تدهور الأمن بلبنان يدفع العرب للرحيل

قطع الطرق وعمليات الخطف المستمرة من الدوافع الرئيسية لترك لبنان.jpg
undefined

جهاد أبو العيس-بيروت

لم تقنع تحركات الدولة اللبنانية الأخيرة ضد عمليات ومجموعات خطف الرعايا العرب والأجانب والتي نشطت وما تزال في لبنان، رامي القيسي بالبقاء مقيما ومستثمرا بعد تكرار حوادث الخطف في بيروت.

القيسي وهو مستثمر أردني قرر البدء الفعلي بتصفية أعماله في بيروت والشمال، لاعتقاده الفعلي بأن حوادث الخطف التي مست سوريين وكويتيين وأتراكا "قد لا توفره وغيره مستقبلا".

وأكد للجزيرة نت، أن العديد من أصدقائه أوقفوا كليا فكرة الدراسة أو السياحة في لبنان على خلفية حوادث الخطف، معتقدا وفق رأيه أن الأمور "ستسير صوب التفاقم بسبب تداعيات الثورة السورية التي تزداد سخونتها على لبنان يوما بعد يوم".

إرجاع العائلة
وعلى غرار القيسي جاءت تحركات رأفت كامل -فلسطيني مقيم بالكويت- والذي يعمل في إحدى القنوات الفضائية، حيث قرر العودة بعائلته إلى الكويت بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.

وقال كامل للجزيرة نت "الأوضاع لا تبشر بخير، قد أستطيع التحرك بحرية حال حدث طارئ أمني في البلاد، لكن ماذا أفعل بعائلة مكونة من أربعة أفراد ستكون أزمتي وقتها كبيرة لتأمين ترحيلهم".

وزاد بالقول "شاء المحللون أم رفضوا تحدثت الدولة باطمئنان أم لم تتحدث، فإن شرر الأزمة السورية سيطال لبنان إن لم يكن اليوم فغدا، وهذا ما لا يريد الرسميون تأكيده أو الحديث فيه".

واستمعت الجزيرة نت مباشرة لعدد من رعايا بعض الدول العربية العاملين في لبنان، ممن قرر بعضهم فعلا تأجيل شراء سيارة جديدة، أو تجديد فرش بيته، أو الانتقال لمنزل جديد بكلفة إيجار أعلى، ليصل الأمر بأحدهم لبيع سيارته الحديثة واستبدالها بأخرى قديمة خشية هبوط السعر.

عبر عدد من المواطنين المصريين للجزيرة نت عن خشيتهم من أن تطال عمليات الخطف الرعايا المصريين، على خلفية موقف الرئاسة المصرية الأخير المؤيد لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد

تخوف من الخطف
في المقابل عبر عدد من المواطنين المصريين للجزيرة نت ، عن خشيتهم من أن تطال عمليات الخطف، الرعايا المصريين، على خلفية موقف الرئاسة المصرية الأخير المؤيد لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد .

وقال عاملون في إحدى محطات تزويد الوقود في بيروت -رفضوا الكشف عن هوياتهم- إنهم باتوا يخشون فعليا من عمليات انتقامية قد تطالهم بسبب موقف مصر الرسمي من الثورة السورية، وهو الذي إن وقع فسيدفع بهم فورا للتفكير بالرحيل على حد تعبيرهم.

وأججت عمليات الخطف التي قامت بها مجموعات مسلحة تتبع لعائلة آل المقداد المتمركزة في الضاحية الجنوبية، والتي تطالب بتحرير أحد أفرادها المخطوفين بدمشق، المخاوف لدى العديد من العائلات العربية المقيمة في لبنان من أن تطالها الأحداث بسبب موقف بلادها السياسي من الأزمة السورية.

ودفعت عمليات الخطف الأخيرة والتي طالت عشرات السوريين وتركيين ومواطنا كويتيا، إلى قيام سفارات عديدة على رأسها دول مجلس التعاون الخليجي لإقامة متاريس أمنية جديدة وحواجز حول محيطها خشية من وقوع اعتداء.

وسبق للدول الخليجية أن حذرت رعاياها من السفر إلى لبنان على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية وقطع الطرق، أعقبتها بطلب مغادرة جميع الرعايا الموجودين وعلى وجه السرعة بعد تسارع عمليات الخطف.

المصدر : الجزيرة