أسرى ينجبون من خلف القضبان

زوجات الاسرى خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بنابلس - الجزيرة نت6.jpg
undefined

عاطف دغلس-نابلس

كسر الطفل الفلسطيني مهند الزبن أو كما يُطلق عليه "أسير الحرية" قبل أشهر القيد وتحدى عتمة السجن وظلم السجّان ليعطي أملا للأسرى الفلسطينيين بمزيد من الانتصار على الاحتلال الذي طال ما أراد قهرهم بالاعتقال، أمل ارتسم أمام أربعة أسرى ينتظرون استقبال أبنائهم قريبا.

وجاء مهند (6 أشهر) إلى الدنيا بعد أن نجح والده الأسير عمار الزبن والمحكوم بالسجن المؤبد 27 مرة بتهريب نطف منوية له بطريقة معقدة، ليكون بذلك أول طفل يولد لمعتقل فلسطيني داخل سجنه، ولتولد مع ولادته آمال لكثير من الأسرى بإمكانية الإنجاب رغم القيد.

وتقول دلال الزبن (31 عاما) إن زوجها فرح كثيرا بطفله مهند، رغم أنه لم يره سوى مرة واحدة، حيث شددت الإجراءات الأمنية عليها ولم يسمح لها إلا بزيارة واحدة بعد ولادتها بشهرين، مشيرة إلى أنها تنوي تخصيب نفسها ثانية تلبية "لحلمها ولزوجها وقهرا للاحتلال".

حالات جديدة
ولم يعد الحلم يقتصر على دلال وعمار وطفلهما مهند، بل أصبح رديف ليديا وسلام ورماء وميرا وهن زوجات أسرى يقضون أحكاما عالية بالسجن، كشف مركز رزان الطبي بمدينة نابلس في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء عن نجاحه بتخصيبهن بنطف من أزواجهن هُربت بطرق معقدة يرفض الأسرى وذووهم الإفصاح عنها.

الطفل مهند الزبن فتح باب الأمل للأسرى الفلسطينيين (الجزيرة نت)
الطفل مهند الزبن فتح باب الأمل للأسرى الفلسطينيين (الجزيرة نت)

ورغم ما تواجهه زوجات الأسرى من عقوبات عقب إنجابهن وما يواجهه الأسرى أصحاب الشأن بالتشديد عليهم داخل معتقلاتهم، لم ولن يمنعهم هذا من مواصلة الأمر خاصة إذا توفرت السبل لذلك، كما تحدثن.

وقالت سلام نزّال زوجة الأسير علي نزال من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية والمحكوم بالسجن عشرين عاما إنها تحمل منذ شهر ونصف، وتوصلت لهذا القرار بعد أن تكللت عمليات مشابهة بالنجاح.

وأشارت نزّال في حديثها للجزيرة نت إلى أن طول فترة السجن للأسير أو قصرها لا تعد عنصرا هاما إذا توفرت الإرادة لديه ولدى زوجته.

وإضافة للحالات الأربع التي نجح المختصون في تخصيبها بالمركز، هنالك سبع حالات أخرى عولجت وهي بانتظار التخصيب، في حين تنتظر العشرات من الحالات إجراء الفحوص اللازمة وتقديم العلاج لها.

مهددات وعوائق
من جانبه قال مدير مركز رزان الدكتور سالم أبو خيزران إن ما يهمهم كي تنجح العملية هو نقل النطف بأسرع وقت ممكن وبمدة لا تتجاوز ساعات محددة.

وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن عملية التخصيب تستمر أربعة أسابيع ثم يقومون بزراعتها، "ونقوم بتجميد بقية النطف لأوقات أخرى إذا أرادت زوجات الأسرى الإنجاب مجددا".

وتعد طول مدة الحكم العالي للأسير وفسيولوجية المرأة خاصة إذا ما تجاوزت سن الإنجاب مهددات لنجاح عمليات التخصيب، إضافة للتخوف الأمني أثناء نقل الحيوانات المنوية، وفق الدكتور أبو خيزران.

الخفش: نجاح التخصيب يعد انتصارا على السجّان (الجزيرة نت)
الخفش: نجاح التخصيب يعد انتصارا على السجّان (الجزيرة نت)

ويقابل ذلك ازدياد بعدد المقبلين على هذه الخطوة، وهذا يعود لحالة الوعي التي جاءت عقب نجاح حالة الطفل مهند وتحويل الأمر ثقافة بين الأسرى خاصة والمجتمع عموما.

وللتغلب على الصعوبات التي تحيط بالعملية طالب مدير وزارة الأسرى بنابلس سامر سمارو بالضغط على سلطات الاحتلال للسماح للأسرى بإخراج نطفهم بطرق شرعية وتحت مراقبة دولية وحقوقية وجهات طبية.

غير أن مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى فؤاد الخفش اعتبر أن هذا الضغط يجب أن ينصب للإفراج عن الأسرى قبل أن يكون للسماح بإخراج نطفهم، رافضا فكرة إشراف الاحتلال على ذلك، "لأنه غير مؤتمن".

وقال الخفش للجزيرة نت إن نجاح التخصيب يعد انتصارا على السجّان عبر إبداع الأسرى بإخراج النطف، وكسر إرادة السجان الذي يسعى لقتل الأسير بالأحكام العالية.

يشار إلى أن نطفا كان قد أخرجها الأسير الفلسطيني عباس السيد عام 2003، لكن عملية التخصيب باءت بالفشل، نجحت بحشد ضغط محلي ودولي على الاحتلال ولقيت قبولا وفتاوى دينية بشرعيتها.

ويقبع في سجون الاحتلال 8700 أسير وأسيرة، يوجد بينهم الكثيرون من الأسرى المتزوجين والذين يقضون أحكاما عالية بالسجن.

المصدر : الجزيرة