طلاب سوريون يأملون اجتياز امتحانات الثانوي

التعليم النظامي توقف منذ العام الماضي نتيجة القصف والنزوح
undefined
محمد بنكاسم-ريف معرة النعمان
 
بادر عدد من الطلاب في قرية جرجناز وقرى مجاورة في ريف معرة النعمان الشرقي إلى تقديم الوثائق المطلوبة لاجتياز ما تسمى امتحانات الثانوي المؤهلة للمرحلة الجامعية رغم توقف الدراسة، آملين أن تهدأ الأوضاع بحلول موعد الامتحان.
 
إبراهيم الدغيم، أحد الطلاب في المستوى الحادي عشر والذي بدأ في جمع الوثائق المطلوبة للحصول على بطاقة الامتحان، يقول للجزيرة نت إن عددا من زملائه قدموا وثائقهم لأمين سر ثانوية في قرية مجاورة مكلف برفع ملفات الطلاب الراغبين في الترشح للامتحانات إلى مديرية التربية في إدلب، وذلك رغم توقف الدراسة عمليا في كافة مستوياتها خلال 2012 وأغلب فترات عام 2011.
 
ويوضح إبراهيم للجزيرة نت أن الطلاب الذين قدموا طلبات اجتياز الامتحانات لا يريدون التفريط في سنة إضافية من حياتهم الدراسية رغم أنهم لم يدرسوا أي شيء في السنة الماضية بسبب ظروف الحرب التي تعيشها البلاد.

وتجري الامتحانات المؤهلة للمرحلة الجامعية عادة خلال شهر يونيو/حزيران من كل سنة وتقام في مدينة معرة النعمان، ولكن هذه السنة لن تجري فيها لأن المدينة مدمرة بشكل كبير، وفي الغالب ستقام في سراقب أو إدلب المدينة.

‪إحدى المدارس المدمرة في مدينة تفتناز‬  (الجزيرة نت)
‪إحدى المدارس المدمرة في مدينة تفتناز‬  (الجزيرة نت)

سراقب وإدلب
ويقول إبراهيم إنه لن يذهب للامتحانات إذا أقيمت في إدلب المدينة لأن النظام يسيطر عليها ولو أن الثوار يحاصرونها، فهو يخاف أن يعتقل هناك، في حين أنه يمكن أن يذهب للامتحان في سراقب لأنها تحت سيطرة الثوار رغم أنها تتعرض للقصف.

طالب آخر التقيناه في جرجناز نزح أهله من القرية بسبب تعرضها للقصف بين الفينة والأخرى وظل هو في منزل العائلة. وأخبر الطالب إبراهيم خطاب الجزيرة نت أنه قدم الوثائق المطلوبة لأستاذ في قرية أخرى غير بعيدة عن جرجناز.

ويرى مدير مدرسة النضال الإعدادية مصطفى السيد أبو حمدو أن بعض الطلاب مصرون على تحصيل شهادة الإعدادي أو الثانوي دون جدوى، إذ يحاولون الحصول على تلك الشهادة حتى لا تضيع عليهم سنة من عمرهم سواء درسوا فعلا أم لم يدرسوا، مما دفعهم لملء استمارات لاجتياز الامتحانات على أمل أن تهدأ الأمور بحلول يونيو/حزيران المقبل.

واعتبر أبو حمدو أن الحصول على شهادة ثانوية دون تحصيل التعليم المرتبط بها سينعكس سلبا على الطلاب في المرحلة الجامعية، فهناك مواد تراكمية مثل الرياضيات واللغة العربية يؤدي عدم تحصيل أي سنة من السنوات فيهما إلى حدوث فراغ في المسار التعليمي للطالب.

تعويض الفاقد
ويضيف مدير المدرسة أنه في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد يمكن للكادر التعليمي أن يقدم دروسا مكثفة للطلاب خلال فصل الربيع لتعويضهم عما فقدوه في السنة الماضية، وهو أمر متعذر في الظروف الحالية.

ويوضح أنه بعد أسبوعين من بدء العام الدراسي 2011-2012 تعرضت منطقة الريف الشرقي لمعرة النعمان لقصف عشوائي من الطيران والنيران من معسكر وادي الضيف، فدمرت العديد من المدارس ونزح السكان من المناطق المنكوبة إلى مناطق أخرى أكثر آمنا، مما أدى إلى تعطل الدراسة سواء في المناطق الأولى أو الثانية حيث أصبحت المؤسسات التعليمية مساكن للنازحين. 

وكانت القوات السورية النظامية قد استهدفت العام الماضي مركز الامتحانات في معرة النعمان في آخر أيام الامتحانات، والسبب في ذلك هو أن الثوار هم من أشرف على تأمين سير الامتحانات.

المصدر : الجزيرة