مؤتمر ميونيخ.. حضور قياسي ونتائج متواضعة

epa03564919 US vice president Joe Biden speaks on the second day of the 49th Munich Security Conference at Hotel Bayerischer Hof in Munich, Germany, 02 February 2013. More than 400 foreign and defence policy heavyweights were to discuss Mali, Syria and other global trouble spots. The Munich Security Conference (MSC) brings together some 400 guests - a dozen heads of state and government, 70 ministers as well as leaders from defence and business, including
undefined

خالد شمت-ميونيخ

حقق مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية في دورته الـ49 مستوى قياسيا هذا العام، إذ بلغ عدد الدول المشاركة فيه تسعين دولة، بزيادة عشرين دولة عن العام الماضي، إلا أن أبرز مسؤولي وخبراء السياسة الخارجية والأمن في العالم لم يصلوا بمناقشاتهم إلى حلول ذات قيمة للأزمات الدولية التي تحاوروا بشأنها.

ويصنف مؤتمر ميونيخ -الذي تأسس عام 1962- بأنه أهم منتدى سنوي لقضايا السياسة الخارجية والأمن في العالم، وشارك فيه هذا العام قادة دول وقيادات عسكرية وخبراء أمنيون وممثلون لشركات الأسلحة ومنظمات حقوقية وبيئية.

وعلى التوالي حل البرنامج النووي الإيراني للعام الـ11 والأزمة السورية للسنة الثانية في صدارة القضايا التي تناولها المؤتمر، والتي أضيف إليها هذا العام التدخل العسكري الفرنسي في مالي. كما ضمت قضايا جديدة كأزمة اليورو والحروب الإلكترونية وجرائم الإنترنت وأمن الطاقة والتغيرات المناخية.

حل البرنامج النووي الإيراني للعام الـ11 والأزمة السورية للسنة الثانية في صدارة القضايا التي تناولها المؤتمر، وأضيف إليهما هذا العام التدخل العسكري الفرنسي في مالي

سوريا والنووي الإيراني
وللتدليل على أهمية أحداث سوريا ومالي، قال رئيس المؤتمر فولفغانغ إيشينغر في كلمته الافتتاحية إن ما يجري في هذين البلدين له تداعيات مباشرة على أمن  أوروبا.

وعكس حضور المعارضة السورية في المؤتمر -في شخص رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ الخطيب- تنامي الاهتمام الدولي بهذه المعارضة، وتباري معظم المشاركين بالجلسات في الحديث عن ضرورة إيقاف العنف الدموي في سوريا، غير أن ما قيل حول هذا الموضوع بقي مجرد كلمات لم يلتزم أصحابها بأي شيء.

وعبر وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير في مداخلة له عن قلة حيلة المشاركين تجاه ما يجري في سوريا، وقال إنه ليس لديه أي تصور للحل، وإنه يتوقع استطالة أمد العنف الدموي في هذا البلد.

وأضاف أن "تأثير الغرب محدود على الأحداث في سوريا، وما لم تغير روسيا موقفها فسيستمر الواقع المرير هناك".

وتحدث جو بايدن نائب الرئيس الأميركي أمام المؤتمر بنفس أسلوب وزير الدفاع الألماني، فوصف الأسد بالطاغية وقال إن رحيله بات حتميا، لكنه لم يوضح كيفية حدوث هذا الرحيل.

ولم يضف حديث رئيس مؤتمر ميونيخ جديدا لما ذكره دي ميزير وبايدن، حيث اعتبر "أن ما يحدث في سوريا يذكر بشكل مفزع بما وقع في كوسوفو (في تسعينيات القرن الماضي)، عندما وقف العالم متفرجا لا يحرك ساكنا أمام قتل آلاف الكوسوفيين".

ولم تكشف مناقشات المشاركين عن جديد في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، سوى مواصلة سياسة العصا والجزرة في التعامل مع طهران حول هذا الملف، وتم الاتفاق في ختام المؤتمر على بدء القوى الدولية مفاوضات جديدة مع إيران في كزاخستان يوم 25 فبراير/شباط الجاري.

فولكر بيرتس: سياسة حصار إيرانلم تعد مجدية (الجزيرة نت)
فولكر بيرتس: سياسة حصار إيرانلم تعد مجدية (الجزيرة نت)

سياسة غير مجدية
واعتبر البروفسور فولكر بيرتس مدير مؤسسة السياسة والأمن المشاركة في صياغة محددات السياسة الخارجية الألمانية، أن "سياسة الحصار لم تعد مجدية، وأن الغرب ليس لديه أفكار جديدة لحصار إيران الراغبة في الخروج من عزلتها".

وقال بيرتس -القريب من دوائر صنع القرار في برلين والغرب- في حديث للجزيرة نت، إن المشكلة تتمثل في أن كلا الجانبين الغربي والإيراني ينتظر بدء الآخر للخطوة التالية.

وبعكس التحفظ تجاه أي عمل بشأن سوريا، أبدى الجيش الألماني حماسة بإرسال أربعين مدربا منه إلى مالي، وهو ما يمثل عشر عدد المدربين العسكريين الأوروبيين الذين سيدربون الجيش المالي.

وفي مداخلة بشأن مالي، رأى إيشينغر أن المقولة الشهيرة لوزير الدفاع الألماني الأسبق بيتر شتروك (الدفاع عن أمن ألمانيا يبدأ عند جبال الهندوكوش) "تصدق أكثر على مالي الواقعة على أبوابنا وتشكل منطقة صعبة السيطرة، يهدد وقوعها بين أيدي الإسلاميين الاهتمامات الألمانية والأوروبية".

وأضاف أن "ألمانيا تحولت بسبب إسهاماتها في أزمة اليورو إلى قوة مركزية أوروبية، مما زاد التطلعات الخارجية بتوليها مسؤوليات عسكرية وأمنية إضافية".

واعتبر رئيس اتحاد الجيش الألماني أولريش كيرش في مداخلة أمام المؤتمر أن قلة عدد المدربين الألمان للجيش المالي ينبغي النظر إليها في إطار توزيع الأعباء بين ألمانيا وفرنسا، فالأولى ما زالت في أفغانستان والثانية خرجت منها.

المصدر : الجزيرة