هل يقبل الجنوبيون بمخرجات الحوار اليمني؟

جانب من جلسات مؤتمر الحوار باليمن الجزيرة نت
undefined

  ياسر حسن-عدن

رغم تأخر مؤتمر الحوار الوطني اليمني في التوصل إلى توافق بشأن حل القضية الجنوبية وشكل الدولة المنتظرة في البلاد، وفي حين تختلف آراء القوى السياسية الجنوبية ما يجعل القبول بنتائج الحوار وتطبيقه بشأن هذا الملف الشائك مثار قلق، لكن الصورة تبدو مختلفة بين ما عليه موقف القيادات والشارع الجنوبي.

ويرى عضو مؤتمر الحوار عن الحراك الجنوبي محمد حسين حلبوب أن الجنوبيين سيقبلون بمخرجات الحوار "إذا تم تسويق الحل بطريقة صحيحة، فالجنوب ليس فئة واحدة، فأغلبية الناس هم من الفئة الصامتة التي ستقبل نسبة كبيرة جدا منها بالحلول إذا وجدتها ملامسة لمطالبها".

وقال حلبوب للجزيرة نت "ليس هناك جهات في الجنوب ستقف عائقا أمام تطبيق مخرجات الحوار، حتى الحراك الرافض للحوار فإنه سيكون عاملا مساعدا على تطبيقها، فاعتراضه وفعالياته المناوئة ستكون لصالح التسريع بتطبيق تلك المخرجات بشكل كامل وصحيح حتى تكسب رضا الناس وقبولهم.

‪جبران: رفضنا الحوار ونرفض كل ما سيتمخض عنه‬ (الجزيرة نت)
‪جبران: رفضنا الحوار ونرفض كل ما سيتمخض عنه‬ (الجزيرة نت)

إصرار على الرفض
على النقيض من ذلك يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للثورة السلمية الجنوبية قاسم عسكر جبران "رفضنا الحوار منذ انطلاقته، ونرفض كل ما سيتمخض عنه، وشعبنا الجنوبي عبر عن رفضه للحوار في أكثر من فعالية وقال إن القرار هو قرار الشعب الذي لن يرتضي بأي حلول قد تفرض عليه".

واعتبر جبران المشاركين باسم الحراك في الحوار "فئة قليلة تنتحل اسم الحراك وهي ليست منه ولا تمثل شعب الجنوب، وأما المشاركون من الجنوب باسم الأحزاب فهم لا يمثلون إلا أحزابهم، والكثير من الجنوبيين المنتمين للأحزاب انخرطوا في الحراك، خاصة أعضاء الحزب الاشتراكي".

من جهته يرى عضو مؤتمر الحوار عن حزب الإصلاح فهد كفاين أن الشعب اليمني كله يعلق الأمل على مخرجات الحوار، مشيرا إلى أن الجنوبيين جزء من الشعب اليمني، ولديهم حزمة من المطالب وليست كلها سياسية، فهناك مطالب تتعلق بالمعيشة والأمن والحقوق، وبقدر ما ستكون هناك مخرجات تلبي تلك الحقوق كلها فإن الشعب سيقبل بتلك المخرجات.

وأوضح أن ممثلي الإصلاح القادمون من الجنوب "يحملون مطالب كل أبناء الجنوب وليس مطالب فئة معينة منهم، ويريدون أن تكون مخرجات الحوار ملبية لمطالب كل الجنوبيين، والإصلاح مكون فاعل في الحوار وسيقبل بما سيخرج به، وبما سيتم التوافق عليه بشأن القضية الجنوبية.

كما أكد أنه "لن يُسمح لأي قوى من داخل الحوار أو خارجه بالوقوف أمام تطبيق مخرجات الحوار على أرض الواقع، فهناك إجماع دولي على تنفيذها لإخراج اليمن من أزماته الحالية، وهناك نقاش لإيجاد آلية لتنفيذ المخرجات، ولن ينتهي الحوار إلا بعد التوافق على رؤية واضحة لتنفيذ المخرجات ترضي اليمنيين جميعا".

‪محسن: وجود الرعاية الدولية أمر مطمئن‬ (الجزيرة نت)
‪محسن: وجود الرعاية الدولية أمر مطمئن‬ (الجزيرة نت)

تفاؤل
أما ممثل جزيرة سقطرى في الحوار فرجح أن يكثف جناح الحراك المعارض للحوار فعالياته واعتراضه على المخرجات، "لكن الشارع الجنوبي لن يتعاطى معه إن لمس توجهات ميدانية وإيجابية لتنفيذ مخرجات الحوار بما يلامس حقوقه، فالشعب بالجنوب أهم مطالبه العيش الكريم والأمن والاستقرار".

أما الكاتب والمحلل محمد علي محسن فيرى أن الجنوبيين سيقبلون بمخرجات الحوار "إذا كان ذلك في إطار الدولة الفدرالية سواء من إقليميين أو عدة أقاليم وفي إطار الجغرافيا السابقة للشمال والجنوب، إضافة لوجود ضمانات مطمئنة وعوامل ضغط دولية.

وقال محسن إن لدى الجنوبيين "خيبة أمل كبيرة تراكمت على مدى سنوات، منها إخفاق الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق والتزامات الحكومة بعد حرب 1994، وآخرها النقاط العشرون والإحدى عشرة التي لم ير منها شيئا ملموسا في الواقع، كما أن هناك مخاوف من القوى التقليدية المتنفذة في الشمال التي ربما تمانع أي حلول ترضي الجنوبيين.

وأشار إلى أن الدولة "قد تعجز عن تطبيق مخرجات الحوار على أرض الواقع، إلا أن وجود الرعاية الدولية للحوار تعد أمرا مطمئنا يبعث على التفاؤل ويساعد على القبول بمخرجات الحوار وإمكانية تطبيقها، فكل الاتفاقات السابقة بين الشمال والجنوب كان من مساوئها أنها لم تكن تحظى برعاية دولية ضامنة".

المصدر : الجزيرة