تضارب بشأن طبيعة الخلاف بجنوب السودان

سلفاكير ونائبه المقال
undefined

مثيانق شريلو-جوبا

اختلفت آراء المراقبين في دولة جنوب السودان بشأن طبيعة الخلاف الذي يعصف بالبلاد بين اعتبار بعضهم بأنها أزمة سياسية تحولت إلى صراع مسلح، واعتبار البعض الآخر أنها خلاف عرقي بين قبيلتي الدينكا والنوير.

ورحب متابعون بتصريحات رئيسة بعثة الأمم المتحدة بجوبا هيلد جونسون التي أكدت فيها أن الأزمة التي تمر بأحدث دولة في العالم سياسية وليست عرقية.

ووصف هؤلاء ما قالته جونسون بـ"التحول الإيجابي" وبأنه خطوة نحو إيجاد تسوية سياسية للعنف المسلح، مشيرين إلى أن الأزمة أساسها خلاف سياسي ويجب أن يتم البحث عن حلول لها على هذا الأساس.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في وقت سابق من تحول المواجهات المسلحة في جوبا إلى حرب عرقية بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي إليها الرئيس سلفا كير ميارديت والنوير التي ينتمي إليها نائبه السابق رياك مشار.

وسبق لكل من سلفا كير ومشار أن أكدا من جانبهما أن الصراع الدائر في البلاد طابعه سياسي وليس له أي علاقة بالعرق.

مكوينق أكد أن المفاوضات هي الحل للصراع القائم(الجزيرة)
مكوينق أكد أن المفاوضات هي الحل للصراع القائم(الجزيرة)

حلول توافقية
وقال الناطق الرسمي باسم حزب الحركة الشعبية بول مكوينق إن المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية وقوات رياك مشار يمكن احتواؤها عبر الجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد حلول توافقية.

واتهم مكوينق في حديث للجزيرة نت بعض الجهات -لم يسمها- بمحاولة تحويل مسار الأزمة السياسية إلى عرقية، غير أنه أكد أنه "لن يكون هناك أي نزاع عرقي في البلاد، فما يحدث من مواجهات أصله خلاف سياسي داخل الحزب".

بدوره أوضح دينقديت أيوك نائب رئيس تحرير صحيفة المصير الناطقة بالعربية بجوبا أن الصراع الذي يدور الآن في جنوب السودان سياسي ولا علاقة له بالعرق، وقال للجزيرة نت "إن هذا الصراع بدأ داخل منظومة الحركة الشعبية كحزب سياسي، وامتد حتى إقالة رياك مشار من منصب نائب الرئيس".

وأضاف أنه حتى ذاك الحين لم يكن هناك أي حديث عن العرق، مشيرا إلى أن أدوات هذا الصراع السياسي لم تكن واضحة منذ البداية، مما جعل لغة السلاح هي الأقوى بدلا من وسائل تدبير الخلاف بطريقة ديمقراطية.

الأمم المتحدة سبق أن حذرت من تحول الخلاف إلى صراع عرقي(رويترز)
الأمم المتحدة سبق أن حذرت من تحول الخلاف إلى صراع عرقي(رويترز)

صراع عرقي
غير أن المحلل السياسي إيمانويل أركانغلو أوضح من جانبه أن الصراع كان سياسيا، ولكنه سرعان ما أصبح عرقيا، ولو بشكل محدود عكس التوقعات التي كانت سائدة.

وأضاف في حديث مع الجزيرة نت أن كل القوات التي تحارب الحكومة الآن وتقف مع مشار ينتمي أفرادها إلى قبيلة النوير التي ينتمي إليها كل من مشار والجنرال المؤيد له بيتر قديت.

وعلق على ذلك بقوله "أنا أستغرب لماذا لا يريد مشار أن يدين انتهاكات قواته التي تستهدف قبيلة الدينكا في بور وبانتيو".

ونوه أركانغلو إلى أن النخبة ترى أن الأزمة سياسية، ولكن بالنسبة للمواطنين العاديين هي صراع عرقي، "وهو المسار الذي  يتجه إليه الصراع"، على حد تعبيره.

المصدر : الجزيرة