الغضب الطلابي بمحافظات الدلتا يتصاعد

مسيرة للطلاب في مدينة دمياط الجديدة
undefined

يوسف حسني-دمياط

على غرار المحافظات المصرية الأخرى، تشهد محافظة دمياط حراكا طلابيا كبيرا منذ بدء العام الدراسي في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث لا تتوقف المظاهرات المنددة بعزل قائد الجيش عبد الفتاح السيسي لأول رئيس مدني منتخب يوم 3 يوليو/تموز الماضي.

ودشن الطلاب المعارضون للانقلاب عدة حركات منها: طلاب ضد الانقلاب، وطلاب أزهريون ضد الانقلاب، وأحرار ضد الانقلاب، وثانوي ضد الانقلاب، وبنات ضد الانقلاب.

وتعرض الطلاب المعارضون للانقلاب في دمياط للقمع والاعتقال من قبل قوات الأمن، وتم تحويل بعضهم إلى مجالس تأديب تهديدًا بفصلهم من كلياتهم.

‪‬ مسيرة لطلبة الفنون التطبيقية(الجزيرة)
‪‬ مسيرة لطلبة الفنون التطبيقية(الجزيرة)

تأديب
وكشفت حركة "طلاب ضد الانقلاب" بالمحافظة في بيان أن ستة من طلاب المعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بدمياط الجديدة أحيلوا إلى مجلس التأديب قبل أيام، على خلفية رفعهم شعارات رابعة العدوية أثناء مشاركتهم في مظاهرات مناهضة للانقلاب.

وبحسب البيان الذي نشرته الحركة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فإن الطلاب الستة هم سارة علي العدوي، وهند محمد عبد المنعم، ونداء السيد الحسيني، وعبد الرحمن يوسف سلومة، وأحمد مصطفى الدسوقي، وإبراهيم حسن حافظ.

وأكد أحد أعضاء الحركة أن إدارة المعهد وعدتهم بحفظ التحقيقات مع الطلبة بعدما ارتفعت وتيرة الاعتراض الطلابي على قرار الإحالة.

وأضاف عضو الحركة للجزيرة نت أن الأمين العام للمعهد عماد أبو النجا التقى وفدًا من الطلبة المعارضين وحاول إقناعهم بوقف الفعاليات المناهضة للانقلاب، إلا أنهم تمسكوا بحقهم في التعبير السلمي عن رفضهم للانقلاب.

وأضاف "طالبنا إدارة المعهد بتقديم اعتذار رسمي للطلاب الستة الذين تمت معاقبتهم على إبداء رأيهم، ونحن في انتظار ما ستقرره إدارة المعهد".

وتشهد كليات الطب والآداب والفنون التطبيقية والعلوم والهندسة حالة متصاعدة من الاحتجاج الطلابي، ولا تقتصر الفعاليات على الحرم الجامعي فقط، وإنما تمتد إلى عدد من الأماكن الحيوية بمدينتي دمياط ودمياط الجديدة كشارع الصعيدي وشارع الكورنيش وأمام مول الصفوة.

ولم يقتصر القمع على الطلاب فقط، وإنما شمل المعارضين من أعضاء هيئة التدريس، حيث تم اعتقال عميد كلية طب الأزهر الدكتور أشرف عز الدين في شهر رمضان الماضي، وهو أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في دمياط، ووجهت له سلطات الانقلاب تهمًا بالتحريض على العنف وحرق مقر الأمن الوطني بدمياط. كما اعتقل الدكتور عصام مندور المدرس بكلية الطب أيضًا.

طالبات
وفي السياق ذاته دأبت مجموعات من الطالبات المناهضات للانقلاب على تنظيم وقفات احتجاجية وسلاسل بشرية داخل الحرم الجامعي، حيث يقمن بعصب أعينهن بشارات سوداء وتكبيل أيديهن تعبيرا عن حالة القمع التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب.

وتحاول أجهزة الأمن التصدي بكل الطرق للحراك الطلابي في المحافظة مستعينة بالبلطجية، على حد قول الطلاب المعارضين.

شعارات مناهضة للانقلابعلى سور كلية طب الأزهر (الجزيرة نت)
شعارات مناهضة للانقلابعلى سور كلية طب الأزهر (الجزيرة نت)

ويقول محمد -وهو طالب في كلية العلوم- إنه أصيب أكثر من مرة خلال اشتباكات مع البلطجية الذين يدعمون رجال الشرطة في تفريق المظاهرات.

وأضاف للجزيرة نت "كلما نظمنا مظاهرة فرّقها رجال الشرطة والبلطجية، إلا أننا لن نكل ولن نتوقف عن التعبير عن رفضنا للانقلاب وتمسكنا بالشرعية".

ورغم تصريحات مدير أمن دمياط أبو بكر الحديدي التي ينفي فيها تعدي أفراد الشرطة على أي مظاهرات سلمية، فإن حركة "طلاب ضد الانقلاب" أصدرت بيانا الخميس الماضي اتهمت فيه الداخلية بممارسة العنف والبلطجة ضد الطلاب.

وأكد البيان على استخدام أفراد الشرطة للعنف المفرط في التعامل مع المظاهرات السلمية، محملا وزارة الداخلية مسؤولية وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف الطلاب على مدار الأسابيع الماضية.

كما هاجمت الحركة القائمين على إدارة الجامعة واتهمهم بالتواطؤ ومساعدة الأمن في قمع المظاهرات، وتعهدت برد قوي على هذه الممارسات خلال الأسبوع الجاري.

المصدر : الجزيرة