مهدي جمعة.. من الانزواء إلى واجهة الأحداث

(FILES) A picture taken on March 13, 2013 at the Carthage Palace in Tunis, shows newly appointed (at that time) Tunisian Industry Minister Mehdi Jomaa taking an oath of office during the country's new government swearing-in ceremony. Tunisia's political parties chose Jomaa on December 14, 2013 to head a government of independent figures aimed at pulling the country out of a months-long crisis, the principal mediator said.
undefined

من رحم الخلافات العميقة، انتقل الوزير الأول التونسي المكلف مهدي جمعة من الخلف إلى واجهة الأحداث، ليكون خامس شخصية تشغل هذا المنصب منذ خلع الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011.

وجمعة المعروف بتجنب الأضواء، لم ينتم في تاريخه لأي من الأحزاب التونسية، ولا تتجاوز خبرته السياسية تسعة أشهر قضاها وزيرا للصناعة في حكومة سلفه علي العريّض.

الرجل الذي ولد في 21 أبريل/نيسان 1962 بالمهدية على الساحل الشرقي التونسي، تلقى تعليمه العالي بالمدرسة الوطنية للمهندسين وتخرج فيها عام 1988، وفي العام التالي حصل منها على الدراسات المعمقة في النمذجة والميكانيك.

القطاع الخاص
ومنذ 1990، تقلد جمعة عدة مسؤوليات في مجال تخصصه في القطاع الخاص، حيث عمل بأحد فروع شركة توتال، وأشرف على تطوير مشاريع في أوروبا وأميركا والهند.

وخلال سنتي 2003 و2004 عمل مديرا فنيا بشركة "بوليسترا وفيبراشوك"، وشغل المنصب ذاته في شركة هوتشينسون في الحقبة من 2004 إلى 2009.

وفي مارس/آذار الماضي اختير وزيرا للصناعة في حكومة علي العريّض التي واجهت مشاكل عديدة بعد اغتيال القيادي اليساري محمد البراهمي.

وفق معلومات رسمية، سعى جمعة لدى الشركات وأصحاب القرار في أوروبا للحصول على استثمارات جديدة من أجل المساعدة في إعادة بناء اقتصاد تونس الهش

ووفق معلومات رسمية، سعى جمعة لدى الشركات وأصحاب القرار في أوروبا للحصول على استثمارات جديدة من أجل المساعدة في إعادة بناء اقتصاد تونس الهش.

وخلال توليه منصبه في عهد العريّض، عبّر عن تأييده لإصلاحات لا تلقى شعبية في تونس كونها تتعلق أساسا بزيادة أسعار المحروقات في العام المقبل.

رفض وقبول
ورغم نقص خبرته السياسية وانعدام تجربته في مجال الأمن، فإن عدم توليه أي منصب رسمي في عهد بن علي يجعله مقبولا لدى العديد من الناقمين على حقبة الاستبداد.

وبالنسبة للقيادي بحزب التحالف الديمقراطي محمود بارودي، فإن جمعة يتمتع بالأهلية والاستقلالية الكافية لتولي منصب رئيس الوزراء.

كذلك رحب رئيس حزب حركة النهضة الإسلامي -الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس- راشد الغنوشي، بتكليف مهدي جمعة "بتشكيل حكومة كفاءات مستقلة"، قائلا إن المسار السياسي في البلاد تجاوز مرحلة الخطر.

لكن جزءا كبيرا من المعارضة التونسية رفضت ترشيح جمعة لرئاسة الوزراء، حيث انسحب حزب نداء تونس من الجلسة التي شهدت انتخابه، بينما يأخذ عليه بعض العلمانيين مشاركته في حكومة يقودها الإسلاميون.

وحتى الحين، لم يدل جمعة بأي تصريح ولم يظهر على العلن، لكنه كتب على حسابه في الفيسبوك أن الحكومة الجديدة سترى النور في ظرف لا يتجاوز أسبوعا، وأنه سيكون للشباب فيها نصيب الأسد، مشددا على أنه سيولي أهمية كبرى لمحاربة الرشوة والفساد.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات