خيارات الفلسطينيين حيال المناورة الاستيطانية الأخيرة

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu gestures as he delivers a statement to the media after meeting U.S. Secretary of State John Kerry at Ben Gurion Airport near Tel Aviv November 8, 2013.
undefined

ميرفت صادق-رام الله

أثار قرار إسرائيلي ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية الثلاثاء، سخط القيادة الفلسطينية التي اعتبرته إعلانا إسرائيليا بنهاية عملية السلام.

ورغم إيعاز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتجميد مناقصات البناء الأخيرة، فإن الفلسطينيين لا يأخذون ذلك على محمل الجد ويلوحون بخيارات مفتوحة منها التحرك على الصعيد الدولي، من دون استبعاد أن يؤدي انهيار المفاوضات إلى انتفاضة شعبية.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد حذر الثلاثاء من أن إسرائيل تعلن نهاية عملية السلام في حال لم تتراجع عن قرارها بناء نحو عشرين ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.

وشرع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات باتصالات مع الإدارة الأميركية والروس والأوروبيين، وكذلك مع الجامعة العربية، لوضعهم في صورة ما وصف بالتطورات الخطيرة محذرا من فشل بالمفاوضات المتعثرة أساسا.

ولوّحت القيادة الفلسطينية بنيتها دراسة خيار التوجه إلى مجلس الأمن الدولي من أجل استكمال انضمامها للمنظمات الدولية والعضوية في مواثيق جنيف التي تجرم الاستيطان، وتعتبر المناطق المحتلة عام 1967 محتلة.

وقال عريقات لصوت فلسطين الأربعاء إن الاستيطان ليس فقط نشاطا إسرائيليا غير شرعي، ولكنه أيضا جريمة حرب. وفي أعقاب ذلك، أصدر نتنياهو تعليماته لوزير البناء والإسكان أوري أريئيل بإعادة النظر بجميع إجراءات التخطيط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة التي أعلنتها وزارته الثلاثاء.

صائب عريقات بدأ اتصالات بالروس والأميركيين (الجزيرة)
صائب عريقات بدأ اتصالات بالروس والأميركيين (الجزيرة)

وكان نتنياهو قد قال لوزيره، في تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية، إن الخطوات التي اتخذت بدون تنسيق مسبق لا تساعد الاستيطان بل بالعكس، مضيفا أنها لا تنطوي على مغزى قانوني أو عملي وتثير تحفظات المجتمع الدولي في الوقت الذي تحاول إسرائيل فيه إقناعه بالتوصل إلى اتفاق أفضل مع إيران.

وفي حين تحدث مسؤولون فلسطينيون الثلاثاء والأربعاء عن اجتماع قيادي مرتقب بخصوص هذه التطورات، لم يعلن رسميا عن موعد هذا الاجتماع في ظل سفر الرئيس خارج البلاد، وفيما يُعتقد أنه تعامل فلسطيني إيجابي مع تصريحات نتنياهو.

الاستيطان إستراتيجية
من ناحيته، شكك عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف في نوايا الحكومة الإسرائيلية. وقال إن هذه الحكومة بتشكيلتها اليمينية لا يمكن أن تتخلى عن إستراتيجيتها القائمة على تعزيز البناء الاستيطاني "على أراضي الدولة الفلسطينية".

ورد أبو يوسف على إعلان نتنياهو تجميد قرارات الاستيطان الجديدة، بالقول إن التصريحات السياسية تتناقض مع الممارسات الإسرائيلية على الأرض، وإنه لا يمكن القبول باستمرار مسار تفاوضي تستغل حكومة الاحتلال الوقت الممنوح له لتثبيت وقائع على الأرض.

ووفق أبو يوسف فإن الاستيطان ليس العقبة الوحيدة وإن كان الأهم أمام المفاوضات التي استؤنفت منذ نهاية يوليو/ تموز الماضي وتستمر لمدة تسعة شهور وفق ما خطط لها، بل الاقتحامات والقتل التي تصاعدت وتيرته منذ استئنافها، وكذلك الاعتقالات بالمئات وسياسة التطهير العرقي في الأغوار والقدس وتشديد الحصار على غزة. ودعا أبو يوسف القيادة الفلسطينية إلى مراجعة لكل مسار التفاوض منذ بدايته.

وفي سياق متصل، تحدث الخبير بشؤون الاستيطان والقانون الدولي حنا عيسى عن وقائع تقوض أي تحرك فلسطيني دولي، مشيرا إلى إقرار إسرائيل بناء ستة آلاف وحدة استيطانية في شرقي القدس والضفة الغربية منذ بدء المفاوضات قبل ثلاثة شهور، معظمها في الضفة الغربية بنسبة 80%.

وقال عيسى إن المناقصات الجديدة التي أعلنتها وزارة الإسكان الإسرائيلية تستهدف بناء عشرين ألف وحدة منها 18600 في مستوطنات الضفة الكبرى مثل معالية أدوميم وأرئيل وغوش عتصيون.

خريشة: السلطة تتجه لنظام الرجل الواحد (الجزيرة)
خريشة: السلطة تتجه لنظام الرجل الواحد (الجزيرة)

ووفق خبير شؤون الاستيطان، فإن قرار التجميد الإسرائيلي سيشمل 1400 وحدة استيطانية فقط تقع ضمن مخطط "إي1" القريب من مستعمرة معاليه أدوميم قرب القدس، وقد اتخذ خوفا من الضجيج العالمي ضد حكومة نتنياهو.

قيادة تتخبط
من ناحيته رأى حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن القيادة الفلسطينية " تمر بمرحلة تخبط" معتبرا كل ما يثار حول التوجه للأمم المتحدة لوقف الاستيطان ليس سوى "فرقعة ورسائل تهديد إعلامية متبادلة بين المفاوضين الفلسطينيين وحكومة نتنياهو". وقال للجزيرة نت إن "القيادة تتخبط، وعمليا هي أعطت التزاما بعدم الذهاب إلى الأمم المتحدة خلال فترة المفاوضات، وستستمر في ذلك".

وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الأربعاء، إن الجمر يكمن تحت الرماد بالضفة "وسيكتوي به الاحتلال من حيث لا يحتسب". وجاءت تصريحات أبو عبيدة تعقيبا على حادثة طعن فتى فلسطيني لجندي إسرائيلي بمحطة للحافلات بمدينة العفولة مما أدى إلى قتله.

المصدر : الجزيرة