المطلوب فلسطينيا من زيارة أوباما
عوض الرجوب-رام الله
في الوقت الذي تجتهد فيه إسرائيل لوضع برنامج زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في العشرين من الشهر القادم، يجتهد الفلسطينيون أيضا في إعداد جدول الأعمال، لكن محللين يقللون من فرص تحقيق اختراقات جادة نحو التسوية.
فقد زار وفد فلسطيني الولايات المتحدة الآونة الأخيرة بهدف الإعداد للزيارة التي يرى محللون أن الملف الفلسطيني سيكون بالمرتبة الثالثة من حيث الأهمية بالنسبة للضيف الذي يزور مدينة رام الله لساعات.
ويقول محللون إن الأجندة الفلسطينية يجب أن تركز على قضية الأسرى ووقف الاستيطان ووقف الضغوطات الإسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني، إضافة إلى التمسك بوقف الاستيطان لاستئناف مفاوضات ذات سقف زمني محدود.
قضية الأسرى
فخلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة رام الله اليوم شدد وزير الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع على أن قضية الأسرى يجب أن تكون جزءا أساسيا من أي تسوية وأي حل سياسي، إذا ما كان لدى الرئيس الأميركي مشروع من هذا القبيل في زيارته المتوقعة للمنطقة لإعادة استئناف المفاوضات.
ونقل قراقع عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأكيده -خلال لقائه أمس وفدا من نادي الأسير الفلسطيني- أن إطلاق سراح آلاف المعتقلين وإنقاذ حياة الأسرى المضربين هي القضية الأساسية التي سيطرحها على ضيوفه الأميركيين وغيرهم.
من جهته رجح مدير برنامج الدراسات العربية والفلسطينية بجامعة بيرزيت أحمد عزم، أن يركز الجانب الفلسطيني في الزيارة المرتقبة على العودة إلى المفاوضات وفق أسس محددة ومعروفة هي وقف الاستيطان ووضع مرجعية زمنية واضحة للمفاوضات.
لكن الأكاديمي الفلسطيني استبعد أن تُطرح في الزيارة أجندة جديدة أو تصور جديد، مستندا في ذلك إلى تصريحات مسؤولين أميركيين أكدوا فيها أن الموضوع الإيراني سيحتل سلم أولوية الرئيس بالزيارة، وأنه سيكون مستمعا فقط في الشأن الفلسطيني، موضحا أن التجربة أكدت أن "عملية التسوية" مقصودة لذاتها لتنفيذ حاجات إقليمية للولايات المتحدة قد تكون إيران هذه المرة.
وأكد أن الأجندة الواجب تحضيرها قبيل وصول أوباما يجب أن تتضمن قضية الأسرى وضرورة إنهاء معاناتهم وملف المستوطنات، ثم الوضع الاقتصادي الصعب وخاصة استمرار إسرائيل في استخدام الأموال الفلسطينية واحتجازها، وحاجة الفلسطينيين للاستقلال في كثير من حاجاتهم اليومية.
لا خطة
بدوره يستبعد مدير مركز القدس للصحافة خالد العمايرة وجود خطة لدى القيادة الفلسطينية لزيارة أوباما، مرجحا تلاشي فرص حل الدولتين.
وتوقع العمايرة أن يستمع أركان السلطة الفلسطينية بالزيارة المقبلة من أوباما إلى نفس الكلمات التي سبق وأن سمعوها من أسلافه جورج بوش وبيل كلنتون، مطالبا السلطة بمقاومة ما سماه "محاولات التمييع وإضاعة الوقت من جانب الولايات المتحدة الأميركية".
وقال إن على السلطة أن تضع -خلال الزيارة- النقاط على الحروف وأن تعلن أن إمكانية قيام دولة فلسطينية سوف تنتهي في غضون أسابيع، أو أشهر قليلة، وأنه لا يمكن أن يكون هناك أي تفاهم أو صلح مع "العدو" إذا لم يعترف بالنقاط الواردة في المبادرات السابقة وخاصة خارطة الطريق والعودة لخطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، وحل قضية اللاجئين.
ومع ذلك اعتبر الإعلامي الفلسطيني ضعف السلطة وحاجتها للولايات المتحدة عائقا أمام تحقيق المطالب السابقة، غير مستبعد أن تبدي القيادة الفلسطينية استعدادها التوصل إلى حلول وسط مع إسرائيل تبقي معظم المستوطنات بـ الضفة الغربية وتبقي اللاجئين في أماكنهم.