لافروف وزير خارجية يتقن فن "اللاءات"

Russia's Foreign Minister Sergei Lavrov speaks to journalists in Saint Petersburg, late on June 29, 2012, after the talks with US Secretary of State Hillary Clinton. Lavrov said today Russia was looking with optimism at tomorrow's Syria crisis talks in Geneva after being told by Hillary Clinton that the Syrians themselves should decide the makeup of their new government. AFP PHOTO / OLGA MALTSEVA
undefined

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كلمة "لا" للغرب مرات عديدة بشأن الأزمة التي تعرفها سوريا، حتى أنه يمكن أن ينافس سلفه خلال الحرب الباردة الذي كان يشتهر بلقب "مستر نْيَتْ" أو "السيد لا".

وفي كل خطوة يثبت لافروف -الدبلوماسي الذي يدخن بشراهة وزادته المعارك صلابة- أنه صلب مثل سلفه أندريه غروميكو، بينما تقف موسكو في وجه جهود تقودها الولايات المتحدة لفرض عقوبات جديدة على سوريا وتنحية الرئيس بشار الأسد.

ولافروف هو سبب الكثير من مشاعر الاستياء في الغرب، حيث ينظر إلى سياسات بلاده على أنها عقبة أمام وقف إراقة الدماء في سوريا، لكنه فاز بتصفيق في روسيا لدفاعه العنيد عن موقف موسكو.

وبالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن لافروف يمثل الشخص المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب.

وخبرة لافروف وشهرته كمفاوض قوي جعلته الاختيار الطبيعي لبوتين عندما سعى الرئيس إلى تغيير إيغور إيفانوف كوزير للخارجية في يوليو/تموز 2004.

وكان يعتقد بأن لافروف -وهو دبلوماسي محترف وكان أول منصب تولاه في سريلانكا- لن يبقى طويلا في السلطة مثل غروميكو الذي ظل وزيرا للخارجية لمدة 28 عاما واكتسب لقب "مستر نيت" لعرقلته التحركات الغربية في الأمم المتحدة.

لكن لافروف الذي قالت مصادر دبلوماسية إنه يحترم غروميكو، أثبت أنه يمكنه البقاء سياسيا والاحتفاظ بوظيفته طوال ثماني سنوات، رغم الحديث عن التنافس بينه وبين مستشار الكرملين للسياسة الخارجية سيرجي بريخودكو.

ولافروف عضو في حزب "روسيا الموحدة" الذي تزعمه بوتين حتى وقت قريب، وهو براغماتي وأمكنه البقاء عبر تقديم نفسه على أنه دبلوماسي محترف يتجنب القيام بأي دور علني في السياسة المحلية.

ورغم أن بوتين مسؤول عن السياسة الخارجية لكونه رئيس الدولة، فإن خبراء روسا يقولون إن لافروف أكثر من مجرد منفذ لسياسات يمليها عليه الكرملين.

وقال دبلوماسي رفيع إن لافروف لديه "صوت أعلى كثيرا" في الحكومة منذ عودة بوتين إلى الرئاسة، وإن "لافروف الحقيقي" عاد.

ولم يكن الأمر سهلا دائما، وعند الخدمة في مقار الأمم المتحدة أثناء رئاسة بوريس يلتسن الذي كانت قبضته على السلطة أضعف من بوتين، كان لافروف يضطر أحيانا إلى تحمل الانتظار المحبط للتعليمات، وفي مرة عندما أبلغ ممثلي مجلس الأمن بأنه ينتظر تعليمات من حكومته، سُمع وهو يهمهم "هذا إذا كان لدينا حكومة".

ويصفه المعجبون به وخصومه على حد سواء بأنه يتسم بمهنية عالية، وأنه مفاوض قوي وصاحب لسان لاذع، وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان إنه "تعلم أن يقدر حكمته (لافروف) وذكاءه".

‪أنان قال إنه تعلم أن يقدر حكمة وذكاء لافروف‬ (الفرنسية)
‪أنان قال إنه تعلم أن يقدر حكمة وذكاء لافروف‬ (الفرنسية)

إصرار وتحدٍّ
وخلال نحو عقد من عمله مندوبا لموسكو في الأمم المتحدة اكتسب لافروف شهرة بإصراره على موقفه، وخلال عمله هناك أمكنه تطوير مهاراته في العمل الدبلوماسي التي استخدمها في بعض الأوقات في وقت لاحق ليستعدي منافسين أو شركاء ينظرون إلى العالم بطريقة مختلفة.

ويستمتع لافروف بالتحدي وهو في سن الثانية والستين، ومع تعوده على التعرض للانتقاد صنع فنا من دبلوماسية الرفض.

وقال رئيس تحرير مجلة "روسيا والشؤون العالمية" فيودور لوكيانوف "إنها لعبة دبلوماسية بالنسبة لسيرغي لافروف".

ووصفه غلين كيسلر الصحفي المخضرم وعضو مجلس الشؤون الخارجية -وهو مؤسسة بحثية أميركية- بأنه "رجل استعراضي لا يتردد في استخدام خنجر دبلوماسي".

ومر لافروف الذي يتحدث أيضا الإنجليزية والفرنسية والسنهالية بأزمات متكررة دافع خلالها عن سياسات موسكو بنفس القدر من الصرامة، كما في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرب عام 2008 مع جورجيا والحروب في إقليم الشيشان.

ولافروف متزوج وله ابنة واحدة ويحب الاسترخاء مع أصدقاء قدامى مرة في العام، ويعزف الغيتار ويكتب الشعر، وإذا فقد صبره فإنه يسأل "عما تتحدث؟"، وإذا لم يرغب في الحديث إلى الصحفيين فإنه يضع هاتفه المحمول على أذنه.

المصدر : رويترز