تمرد غزة.. حقيقة أم وهم؟

شعار حركة تمرد من صفحتها على فيس بوك
undefined

ضياء الكحلوت-غزة

يطرح التحرك ضد الحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في  قطاع غزة والذي أعلن عنه من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم حركة "تمرد على الظلم بغزة" العديد من الأسئلة بشأن حقيقة تلك الحركة.

ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن الحركة، لم تبد حماس جدية في التعامل معها مرجعة ذلك إلى "غياب الإسناد الجماهيري على الأرض لحركة تمرد، وأن الأمر لا يعدو كونه لعبة مخابراتية فقط".

وتراجعت حركة تمرد أمس عن دعوتها عبر صفحات فيسبوك للتظاهر غدا الاثنين ضد حماس وحكومتها، ولم تعلن موعداً جديداً للتحرك وبررت الأمر بالخوف من "بطش حماس بالمتظاهرين". لكنها في الواقع لم تجد تمرد استجابة واضحة في القطاع، فيما عقد منسقوها مؤتمرات صحفية عدة من مناطق في مصر ولم يكن لهم أي تحرك علني في غزة.

‪أبو روك: أجلنا التحرك الكبير خشية من سفك دماء المتظاهرين‬  (الجزيرة)
‪أبو روك: أجلنا التحرك الكبير خشية من سفك دماء المتظاهرين‬  (الجزيرة)

انتظار
وقال المتحدث باسم "تمرد ضد الظلم في غزة" إياد أبو روك إن حركته توصلت إلى معلومات موثوقة بشأن إعداد حركة حماس لخطة قمعية ضد المظاهرات ولذلك أجلت تحركها الكبير واقتصرت على الدعوة لإحياء ذكرى رحيل الرئيس ياسر عرفات التي توافق يوم التحرك الذي أعلن عنه سابقاً.

وذكر أبو روك -المقيم في النرويج والذي تحدثت إليه الجزيرة نت عبر الهاتف- أن تمرد "تنتظر رد الفصائل على مبادرتها بشأن إقناع حماس بضرورة العودة إلى الانتخابات وإنهاء الانقسام"، محذراً من أنها "إن لم تستجب لذلك فستجد جماهير غزة تخرج ضدها".

ونفى أبو روك "وجود أي تواصل بين تمرد وأجهزة مخابرات عربية وأوروبية"، مشيراً إلى أنهم حركة "تتحمل مسؤوليتها تجاه شعبها وتطالب بحقوقه المسلوبة ولا تطالب بإقصاء حماس بل بانتخابات ليختار الناس من يمثلهم".

وعن تقليل حركة حماس من شأن وجودهم وتحركهم، بينّ أبو روك أن "حماس تقلل من أهمية كل الشعب الفلسطيني وتقلل من معاناة الناس وعذاباتهم، ولو كان لديهم عدل وحكمة لوافقوا منذ البداية على مطالبنا وانتهى الأمر".

مسؤول في حماس:
لا وجود أصلاً لحركة تمرد في غزة وأن ما يسمى حركة تمرد هم مجموعة من المنتمين للأجهزة الأمنية السابقة وبعض العاملين في فتح تم تجنيدهم خارج غزة من قبل بعض أجهزة المخابرات الأوروبية والعربية

تشكيك
على الجانب الآخر أكد مصدر مسؤول في حماس في غزة أنه "لا وجود أصلاً لحركة تمرد في غزة وأن ما يسمى حركة تمرد هم مجموعة من المنتمين للأجهزة الأمنية السابقة وبعض العاملين في فتح تم تجنيدهم خارج غزة من قبل بعض أجهزة المخابرات الأوروبية والعربية".

وأوضح المصدر -الذي رفض ذكر اسمه- للجزيرة نت أن "هؤلاء المجندين يعملون لإعادة إنتاج الفوضى في قطاع غزة"، مشدداً على أن "حركة تمرد غزة يمكن أن ترى النور في أي مكان في العالم إلا في غزة".

وبينّ المصدر أن الشعب الفلسطيني وخاصة في القطاع "يشكل حاضنة قوية للمقاومة وأن غزة تنعم بحالة غير مسبوقة من الأمن والأمان وأن الشعب لن يسمح لصنيعة مخابرات أجنبية وإقليمية بالعمل على إثارة الفوضى وإشغاله عن متابعة مشروع المقاومة".

في غضون ذلك اعتبر المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن حركة تمرد بغزة "لا وجود لها وإنما مجرد مفرقعات إعلامية حاول البعض اللعب بها ضد حماس مستفيداً من الوضع المصري ونجاح حركة تمرد المصرية المدعومة من الجيش".

وقال المدهون للجزيرة نت "لم يكن هناك على الأرض خلال الشهور الأربعة الماضية أي تحرك لتمرد في القطاع، ولم يكن لهم أي فعالية حقيقية، وحتى الناس في غزة لم يتحمسوا للفكرة ولم تجد منهم آذاناً صاغية".

وأشار إلى أن فكرة التمرد ضد حماس في غزة "فشلت لأنها لم تجد دعما من الناس وأن محركيها يعرفون ذلك جيداً، لذلك يتذرعون بأسباب واهية للتراجع عن دعوتهم للتظاهر يوم الاثنين المقبل".

وبيّن المدهون أن فكرة تمرد "لم يكن لها أب معلن لأن الفشل كان حليفها من البداية، لكن لو نجحت في إثارة الناس ودفعهم للخروج ضد حماس لوجدنا آباءً كثرا لها".

المصدر : الجزيرة