إلى أين تتجه انتخابات قيادة حماس؟
وبدأت عملية الانتخابات هذه منذ عدة أشهر على نحو سري في أماكن عدة منها قطاع غزة والضفة الغربية وفي السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى عدة دول عربية وأجنبية.
وفي حين رفضت قيادات الحركة تحديد موعد الإعلان عن رئيس المكتب السياسي الجديد "لاعتبارات أمنية"، قالت مصادر في الحركة لمراسل الجزيرة نت في غزة ضياء الكحلوت إن حسم رئاسة المكتب السياسي -الذي يعد أرفع المستويات القيادية في الحركة- سيكون في موعد أقصاه بداية العام المقبل بعد أن تنتهي عملية الانتخابات في الخارج.
وحسب النظام الداخلي للحركة فإن أعضاء المكتب السياسي لا يترشحون للانتخابات، وإنما يختارهم قادة الحركة ويقدمون إلى مجلس الشورى الذي يختار أعضاء المكتب السياسي.
مشعل لن يترشح
وقال عضو المكتب السياسي مسؤول العلاقات الخارجية بالحركة أسامة حمدان إن خالد مشعل عبر منذ مطلع العام عن رغبته في عدم الترشح لرئاسة المكتب السياسي للحركة في الدورة المقبلة، وأكد ضرورة ضخ دماء جديدة لقيادة الحركة.
ورفض حمدان -في حديثه للجزيرة نت- وصف موقف مشعل بالانسحاب، قائلا إن مشعل قاد الحركة منذ أكثر من 16 عاما حققت فيها العديد من الإنجازات وعبرت محطات كثيرة منها الانتفاضة الأولى والثانية ومواجهة ضغط اتفاقيات التسوية على القضية الفلسطينية واغتيال قيادات كبيرة للحركة.
وفي وقت سابق أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق أن مشعل أكد عدم ترشحه لرئاسة المكتب السياسي لحماس في لقاء المكتب الأخير الذي حضرته قيادات الحركة من الداخل والخارج بمناسبة اقتراب هذا الاستحقاق الانتخابي.
وقال الرشق إن قيادات الحركة ورموزها في الداخل والخارج طلبوا من مشعل الاستمرار في قيادة الحركة، إلا أنه تمسك بموقفه بعدم الترشح لرئاسة المكتب في دورته الجديدة.
وطلب البعض إليه تولي رئاسة المكتب السياسي لدورة جديدة وأخيرة (4 سنوات)، فبدا مشعل أكثر تصميما على ترك قيادة الحركة والتأكيد على أنه سيبقى جنديا في حماس.
وأضاف أن مشعل الذي وصفه بـ"الشهيد الحي" يضرب المثل للزعماء وللقادة والمسؤولين على الزهد في المواقع والمسؤوليات والقدرة على مغادرة المناصب وهو في قمة نجاحه وعطائه، رغم أن المجال والفرصة كانت متاحة أمامه لرئاسة المكتب السياسي للحركة لدورة جديدة.
من الداخل أم الخارج؟
وتتواتر الأنباء عن أن التنافس الرئيسي على خلافة مشعل سيكون بين إسماعيل هنية الذي يرأس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، وموسى أبو مرزوق الذي يتولى منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.
وعما يشاع عن خلافات في الحركة خاصة بين قيادات الداخل والخارج، قال حمدان للجزيرة نت إن هناك فارقا بين اجتهادات في الرأي لا تتعلق بالجغرافيا وانقسامات ومشاكل، وأضاف أن الاجتهادات داخل الحركة متاحة لكن حركة حماس تعمل وفق مؤسسات، ولا يمكن لأحد أن يقول إن هناك تطابقا كاملا في الآراء لكن هناك احترام لهذه المؤسسية في العمل.
وفجر حمدان مفاجأة بقوله إن هناك أسماء عدة مرشحة لقيادة الحركة بعضها غير معروف إعلاميا بشكل كبير، كما أن هناك أسماء تداول إعلاميا على أنها مرشحة على خلاف الواقع، ورفض الكشف عن أبرز هذه الأسماء حتى لا تؤثر على عملية الانتخابات، على حد قوله.
وقال حمدان إنه ليس هناك قيود على اختيار رئيس المكتب من داخل فلسطين، مؤكدا أن العبرة بتوافر الشروط في القيادة الجديدة وليس بمكان تواجده.
ودعت أصوات داخلية في حماس لانتخاب رئيس المكتب السياسي من خارج الأراضي المحتلة في ظل الظروف الصعبة المحيطة بالواقع الفلسطيني وكذلك خشية أن يتعرض للاستهداف إن كان من غزة. كما أن وجوده بالخارج سيسمح له بقدر أكبر من حرية الحركة.
في حين يرى آخرون أن مركز ثقل حماس الرئيسي في قطاع غزة ومن ثم فإن الأولوية لقيادة الحركة يجب أن تكون انطلاقا من غزة أو الضفة الغربية.
وعن تأثير انتخاب قيادة جديدة على ملف المصالحة الفلسطينية، قال حمدان إن إجراء المصالحة وإنهاء الانقسام سياسة إستراتيجية لدى قيادة الحركة لن تختلف باختلاف قيادتها.