من أجل إكمال الاعتراف المادي أيضا.

تمويل ذاتي
وظلت الجامعة على امتداد 16 سنة تعتمد على تمويل ذاتي من رسوم الطلبة وتبرعات المحسنين، بحسب ما جاء في التقارير المالية لإدارة الجامعة. وتقول مصادر مقربة من الجامعة إنها تتلقى دعما من الأتراك الذين يمثلون غالبية الجالية المسلمة في هولندا.

أحمد آقندوز: الاعتراف هو الأول بجامعة إسلامية في أوروبا وأميركا (الجزيرة نت)
أحمد آقندوز: الاعتراف هو الأول بجامعة إسلامية في أوروبا وأميركا (الجزيرة نت)

وفي تعليق لآقندوز على أثر هذا الاعتماد على التمويل المادي للجامعة، قال إن ذلك يسمح للجامعة بالتقدم للحصول على التمويل المالي من طرف الحكومة الهولندية.

وقال "نحن نسعى الآن لكي نتم الإجراءات المتعلقة بالمسائل المالية"، مبينا أن جهودا كبيرة بذلت للحصول على دعم كان يمكن استثماره أكثر في تحسين البرامج الأكاديمية.

وأضاف أن الاعتراف سيبعث مزيدا من الثقة في التعليم وسيزيد عدد الطلبة مما سيدعم ميزانية الجامعة، مشيرا إلى أن "الاعتماد في هولندا يسمح للجامعة بفتح فروع في كل أوروبا، حسب ما هو معمول به ومسموح به في قانون التعليم العالي الأوروبي".

وحسب قسم التسجيلات في الجامعة، فإنه يدرس فيها حاليا 414 طالبا يتوزعون بين طلاب درجتيْ البكالوريوس والماجستير في معهد اللغة العربية والقرآن الكريم.

نجاح كبير
ومن جهته، قال أستاذ العلوم الإسلامية في الجامعة جلال عامر للجزيرة نت إن المسلمين في هولندا نجحوا إلى الآن في إنشاء المدارس الأساسية والثانوية، ويتمون بهذا الاعتراف العملية التعليمية بإلحاق التعليم الجامعي.

وأوضح أن التعليم الإسلامي في أوروبا ظل محصورا في مدرجات الجامعات الكاثوليكية والاستشراقية وكليات اللاهوت.

وأضاف أن "الاعتراف يعني أن المسلمين يقومون بالتدريس في جامعتهم وفق قيمهم، وبما لا يتنافى مع المناهج الأكاديمية الأوروبية المعتمدة".

ويتزامن قرار اعتماد الدراسات في الجامعة الإسلامية بروتردام مع قرار صدر الشهر المنصرم يقضي بإلغاء تدريب الائمة في هولندا الذي كان يقوم به أحد المعاهد العليا، والذي كان مدعوما بالكامل من قبل الحكومة، مبررين ذلك بالتكلفة الباهظة لهذا التعليم.

المصدر : الجزيرة