هل تنجح حماس وفتح في اختبار المصالحة؟

الفلسطينيون ملوا اللقاءات والوعود بانهاء الانقسام وانجاز المصالحة الوطية
undefined

ضياء الكحلوت- غزة

للمرة الأولى لا يبدي الشارع الفلسطيني اهتماماً ملحوظاً بما جرى بالقاهرة من حوارات بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والاتفاق بينهما على جدول زمني لتطبيق اتفاقات المصالحة الموقعة.

ورغم تأكيد فتح وحماس على جديتهما بالوصول لمصالحة وإنهاء ست سنوات من الانقسام السياسي، إلا أن الشارع الفلسطيني بات متشككاً ويرى أن ما يجري هو عملية إدارة للانقسام.

تأكيدات طرفي الانقسام لم تقنع كثيراً الشارع، خاصة أن عدة اتفاقات وإعلانات وقعت لكنها لم تجد طريقها للتطبيق على الأرض.

أبو عيطة أكد أن الجدول الزمني للاتفاق نجح في إزالة عقبات
أبو عيطة أكد أن الجدول الزمني للاتفاق نجح في إزالة عقبات

إزاحة العوائق
وهذه المخاوف التي يشعر بها المواطن مشروعة – وفق الناطق باسم فتح فايز أبو عيطة- خاصة أنه يريد أن يرى بنفسه تطبيقاً للمصالحة على الأرض، مقدراً أن الحركتين أمام اختبار حقيقي لأثبات الجدية الحقيقية تجاه ملفات المصالحة.

وقال أبو عيطة للجزيرة نت إن على الحركتين أن تبرهنا للجميع جاهزيتهما لتطبيق المصالحة على أرض الواقع، مشدداً على أن فتح جادة ومتمسكة بما وقعت عليه.

وأكد أن اللقاءات الأخيرة التي تم فيها الاتفاق على تحديد جداول زمنية للمصالحة، أزاحت عوائق كانت تعرقل الوصول للمصالحة.

وأوضح أن الجدول الزمني المحدد ضمانة لتطبيق كل ملف من ملفات المصالحة، مؤكداً أن ما يجري بالقاهرة جدي وحقيقي وأنه لم يعد أمام الطرفين مجال إلا تنفيذ ما اتفق عليه.

مرونة وتوافق
من جهته أكد الناطق باسم حماس، سامي أبو زهري، أن حركته جاهزة لتنفيذ ما اتفق عليه بالقاهرة وإعلان الدوحة، مشيراً إلى أن حماس قدمت مرونة للوصول بالأجواء للإيجابية.

وبينّ أبو زهري للجزيرة نت أن حماس تسعى لوقف التراشق الإعلامي وتطوير العلاقة مع فتح وصولا لمصالحة كاملة، معرباً عن أمله بأن تتوفر الإرادة للأطراف الأخرى.

وذكر أن من حق الجميع أن يعبر عن وجهة نظره في ردٍ على سؤال حول عدم شعور المواطن بجدية اللقاءات، لكنه أكد أن حماس جاهزة لترجمة اتفاق المصالحة والاستمرار بخلق الأجواء المناسبة.

أبو زهري نبه لمرونة قدمتها حماس وتصميمها على تنفيذ اتفاقات القاهرة والدوحة
أبو زهري نبه لمرونة قدمتها حماس وتصميمها على تنفيذ اتفاقات القاهرة والدوحة

ولم ينفي أبو زهري وجود عوامل خارجية مرتبطة بحالة الانقسام، لكنه شدد على ضرورة أن ننجح كفلسطينيين في منع ووقف التدخل الخارجي السلبي وأن نمضي بالمصالحة. وشدد أبو زهري على أن أي نقطة خلافية بين حماس وفتح يمكن الوصول فيها إلى اتفاق.

استبعاد الإنجاز
على الجانب الآخر، يرى الكاتب بجريدة الأيام الفلسطينية والمحلل السياسي هاني حبيب أن ما صدر عن الاجتماعات بالقاهرة يحمل الكثير من الوعود والغموض، وخاصة أن الأجندة الزمنية تعرفنا متى البداية ولا تفرض وقتاً لنهاية المفاوضات.

وذكر حبيب في حديث للجزيرة نت أن الطرفين تعمدا على ما يبدو عدم تناول القضايا التي من شأنها أن تعرقل الوصول لمصالحة، وخاصة الملفين الأمني والمالي، معتقداً أن الملفين من أخطر ملفات المصالحة.

وبينّ أن هدف اللقاءات إظهار الحرص على أهمية المصالحة واستمرار الحراك، لكن ذلك لم يظهر بالمقابل نتائج ايجابية حتى الآن، مشيراً إلى أن إدارة الانقسام موجودة رغم الجهود المصرية والقطرية والتركية الداعمة لإنهاء الانقسام.

وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني أن مصر لن تتراجع عن استخدام كل وسائل الضغط الممكنة من لإنهاء الانقسام، وأنه يظهر من خطواتها أنها تدفع لتجاوز كل العقبات التي تعترض الوحدة الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة