رسالة سياسية تثير جدلا في الجزائر
الحزب الحاكم بالجزائر يكثف جهوده حاليا لدعم عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة (الجزيرة نت) |
ووصف سعيداني اعتزال آيت أحمد للحياة السياسية "بالخسارة الكبيرة" نظرا "لمساهماته الفكرية والسياسية وما يميزها من ثراء وتعدد".
وبنى هؤلاء استنتاجاتهم على ضوء مواقف قيادة جبهة القوى الاشتراكية مؤخرا، حيث ترفض الخوض في ملف الرئاسيات المقبلة ولا تبدي رأيا في العديد من القضايا السياسية الراهنة بالجزائر، وهو ما يعتبر تراجعا واضحا في راديكاليتها ومعارضتها الشديدة للسلطة.
ويعتقد الأستاذ في كلية الإعلام والعلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور محمد لعقاب أن سعيداني هدف من خلال الرسالة إلى "ملء فراغات سياسية موجودة في الساحة، خاصة مع بداية التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة".
وبما أن "جبهة التحرير متغير رئيسي في اللعبة الانتخابية، فإن هذه الدعوة لا تخرج عن هذا الإطار"، حسب الأستاذ الأكاديمي.
دعوة متأخرة
ويخشى لعقاب أن "تكون هذه الدعوة جاءت متأخرة جدا، لأن حسين آيت أحمد استقال عمليا من الحياة السياسية ومن إبداء مواقفه داخل حزبه"، مضيفا أن "الطبقة السياسية الجزائرية دائما ما تلتفت إلى رجالها في وقت متأخر".
وقد حاولت الجزيرة نت أخذ وجهة نظر قيادات من حزب جبهة القوى الاشتراكية، لكنهم رفضوا التعليق، واكتفى أحدهم -رفض ذكر اسمه- بالقول "كان الواجب على عمار سعيداني ألا يسرب محتوى الرسالة لوسائل الإعلام".
لكن سعيداني أكد للجزيرة نت أن "الرسالة شخصية بينه وبين حسين آيت أحمد كمجاهد كبير وشخصية وطنية، وأحد أعضاء حزب جبهة التحرير الوطني سابقا".
وشدد على أن "الرسالة تتضمن عبارات الشكر والتقدير لدوره الريادي في الثورة، ولا تحتمل أية قراءات جانبية، ولا علاقة لها بأي موضوع سياسي آخر لا بالرئاسيات ولا مع التحالفات"، مؤكدا أنه لا علاقة للرسالة بأي "نشاط حزبي يجمع جبهة التحرير بجبهة القوى الاشتراكية".
وأوضح سعيداني أنه طلب من آيت أحمد أن يساهم في الحياة السياسية، سواء "بالمشاركة في الحكم أو من خلال ممارسة دور المعارضة"، لأن الجزائر حاليا بحاجة إلى "جهود المخلصين من أبنائها".
واتهم الصحفيين الذين ربطوا الرسالة بموضوع الرئاسيات بتبني آراء سياسية مثل الأحزاب، قائلا إن العمل الصحفي النزيه يتعارض مع تبني المواقف السياسية.
ورأى أنه كان الأجدر بالصحفيين أن يتحدثوا عن أهمية الرسالة باعتبارها سابقة وتطورا في فكر الحزب الذي "لم يسبق أن راسل آيت أحمد باعتباره شخصية وطنية".
التعليقات