سي آي أي تعتبر من إخفاقاتها بالعراق

. AFP - The Central Intelligence Agency (CIA) logo is displayed in the lobby of CIA Headquarters in Langley, Virginia, on August 14, 2008. Gen. Michael Hayden, who was replaced as CIA chief earlier this year by President Barack Obama, assailed Obama's decision last week to release "Top Secret" memos
undefined
تحاول وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) استخلاص العبر من إخفاقاتها بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق، وتواجه اليوم اختبارا جديدا حاسما وهو تقييم البرنامج النووي الإيراني.

وواجهت سي آي أي انتقادات لفترة طويلة بأنها "أخطأت" بخصوص أسلحة الدمار الشامل في العراق التي استعملتها الولايات المتحدة مبررا لتسويغ غزو ذلك البلد في مارس/آذار 2003 الذي تحل ذكراه السنوية العاشرة خلال أيام.

وفي الأشهر التي سبقت غزو العراق، اعتبرت سي آي أي وأجهزة الاستخبارات الأميركية الأخرى أن النظام العراقي على وشك امتلاك أسلحة نووية ويملك مخزونات من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

والنتيجة التي وصلت إليها الاستخبارات أيدت موقف البيت الأبيض من أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يشكل تهديدا ويجب أن يطرد من السلطة بالقوة.

وفي نهاية المطاف كانت أجهزة الاستخبارات الأميركية "مخطئة في كل تقييمها تقريبا لفترة ما قبل الحرب بخصوص أسلحة الدمار الشامل في العراق"، كما جاء في تقرير التحقيق الرسمي سيلبرمان روب.

تقرير التحقيق الرسمي سيلبرمان روب:
المعلومات التي جُمعت لم تكن قوية والتحاليل غير صائبة والنتائج ترتكز على فرضيات مغلوطة ومن دون أدلة

فرضيات مغلوطة
وجاء في التقرير الصادر عام 2005 أن المعلومات التي جُمعت لم تكن قوية والتحاليل غير صائبة والنتائج ترتكز على فرضيات مغلوطة ومن دون أدلة.

وقال إن النتيجة "شكلت إحدى ثغرات فشل الاستخبارات الأشهر والأكثر إساءة في التاريخ الأميركي الحديث".

وحين لم يعثر الأميركيون على شيء بعد اجتياح العراق، تبين أن حجة الحرب لدى واشنطن كانت من دون أساس، مما أثار استياء دوليا.

وقال بريان جنكينز الخبير في المعهد البحثي الأميركي راند كوربوريشن "ذلك سبّب لنا ضررا دائما"، مضيفا "لقد أدى إلى تقويض مصداقية الاستخبارات الأميركية في هذه المجالات بشكل كبير".

وبعد عشر سنوات على هذا الإذلال، حاولت وكالات الاستخبارات الأميركية الـ16 تعزيز قدراتها على جمع المعلومات ووضعت إجراءات تحقق في عمل التحاليل، كما يقول مسؤولون سابقون في سي آي أي.

وقال المحلل السابق لسي آي أي لشؤون الشرق الأوسط بول بيلار الذي يدرس حاليا في جامعة جورج تاون "لقد استخلصنا العبر".

ويرى بعض الجواسيس السابقين والمشرعين أن وكالات الاستخبارات ليست الوحيدة في دائرة الاتهام لأن المقربين من الرئيس السابق جورج بوش كانت لديهم خطة جاهزة بغض النظر عما سترفعه أجهزة الاستخبارات من نتائج.

وقال بول بيلار "القول إن كل العملية لم تتأثر بالجو السياسي ليس دقيقا على الإطلاق"، مضيفا "لم يستخدموا تقريبا معلومات الاستخبارات إلا وسيلة لدعم حملة الترويج" للحرب.

وخلصت التحقيقات الرسمية إلى أن عمل الاستخبارات لم يتم تسييسه، لكن هذه المسألة تبقى موضع جدل كبير.

محللون:
المهمة صعبة لأن النظام الإيراني له مصلحة في تضخيم حالة تقدم البرنامج النووي لكي يقلل من فرص حصول أي ضربة جوية

امتحان إيران
وبعد عشر سنوات تسعى الولايات المتحدة مجددا لمعرفة ما إذا كان البرنامج النووي الإيراني يتضمن شقا عسكريا، لكن هذه المرة عثر مفتشو الأمم المتحدة على أدلة عديدة تشير إلى برنامج تخصيب يورانيوم طموح.

ووكالات الاستخبارات التي تعتبر أن طهران لم تتخذ قرارها بعد بصنع سلاح نووي، تواجه مشكلة سبق أن واجهتها في العراق: معرفة نوايا السلطات الإيرانية التي تنفي سعيها لامتلاك السلاح الذري.

وإزاء احتمالات حصول ضربة جوية وقائية، يتصاعد الضغط على سي آي أي لكي تجري تقييما محددا بشأن مدى تطور البرنامج الإيراني.

ويقول المحللون إن المهمة صعبة لأن النظام الإيراني له مصلحة في تضخيم حالة تقدم البرنامج لكي يقلل من فرص حصول أي ضربة جوية.

ويرى بول بيلار أن "التجربة المخيبة في العراق لا تزال تلقي بثقلها بقوة من دون شك على هؤلاء الذين يعملون اليوم على الملف النووي الإيراني".

المصدر : الفرنسية