حملة إسرائيلية متواصلة لمنع اتفاق الغرب وإيران

كيري -نتانياهو في القدس المحتلة اليوم
undefined

وديع عواودة-حيفا

رغم عدم إحراز اتفاق بين الدول العظمى وإيران حول ملفها النووي، تصعّد إسرائيل نشاطها الدولي ضد مساعي التسوية بين الجانبين، بينما تشهد علاقاتها توترا مع الولايات المتحدة.

ولا تخفي إسرائيل حقيقة ضغوطها الكبيرة المتواصلة على دول الغرب لمنع إنجاز أي اتفاق مع إيران. وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم ما قاله أمس في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته بأنه ما زال يبذل جهودا واسعة لإحباط الصفقة بصيغتها الحالية مع طهران.

وفي حديث هاتفي للمؤتمر العام للمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، أوضح نتنياهو اليوم أن الصفقة المطروحة لا تعيد البرنامج النووي الإيراني إلى الخلف، وإنما تشكّل تراجعا للعقوبات الدولية.

صفقة خطيرة
وتابع نتنياهو أن "الصفقة المقترحة سيئة وخطيرة، وحينما يتعلق الأمر بأمن الشعب اليهودي فلن أسكت، وهذا لن يتم في فترة حكمي".

‪يشاي: الغرب يفضل اتفاقا سيئا مع طهران‬ (الجزيرة)
‪يشاي: الغرب يفضل اتفاقا سيئا مع طهران‬ (الجزيرة)

نتنياهو الذي حذر من مناورات وابتسامات الرئيس الإيراني حسن روحاني عقب خطابه بالأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلع أمس وزراءه على محادثاته مع قادة الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، لافتا إلى أنه أنذر قادة الغرب بأن الصفقة المقترحة تهدد دولهم ولا تشكل خطرا على إسرائيل فحسب.

ويواصل الوسط الحكومي والإعلامي الإسرائيلي التحذير من أن الصفقة المقترحة مع إيران تهدد السلام العالمي. وقال وزير الشؤون الإستراتيجية يوفال شطاينتس لإذاعة الجيش اليوم إن الصفقة تبقي لإيران قدرتها على تخصيب اليورانيوم ولا تلزمها بتفكيك أجهزتها النووية، مضيفا "نقول للغرب إن العجلة من الشيطان وإننا أمام قرار تاريخي يتطلب التريث والتأمل".

وتعبيرا عن توجهات الصحافة الإسرائيلية، يقول المعلق العسكري رون بن يشاي للجزيرة نت إن إيران نجحت في إحداث ثقوب في دواليب العقوبات، محذرا من نتائج "غير صحية ووخيمة".

وتعليقا على تهديدات وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن النافذة الدبلوماسية لن تبقى مفتوحة بلا نهاية، قال يشاي إنها مجرد ضريبة شفوية، مشيرا إلى أن واشنطن غارقة في شؤونها الداخلية.

ويؤكد يشاي استمرار الحملة الإسرائيلية لمنع الاتفاق مع إيران، مرجحا أن الغرب يفضل اتفاقا سيئا مع طهران على حرب جديدة.

وينبه إلى أن قدرة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة أقل فعالية في هذه القضية لأنه يخشى إظهار اليهود كأنهم يدفعون واشنطن إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، بينما ينشغل الأميركيون بمشاكل داخلية ملحة.

غير أن رئيس معهد الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون البروفيسور يورام ميتال يرى أن إسرائيل لا تملك القدرة على منع اتفاق بين إيران والغرب.

عجز إسرائيلي
ويشير ميتال للجزيرة نت إلى أنه لا علاقة لإسرائيل بالخلافات الحالية بين طهران والغرب، مشددا على أن تل أبيب تعتمد رؤية عاطفية وأيدولوجية تؤمن بالحل العسكري فقط لكنها عاجزة عن تنفيذه لوحدها.

ميتال قال إن تل أبيب تؤمن بالحل العسكري لكنها عاجزة عن تنفيذه لوحدها (الجزيرة)
ميتال قال إن تل أبيب تؤمن بالحل العسكري لكنها عاجزة عن تنفيذه لوحدها (الجزيرة)

وبرأيه، حققت إيران اليوم هدفها الإستراتيجي بحيازة قدرات نووية تستطيع تحويلها من المسار المدني إلى العسكري خلال فترة قصيرة جدا، كما فعلت من قبلها كوريا الشمالية.

ويضيف أن الغرب سلّم بأن إيران باتت دولة نووية، مرجحا أن يتم الاتفاق بين الجانبين قريبا.

وينسجم هذا مع ما تؤكده مصادر غربية من أن الاتفاق مع إيران بات ممكنا، وأن هناك مفاوضات حقيقية مستمرة بين الأطراف.

وقد ألمح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم إلى إمكانية إنجاز اتفاق مع إيران رغم وجود نقاط خلاف معها. وقال لإذاعة "أوروبا1" إن "الطرفين غير بعيدين عن الاتفاق، لكننا لسنا هناك بعد".

ونفى فابيوس أن تكون فرنسا أحبطت الاتفاق في اللحظة الأخيرة، موضحا أن باريس ليست معزولة ولها سياسة خارجية مستقلة.

وأوضح مصدر أميركي كبير لصحيفة "هآرتس" اليوم أن عدم توقيع الاتفاق في جنيف لم ينبع من معارضة فرنسا، بل من رغبة البعثة الإيرانية في العودة إلى طهران للتشاور.

وعلى خلفية هذه التطورات، تتواصل الانتقادات المبطنة المتبادلة بين نتنياهو والإدارة الأميركية.

وكان كيري قال أمس إن نتنياهو لم يطلع على فحوى الاتفاق المقترح، ليضيف اليوم أن الأخير "لم يفهم أن الاتفاق مع إيران لم يوقع بعد"، قائلا إنه "يستعجل المتأخر". وعقّب ديوان رئاسة الوزراء في إسرائيل على تصريحات كيري بالتساؤل: هل ننتظر حتى ينجز اتفاق وعندئذ نقول إنه سيئ؟

المصدر : الجزيرة