النزوح من أحياء الموت للأحياء الآمنة بحمص
الجزيرة نت-حمص
"نزحنا من حي الوعر إلى حي الإنشاءات في حمص هربا من القصف المتواصل علينا، قصف يجعلك تدرك أن الموت سيأتيك في أي لحظة لتفارق الحياة، ربما بصاروخ أو قذيفة أو حتى برصاصة قناص" تلك كانت كلمات أبو رائد أحد أهالي حمص الذين نزحوا من حي إلى حي آخر طلبا لملاذ آمن من قوات النظام.
وأضاف أبو رائد أن النظام يفرق في تعامله مع أحياء المدينة حسب الطبقة الاجتماعية. فالأحياء الغنية تكون في الغالب أكثر هدوءا وأمنا من الأحياء الفقيرة، فحي الإنشاءات الذي يعد من الأحياء الميسورة يتجنب النظام قصفه كما يقصف الأحياء الأكثر فقرا.
نزوح واسع
أحمد، أحد سكان حي الخالدية، نزح من منزله المتواضع إلى حي الملعب، بعد أن دمرته قوات النظام وقتل فيه طفله، لحماية من تبقى من عائلته من القصف المتواصل على حي الخالدية.
ويضيف "أن المنزل الجديد فيه أربع غرف تقيم كل عائلة في غرفة منها، وتشترك العائلات في المطبخ ومرافق المنزل الأخرى"، وهذا حال معظم العائلات النازحة داخل مدينة حمص نظرا لارتفاع أجرة المنازل بما يفوق قدرة سكان الأحياء الفقيرة، ونظرا لقلة المنازل المعروضة للإيجار وكثرة عدد النازحين.
ويقول أهالي حي الملعب بحمص إن عدد النازحين من أحياء مدينة حمص الأخرى إلى حيّهم يزيد عن 10 آلاف نازح في حي الملعب فقط، بينما يبلغ عدد النازحين بين أحياء حمص حسب إحصائية بعض نشطاء حمص ما يزيد عن 120 ألف نازح، موزعين على أحياء حمص الهادئة.
ويؤكد الأهالي في حي الملعب للجزيرة نت أن "الأحياء الموالية للنظام تمنع اللجوء إليها، حيث يعتبرها النظام أحياء حكرا على أبناء طائفته للحفاظ عليها آمنة".