الاحتلال يحاصر قرى القدس بمحميات طبيعية

بين الطور والعيسوية
undefined

وديع عواودة-القدس المحتلة

 
يحاول الاحتلال الإسرائيلي تهويد القدس بطرق شتى، منها إقامة المحميات الطبيعية والحدائق التوراتية بالتنسيق مع الدوائر الإسرائيلية المعنية بالبيئة والآثار.
 
وهذه المرة تطال المخططات بلدتي العيسوية والطور المحيطتين بالقدس، ويعيش أهاليهما قلقا من التهام أراضيهم بذريعة بناء حديقة وطنية إسرائيلية، ويدعون للتصدي من أجل إحباط المشروع التهويدي غير المسبوق.
 
ولا يطمئن أهالي البلدتين لتصريحات سابقة لوزير البيئة الإسرائيلي عمير بيرتس قال فيها إنه أمر بإلغاء المخطط المذكور، مشيرين إلى أنه ربما عمل على تعليقه لا شطبه.
 
حصار وازدحام
يشار إلى أن العيسوية والطور حيان مزدحمان جدا ويعانيان من إهمال واضح من قبل البلدية خاصة في مجال التخطيط، ويحاصرهما الجدار العازل والشوارع والجامعة العبرية والأحياء اليهودية.
 
ويجري الحديث عن مخطط لسلطة حماية الطبيعة يهدف إلى بناء حديقة وطنية على حساب البلدتين المقدسيتين، مما يعتبر مقدمة لتهويد المكان وبناء مستوطنة فيه مستقبلا.
 
وفي مخططها الهندسي الذي قدم للجنة التخطيط والبناء عام 2012، تدعي سلطة حماية الطبيعة بإسرائيل أن منحدرات جبل الزيتون المشرفة على البلدة القديمة والحرم القدسي الشريف تتمتع بأهمية طبيعية وأثرية.
 
وتمتد مساحة هذا الموقع الإستراتيجي على 734 دونما معظمها أراضٍ خاصة لأهالي العيسوية والطور.
 
وكان عمير بيرتس قد أعلن الأسبوع المنصرم أنه أمر سلطة حماية الطبيعة بوقف المشروع ريثما تتم معاينة تبعاته المحلية والدولية، ولفحص القيمة الطبيعية للمكان.
 
لكن هذا التصريح لم يضع حدا لقلق المقدسيين، كما يؤكد عضو لجنة المتابعة الشعبية في العيسوية محمد أبو الحمص الذي يطالب السلطات الإسرائيلية بإلغاء المشروع الخطير بدلا من إعلان تعليقه.
 
الجدار العازل يخنق العديد من القرى الفلسطينية (الجزيرة نت)
الجدار العازل يخنق العديد من القرى الفلسطينية (الجزيرة نت)

ويوضح أبو الحمص للجزيرة نت أن عملية إنجاز المخطط الخطير تتم بشكل ماكر بالتدرج تحاشيا لرد فعل عنيف، مشيرا إلى مد خط مياه قبل أيام بعد شق شوارع. وأضاف "لا نثق بالسلطات الإسرائيلية ولا بوزير البيئة الذي شغل سابقا وزارة الدفاع وشن حربا دموية على لبنان عام 2006".

 
ويدعو المقدسيين وفلسطينيي الداخل إلى الانتصار للقدس والتصدي للمشروع المذكور حتى يتم إلغاؤه بدل تأجيله.
 
كما دعا النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي للضغط على وزير البيئة المسؤول عن سلطة حماية الطبيعة لشطب المشروع نهائيا.
 
مصادرة الأرض
وحتى عضو بلدية القدس مئير مرجليت فيعتبر المشروع خطة لمصادرة الأرض، مشددا على أنها تخلو من كل ما تحتاجه محمية طبيعية أو حديقة وطنية.
 
وردا على سؤال الجزيرة نت، يوضح مرجليت أن الهدف غير المعلن للمخطط هو الاستحواذ على الأرض كاحتياط لبناء مستوطنة وخنق الأحياء المقدسية العربية.
 
وفي افتتاحيتها أمس، أكدت صحيفة هآرتس هذا الطرح حيث نشرت اعترافات لإحدى موظفات سلطة حماية الطبيعة يوم 30 سبتمبر/أيلول الماضي تقول فيها إن الهدف الحقيقي للمشروع هو منع الفلسطينيين من البناء في جبل الزيتون.
 
وأشارت إلى أن الاحتلال صادر منذ العام 1967 نحو 20 ألف دونم من الأراضي الخاصة بالمقدسيين، وهي ثلث المساحة التي ضمت إلى البلدية بغية بناء أحياء يهودية.
 
ودعت الصحيفة وزير البيئة إلى عدم التورط في مخططات استيطانية تخدم اليهود فقط، مشيرة إلى أنه منذ العام 1967 لم يبن حي عربي واحد في القدس المحتلة.
 
ويكشف رائد أبو ريال -وهو عضو آخر في لجنة المتابعة الشعبية بالبلدتين- أن بحوزة محامي اللجنة معلومات تفيد بأن سلطة حماية الطبيعة تعتمد مناورة جديدة عبر تعديل خرائطها وتقليص حجم الحديقة الوطنية المقترحة بهدف شرعنة بناء غير قانوني.
 
وفي حديث للجزيرة نت يدعو أبو ريال أيضا المقدسيين إلى اليقظة والتعاون مع اللجنة الشعبية لإحباط واحد من أخطر المخططات على طابع القدس وهويتها.
 
يشار إلى أن الاحتلال يستعد لتنفيذ مخطط مشابه على شكل حديقة وطنية سياحية تدعى حديقة الملك في سلوان، وستهدم 22 منزلا رغم المعارضة الفلسطينية والدولية.
المصدر : الجزيرة