شمعدان الهيكل يقترب من المسجد الأقصى

جماعات يهودية أضاءت الشمعدان قرب الأقصى (تصوير مؤسسة الأقصى)
undefined

عوض الرجوب-رام الله
 
لم يعد استهداف المسجد الأقصى يقتصر على الاقتحامات اليومية ومحاولة أداء طقوس دينية داخله، إنما تجاوزت منظمات يهودية كل ذلك، وحاولت إدخال ما تسميه "شمعدان الهيكل" المزعوم إلى باحات الحرم وإشعاله هناك.
 
وتعتقد المنظمات اليهودية أن هذه الخطوة -التي فشلت في تنفيذها خلال اليومين الأخيرين- تقود لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
 
ورغم فشل المحاولة بفضل جهود المرابطين بالمسجد الأقصى، إلا أن مسؤولين فلسطينيين اعتبروها إمعانا من الاحتلال ومؤسساته الرسمية بالمساس بالأقصى في ظل الانقسام الداخلي الفلسطيني وانشغال دول العالم العربي والإسلامي بملفاتها وأزماتها المحلية.

وقد شارك في منع إدخال الهيكل للأقصى سياح أتراك اشتبكوا بالأيدي مع المقتحمين من المستوطنين والجماعات اليهودية، مما أعاد للأذهان مشاركة الناشطين الأتراك في أسطول الحرية عام 2010 لرفع الحصار عن غزة.

مستوطنون ومنظمات
وبحسب الناطق باسم مؤسسة الأقصى محمود أبو عطا، فإن عشرات المستوطنين وأفراد الجماعات اليهودية حاولوا الثلاثاء والأربعاء إدخال شمعدان الهيكل المزعوم إلى الأقصى لكنهم فشلوا، وقاموا بإنارته على بعد أمتار من الجهة الغربية بحضور عدة حاخامات.

ويؤكد أبو عطا -للجزيرة نت- أنها المرة الأولى التي يحاول فيها المستوطنون إنارة الشمعدان في الأقصى، موضحا أنهم أحضروه من روما من أجل إدخاله وإنارته في ما يسمونه عيد الحانوكا (المشاعل).

صبري: المقدسيون يرابطون في الأقصى ولن يسمحوا لليهود بتمرير أي إساءة (الجزيرة)
صبري: المقدسيون يرابطون في الأقصى ولن يسمحوا لليهود بتمرير أي إساءة (الجزيرة)

ويوضح أن عيد الحانوكا يرتبط بما يسميه اليهود "الهيكل" بحسب الرواية التلمودية، ويحيل لمعجزة إضاءة قليل من الزيت الشمعدان لمدة طويلة، موضحا أن الهدف النهائي لهذه الخطوة هو الربط بين الأعياد اليهودية وتشييد الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى.

من جهته، اعتبر رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري محاولات المستوطنين إدخال الشمعدان -الذي تتخذه إسرائيل شعارا لها- "خطوة تصعيدية لقيت فشلا ذريعا، حيث لم يتمكنوا من إدخاله أمس واليوم".

استغلال الانقسام
وأوضح أن المرابطين والمرابطات وطلاب العلم تصدوا لمثل هذه الاقتحامات، مما دفع الاحتلال للتراجع عن محاولة إدخاله، مشددا على أن هدف الجمعيات اليهودية "فرض واقع جديد في الأقصى" واستغلال الانقسام الفلسطيني والانشغال العربي في تنفيذ مخططاتها.

لكنه قال إن المقدسيين يرابطون في المسجد الأقصى المبارك ولن يسمحوا لليهود بتمرير أي خطوة استفزازية تسيء للمقدسات.

واعتبر الباحث في تاريخ القدس والمحاضر في جامعة بيرزيت، جمال عمرو، تدخل المستويات الرسمية في إسرائيل لإدخال الشمعدان إلى الأقصى "تعديا على كرامة كل المسلمين وجرأة مدعومة نحو الاندفاع لباحات الأقصى".

وقال إن إشعال شمعدان في الشرق وآخر من ناحية الغرب تجرؤ وعدوان من "العصابات الصهيونية" على حرمة الأقصى بدعم من الحكومة وأذرعها الأمنية.

المصدر : الجزيرة