أربيل بعد الهجوم على مقر الأمن الكردي

Arbil, -, IRAQ : A Iraqi Kurdish man lies on a bed after he was treated at a hospital in the capital of Iraq's autonomous Kurdish Arbil on September 30, 2013 following a car bomb attack the day before. Militants killed six people in Arbil on September 29 in a rare attack on an area usually spared the violence plaguing other parts of the country. AFP PHOTO / SAFIN HAMED
undefined

ناظم الكاكائي-أربيل

يلمس زوار مدينة أربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق) مظاهر التشدد الأمني عند الوصول إلى نقطة التفتيش الواقعة عند مدخل المدينة من جهة السليمانية وكركوك، وبعد عدة أيام على حصول التفجيرات التي استهدفت مركز وزارة داخلية الإقليم يوم الأحد الماضي. وقد أسفرت التفجيرات عن سقوط قتلى وجرحى ومقتل المهاجمين الستة، وتبعها تشدد أمني بجميع محافظات ومدن كردستان للحيلولة دون حصول خروق أمنية أخرى.

وخلال جولة مراسل الجزيرة نت في مدينة أربيل شاهد زيادة في أعداد الحراس الأمنيين في مداخل الدوائر والمؤسسات الحكومية، في حين لم يلحظ وجود نقاط لتفتيش المارّة في الطرق الرئيسية داخل المدينة، كما أن الحياة بدت طبيعية في الطرقات والأسواق.

خلال جولة مراسل الجزيرة نت في مدينة أربيل شاهد زيادة في أعداد الحراس الأمنيين في مداخل الدوائر والمؤسسات الحكومية، في حين لم يلحظ وجود نقاط لتفتيش المارّة في الطرق الرئيسية داخل المدينة، كما أن الحياة بدت طبيعية في الطرقات والأسواق

وفي مكان الهجوم أزيلت آثار التفجيرات تماما من الموقع المحاط بحدائق ونافورات في شارع ستيني الذي يتوسط المدينة ويقع فيه مقر الأسايش (جهاز الأمن العام في إقليم كردستان).

من جانبه أكد الدكتور خالص قادر -المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في حكومة إقليم كردستان- أن جميع الجرحى الذين أصيبوا خلال التفجيرات، قد غادروا مستشفيات أربيل بعد تلقيهم العلاج اللازم.

مستشفيات تركيا
وكشف في تصريح للجزيرة نت عن إحالة خمسة مصابين بينهم أربعة من أفراد الأمن إلى المستشفيات التركية لتلقي العلاج هناك، مشيرا إلى أن إصاباتهم كانت شديدة وتعذر علاجهم في مستشفيات الإقليم. وقال إن أحد المصابين المحالين إلى تركيا قد توفي أمس الأربعاء متأثرا بجروحه البالغة، بينما الأربعة الآخرون ومن بينهم أحد منتسبي وزارة الصحة ما زالوا قيد العلاج، وبذلك ارتفع عدد القتلى من ضحايا التفجيرات إلى سبعة معظمهم مدنيون على حد قول المسؤول في وزارة الصحة بالإقليم.

وعن العدد النهائي للجرحى، يقول قادر إنه لا يمتلك معلومات مؤكدة عن عدد الجرحى الذين أصيبوا برصاص المهاجمين، الذين اقتحموا مبنى مديرية الأمن العام، وأولئك الذين أصيبوا بشظايا السيارات الثلاث التي انفجرت في الموقع، لكنه أشار إلى أن معظم المصابين كانوا من المدنيين.

وذكرت مصادر لم تشأ الإفصاح عن هويتها للجزيرة نت أن المهاجمين الذين قُتلوا جميعا من أكراد سوريا، وأن لجنة تحقيقية تعمل للبحث عن تفاصيل العملية، وكيفية إدخال المتفجرات إلى مدينة أربيل التي تخضع إلى إجراءات أمنية مشددة في جميع مداخلها. وقال مسؤولون في السلطات الكردية إن دولة العراق والشام الإسلامية تقف وراء هذا الهجوم، دون الكشف عن التفاصيل.

قال شاهد العيان -وهو صاحب متجر كبير يقع على أحد جانبي الطريق المؤدي إلى موقع التفجيرات- "إن العملية كانت مفاجئة وبمثابة صعقة بالنسبة لنا، فهذا الشارع يعتبر الأكثر أمنا وأمانا في مدينة أربيل بل في الإقليم برمته، لأنه يؤدي إلى وزارة الداخلية ومديرية الأمن العام

وبعد محاولات للحصول على تصريحات من مسؤولي الأمن اعتذروا تباعا عن التصريح، مبررين ذلك بعدم وجود معطيات جديدة عن الحادث، مع التأكيد على أن عمل اللجنة التحقيقة التي تم تشكيلها لهذا الغرض يجرى بسرية تامة.

شاهد عيان
وقال شاهد العيان -وهو صاحب متجر كبير يقع على أحد جانبي الطريق المؤدي إلى موقع التفجيرات- "إن العملية كانت مفاجئة وبمثابة صعقة بالنسبة لنا، فهذا الشارع يعتبر الأكثر أمنا وأمانا في مدينة أربيل بل في الإقليم برمته، لأنه يؤدي إلى وزارة الداخلية ومديرية الأمن العام".

وأضاف "سمعت فجأة صوت إطلاقات نارية مكثفة فخرجت من المحل لأرى ما الذي حصل، وظننت أولا أن اشتباكا مسلحا ربما حصل بين شخصين مسلحين، وبعد ثوان تفاجأت بدوي انفجارات متتالية على مسافة قريبة  فهممت فورا بإغلاق المحل والفرار من المنطقة، وشاهدت قوات مكثفة من الأمن تتجه مسرعة إلى موقع الحادث، بينما هرعت عربات الإسعاف إلى الموقع لإجلاء الجرحى الذين سقطوا بالعشرات".

وأوضح شاهد العيان أن الأوضاع كانت متشنجة في أربيل خلال الأيام القليلة الماضية وتحديدا في هذا الشارع، الذي يُسمى بالشارع الستيني، لكنها عادت تدريجيا إلى أوضاعها الطبيعية وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط المنطقة على مدار الساعة.

يذكر أن أربيل ومدن الإقليم الأخرى في المحافظات الثلاث تشهد استقرارا أمنيا خلاف ما تعيشه مدن العراق الأخرى، وانفصلت المنطقة الكردية عن المركز منذ عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية، رغم مشاركتها في الحكومات العراقية المتلاحقة بعد عام 2003.

المصدر : الجزيرة