"لقاء" وزير مغربي بليفني بنيويورك يثير جدلا

وقفات احتجاجية سابقة بالرباط ضد التطبيع - دعاوى ضد منتدى يستضيف إسرائيليين بالمغرب - مصطفى البقالي
undefined

عبد الجليل البخاري-الرباط 

لم يتوقع وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، المنتمي لحزب العدالة والتنمية (الإسلامي)، أن ينصب اهتمامه في خضم أشغال الدورة الـ68 للجمعية العامة للأمم المتحدة على نفي لقاء له في نيويورك بوزيرة العدل الإسرائيلية ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، وتقديم توضيحات بشأن الأنباء التي تحدثت عن ذلك.

وفي الوقت الذي لم يعر فيه الرأي العام المغربي اهتماما خاصا لهذا الحدث الذي ظل حبيس مزايدات إعلامية، أصر العثماني على تكرار نفيه القاطع حصول مثل هذا اللقاء في تصريحات متعددة.

وأثير هذا الموضوع إعلاميا بعد مشاركة العثماني رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين الأجانب والعرب في العشاء السنوي، الذي ينظمه "معهد السلام العالمي" في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ضمت لائحة المشاركين فيها -حسب الموقع الرسمي للمعهد- اسم ليفني.

وأجج ما أوردته صحيفة هآرتس الإسرائيلية الكثير من الغموض بعد أن أوردت في أحد تقاريرها أن "أيا من وزراء الخارجية العرب الذين شاركوا قرابة أربعين وزيرا ومسؤولا دوليا، لم يبد امتعاضه أو ينسحب بعد علمه بوجود ليفني في اللقاء".

‪محمد الزينبي: الأجدر بالسياسي التعامل مع أي كان‬ (الجزيرة نت)
‪محمد الزينبي: الأجدر بالسياسي التعامل مع أي كان‬ (الجزيرة نت)

سلوك معتاد
وفي رد على هذا التصريح اعتبر العثماني في تصريح صحفي "أن الأمر يتعلق بسلوك معتاد من جانب الإسرائيليين، حيث يستغلون فرصة وجود أي مسؤول عربي في محيطهم لادعاء حصول لقاء وتقارب".

وأضاف أنه تلقى الدعوة للحضور في أشغال ذلك الاجتماع، وأنه "من غير الممكن أن نرفض المشاركة في أي من اللقاءات التي تنعقد على هامش الجمعية العامة لأن إسرائيل مشاركة فيها، وإلا سنصبح في وضعية الكرسي الفارغ، علما أن من غير الممكن أن تسأل منظمي أي لقاء تدعى إليه عما إن كانت إسرائيل ستشارك فيه أم لا لكونها عضوا في الأمم المتحدة".

وشدد العثماني على التأكيد على عدم لقائه شخصيا ليفني أو مصافحتها، قائلا "أنا لم أرها نهائيا، وحتى عندما علمت بوجودها، تناولت العشاء بسرعة وانسحبت"، معربا عن أسفه لكون أن بعض الصحف والمواقع تروج لما وصفها بحيل الإسرائيليين التي اعتبر أنها مجرد "تلفيقات وأخبار عارية من الصحة".

وعلى العكس من ذلك يرى المحلل السياسي المغربي محمد الزينبي أنه حتى إذا تم هذا اللقاء فإنه "لا يوجد هناك مانع"، قائلا إن الأجدر بالنسبة للسياسي والدبلوماسي التعامل مع أي كان بشكل واضح رغم خلفيته السياسية.

‪أحمد ويحمان: يدعو للحذر في التعاطي مع الأمر‬ (الجزيرة نت)
‪أحمد ويحمان: يدعو للحذر في التعاطي مع الأمر‬ (الجزيرة نت)

دور كامل
وقال الزينبي في تصريح للجزيرة نت إن وزير الخارجية يجب أن يلعب بحكم منصبه دوره كاملا دون الدخول في قراءات وتأويلات تفتقد أحيانا لقراءة عقلانية لواقع العلاقات الدولية المتسم بالتعقيد.

لكن رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان أكد على ضرورة التزام الحذر من الأنباء المرتبطة بهذا الموضوع، خصوصا وأن العثماني نفى -حسب قوله- بشكل قاطع أي لقاء بالمسؤولة الإسرائيلية.

ولم يتردد ويحمان في تصريح للجزيرة نت في التأكيد على ما وصفها بالمواقف الإيجابية لحزب العدالة والتنمية فيما يخص مناهضة التطبيع، رغم الجدل الذي سبق أن أثير في قضية حضور الناشط الإسرائيلي عوفير برانشتاين مؤتمرا للحزب بالمغرب، وبرر الحزب آنذاك ذلك بأن دعوته تمت باعتباره داعية للسلام معروفا بتعاطفه مع الفلسطينيين.

وفي هذا الإطار لاحظ الإعلامي المغربي عبد الحق بلشكر في تصريح للجزيرة نت أن الوزراء المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية يشعرون بالحرج كلما تمت الإشارة إلى لقاءات جمعتهم تحت سقف واحد بوزراء إسرائيليين، موضحا أن السبب "يعود إلى أنهم استعملوا هذا السلاح ضد الحكومة عندما كانوا في المعارضة حيث كانوا يهاجمون أي وزير يحضر لقاء يحضره إسرائيليون".

وقال إنهم لهذا السبب "لا يرغبون في الظهور أمام الرأي العام بمظهر متناقض، علما أن موضوع التطبيع مع إسرائيل حساس لدى الرأي العام المغربي".

يذكر أنه سبق للعالم المغربي أحمد الريسوني أن قلل في وقت سابق من أهمية محاولات إسرائيل الهادفة إلى التطبيع مع المغرب والبلدان العربية، معتبرا أن مصيرها سيكون الفشل، ومضيفا أن عملية التطبيع "مسألة حياة أو موت بالنسبة للصهاينة"، لِعلمِهم أنهم "جزيرة محاصرة في بحر من الرفض والعداء وعدم الاعتراف".

المصدر : الجزيرة