مشايخ سيناء.. مخبرون أم وسطاء؟

 منى الزملوط-سيناء

تراجع دور شيوخ قبائل سيناء ونفوذهم جراء الحملة الأمنية والعسكرية التي يشنها الجيش في المحافظة، فبعدما كانوا الوسطاء وحلقة وصل تحل أي إشكال ينشب بين القبيلة والجهات الأمنية والعسكرية، باتوا الآن يُتهمون بأنهم "مخبرون" للدولة يدلّونها على المطلوبين من أبناء سيناء.

ولكن لماذا تراجع هذا الدور والهيبة التي كان يتمتع بها "الشيخ" وفقد أبناء سيناء الثقة بهذا المقام الذي كان يوما "معتبرا" لدى أبناء قبيلته؟

وردا على ذلك يرى رئيس اتحاد قبائل سيناء إبراهيم المنيعي أن الدولة ﻻ تريد أبناء سيناء ومشايخها شركاء في حل المشكلة، بل تريدهم أدلاء لها على المسلحين، مما قد يتسبب في حرب أهلية بين أبناء المنطقة.

ودعا المنيعي الحكومة عبر الجزيرة نت إلى تغيير أسلوبها من الحرب على ما سماه الإرهاب، واستهداف فقط من يستهدفها، لكن خلط "الحابل والنابل" يعقّد الأمور ولا يساعد على تكاتف الشعب وقوات الأمن.

وكرر إدانته الشديدة لإراقة دم الأبرياء وللإرهاب بكافة على حد سواء، وخلص إلى أن شعب سيناء بين "نارين: نار المسلحين ونار الأمن"، معربا عن أمله بأن تعيش سيناء بسلام وكرامة.

مخبر للدولة
وبعد جولة ميدانية للجزيرة نت بين أبناء سيناء لمعرفة حقيقة هذا التحول، توصلت إلى شبه إجماع على أن الشيخ بات في نظرهم "رجل المخابرات ومرشدا للدولة"، وأنه يفقد قيمته تدريجيا.

ويقول أحد أبناء سيناء -رافضا الكشف عن اسمه- إنه حتى الدولة لم تعد تستعين بالشيخ مثل السابق.

مؤسس حركة "ثوار سيناء" القانوني والسياسي سعيد القصاص أكد أن دور "الشيخ" تراجع بشكل كبير على كافة الأصعدة, فلم يعد وسيطا بين المؤسسات والقيادات الأمنية أو له تأثير على الواقع، وبدأ يفقد دوره في المجتمع والقبيلة. وعزا ذلك إلى عدم تلبية الدولة لمطالب الشيوخ التي كانت تنقلها عن أبنائها.

وأضاف القصاص للجزيرة نت أنه كان للشيخ صوت مسموع بين الدولة والقبيلة، لكن الأمر اختلف الآن بسبب تعيين "شيخ الحكومة" من قبل الجهات الأمنية، دون أخذ رأي أعضاء قبيلته.

ويشرح السياسي سعيد زايد -المنحدر من قبيلة الأرميلات- كيف يكون للقبيلة أكثر من شيخ؟ كل منهم يختلف بتوجهاته حسب سيطرة الأجهزة الأمنية عليه، وأضاف أن تنفيذهم تعليمات الأمن أدت إلى فقدان مصداقيتهم لدى أبناء قبيلتهم.

اضمحلال الدور
وأضاف زايد للجزيرة نت أن الشعور الغالب على أبناء سيناء أن الشيخ هو رجل الدولة لتنفيذ أوامر الجهات الأمنية أكثر من طلبات القبيلة نفسها، موضحا أن الشيوخ الآن باتوا خارج المشهد في ظل الحملة الأمنية على سيناء باعتبارهم بعيدين كل البعد عن هموم أبناء المنطقة.

ويخلص إلى أن الدولة هي من تساهم في إضعاف دور الشيخ، فهي من ترفعه وتقويه حين يكون متوافقا مع مصالحها وينفذ رغباتها، وتتجاهله ولا ترد على طلباته فتنهار ثقة قبيلته به.

ويرى السياسي سامي الكاشف أن دور الشيخ ينتهي تدريجيا في سيناء، وخاصة في ظل الحملة الأمنية واستهداف الشيوخ من قبل مجهولين, مما أدى إلى تجميد عملهم وحركتهم.

وكانت الأجهزة الأمنية اعتقلت الشيخ البارز والمعروف في سيناء عيد أبو مرزوقة من أبناء مدينة بئر العبد، وأحد مؤسسي مشروع مهرجان الهجن على مستوى الدولة. واللافت أن هذا الشيخ -حسب بعض المصادر- يُعد رجل الدولة داخل عشيرته.

المصدر : الجزيرة