أي شكل يحكم العلاقات السعودية الأميركية؟

Saudi King Abdullah bin Abdul Aziz al-Saud (R) speaks with US President Barack Obama during a welcoming reception at the king's ranch in al-Janadriya in the outskirts of Riyadh
undefined

خاص-الجزيرة نت

تباينت رؤى المحللين السعوديين بشأن شكل العلاقة السياسية بين الولايات المتحدة والسعودية بعد الذكرى السنوية لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، التي اتهم فيها 15 سعودياً بتفجير برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع (البنتاغون).

ويرى البعض أن شكل العلاقة الحالية ليس على المسار السياسي الصحيح في ظل رئاسة الرئيس الحالي باراك أوباما، ويعتبرون أن واشنطن غير جدية في تلبية متطلبات السياسة الخارجية السعودية خاصة في "كبح جماح الإيرانيين" و"تسليح المعارضة السورية" وعدم تخفيفهم لضغوط دوائر القرار الأميركية في ملفات الإصلاح الداخلي السعودي.

في المقابل يعتبر فريق آخر من المحللين أن العلاقات بين البلدين ناجحة بامتياز وتسير وفق الخط المرسوم منذ اتفاق سفينة الطرادة الأميركية "يو إس كوينسي" التي جمعت بين مؤسس السعودية الحديثة الملك الراحل عبد العزيز آل سعود والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت عام 1945.

ويقولون إن ذلك اللقاء وضع "الخطوط الإستراتيجية العامة" في علاقات البلدين ضمن مسار "الاقتصاد أولاً" وإن "الاختلافات السياسية" لا تفسد للود قضية، حتى في ظل تعاقب الإدارات الأميركية.

الرياض ترى أن الإدارة الأميركية ارتكبت عددا من الإخفاقات في تعامل واشنطن مع التهديدات التي يرى فيها الجانب السعودي أنها تضر بأمنه القومي، كالمماطلة في كبح جماح الطموحات النووية لإيران، إلى جانب عدم التصدي الجدي للتمدد الإيراني في العراق واليمن والبحرين ولبنان وسوريا

رؤى مختلفة
الباحث المتخصص في العلاقات الأميركية السعودية مهند السويلم قال للجزيرة نت إن هناك نقاط تصادم مباشرة بين الرياض وواشنطن.

وأوضح أن الرياض ترى أن الإدارة الأميركية ارتكبت عددا من الإخفاقات في تعامل واشنطن مع التهديدات التي يرى فيها الجانب السعودي أنها تضر بأمنه القومي، كالمماطلة في كبح جماح الطموحات النووية لإيران، إلى جانب عدم التصدي الجدي للتمدد الإيراني في العراق واليمن والبحرين ولبنان وسوريا.

ويشير السويلم إلى ملف آخر حيوي يوتر هذه العلاقة عنوانه الملف السوري. ويرى أن السعودية -التي تقود حلف إسقاط نظام بشار الأسد- في خلاف معلن مع الأميركيين يتعلق بشأن تسليح المعارضة السورية، في حين أن الإدارة الأميركية ترى بخلاف ذلك وهو أن التسليح سيجر المنطقة إلى حرب إقليمية لا يمكن التنبؤ بتداعياتها.

إلى جانب ذلك يعتقد عدد من المراقبين تحدثوا إلى الجزيرة نت -فضلوا عدم ذكر أسمائهم- أن ما يصَّعد أجواء العلاقة الحالية هو الضغوط التي تمارس على الرياض من قبل بعض دوائر صنع القرار الأميركي، وتحديدا فيما يتعلق بملف الإصلاح الداخلي من حيث توسيع المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات.

أما الملف الثاني الذي يمثل إحراجاً للحكومة السعودية أمام الأغلبية المحافظة في البلاد برأيهم، فيتمثل في ضغوط واشنطن على الرياض لإعطاء المرأة السعودية مزيدا من الحريات، وهو الأمر الذي استجابت الرياض لبعض منه، كمنح المرأة حق التصويت والانتخاب في المجالس البلدية وعضوية مجلس الشورى بدءاً من الدورة القادمة.

علاقة مستقرة
تحليلات الصحافة المحلية خلال اليومين الماضيين وصفت العلاقة بين البلدين بأنها "ناجحة ومستقرة وإيجابية ومتينة ولا تشوبها أية شائبة"، حيث يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتور وحيد حمزة هاشم أن مسار العلاقات هو إستراتيجي للعوامل الاقتصادية والأمنية والسياسية.

وأضاف للجزيرة نت أن اختلاف المسارين في إدارة الملفات لا يعني أن هناك توترا وتصدعا في العلاقة، لأن الاختلاف وارد في علاقة البلدين لكن ليس الخلاف.

وبخصوص الاختلاف بين بلاده وأميركا في الملف السوري يقول حمزة هاشم إن "الأميركيين لا ينظرون في هذا الملف فقط للمصالح العربية، فهناك أيضا مسألة علاقتهم مع روسيا التي تدخل ضمن معادلة توازن القوى".

في حين أشار الكاتب السياسي خالد ضويحي إلى أن هناك "خطوطا حمرا" تنظم علاقة الدولتين رسمت في اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت بملك السعودية المؤسس عبد العزيز، وهي تمثل اليوم إطار العلاقة التي يشكل النفط ركيزتها الأساسية.

المصدر : الجزيرة