كاميرات الصحفيين تفاقم معاناة أطفال سوريا
دعاية للمتبرعين
ومن بين الممارسات المسيئة للصغار صورة التقطت لطفل يحمل طرد حليب بين ذراعيه، وفي فمه ورقة كُتب عليها اسم الجهة المتبرعة، على حد قول الخاني.
ويضيف الخاني -في حديث للجزيرة نت- أنه صور أطفالا مصابين باللشمانيا لصالح حملة طبية لتأمين العلاج لهم، لكنه أوضح للمعنيين أنه وزملاءه اتخذوا قرارا بعدم استغلال الأطفال ومعاناتهم في عملهم الإعلامي.
وتقول مديرة المعهد الدولي للشباب والتلفزيون التربوي مايا غوتيز إن هناك أسبابا وجيهة تدفع لتناول الأطفال والظروف التي يمرون بها في التقارير الإخبارية الموجهة للراشدين، لأنه من الجيد نقل صوت الأطفال كونهم جزءا من المجتمع، وفق تقديرها.
لكن غوتيز -وهي باحثة في مجال الإعلام الموجه للأطفال- توضح أنه يجب على الصحفي بالدرجة الأولى أن يحاول منح الصغار الأمل، واحتواء فضولهم، خاصة إذا كانوا يمرون بظروف صعبة أو تعرضوا لصدمات.
وتبين أنه من الواجب إعطاء الأطفال الضحايا أفكارا تساعدهم على استعادة نشاطهم بدل التركيز عليهم كضحايا عاجزين، لأن ذلك يفاقم معاناتهم ويشعرهم بأن الصحفي لامس جراحا يحرصون على إخفائها.
نقاط القوة
وتنصح بأن يتم التركيز على نقاط القوة لدى الأطفال، وتزويدهم بقصص تعزز تمكسهم بالأمل وتحتوي على نماذج تساعدهم على الربط بين المشاعر والتجارب.
وتشير غويتز إلى أن التلفزيون ليس معالجا نفسيا، بينما مشاكل الأطفال واحتياجاتهم تتسم بالشخصية وتحتاج إلى تواصل مباشر مع إنسان آخر.
من ناحيته، يرى يان فيليم -وهو مدير شركة هولندية لإنتاج برامج الأطفال- أن من الضروري تسليط الضوء على معاناة الصغار دون إيذائهم نفسيا.
ويقول للجزيرة نت إنه لا يؤيد إخفاء شيء عن الأطفال لأن ذلك أدعى لتوازنهم، ولكن حديثهم عن التعرض لصدمات سيكون قاسيا ولن يقدم شيئا يفيد المشاهد الصغير.
ويضيف أنه يمكن تصوير الطفل الذي تعرض لصدمة من قبل أشخاص محترفين لديهم القدرة على استخراج عنصر جيد، مع التركيز على منحه الأمل.