الإبراهيمي يريد تغيير أسلوب أنان "الفاشل"

كومبو يجمع كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي
undefined

 يبدو أن الدبلوماسي المخضرم الأخضر الإبراهيمي ليس مستعدا للمضي بنفس الأسلوب "الفاشل" الذي تبناه كوفي أنان المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا وخصوصا أنه ما زال يبحث ما إذا كان سيتولى ما تصفه فرنسا "بالمهمة المستحيلة".

وقال مصدر مقرب من الوضع أمس إن الإبراهيمي يريد اتفاقا بين الدول الدائمة العضوية بالمجلس (الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) حول سوريا، لكن دبلوماسيين أمميين استبعدوا بصورة كبيرة حدوث مثل هذا الاتفاق.

وكشف المصدر -الذي طلب عدم نشر اسمه- لرويترز أن الكثيرين يريدون من  الإبراهيمي خلافة أنان والمضي قدما إما باتباع نفس الأسلوب الذي وصفوه بـ"الفاشل" أو اختراع شيء غير معتاد وفق المصدر.

وأضاف أنه رغم تعرضه لضغوط كبيرة للقبول، فإنه لم يقبل بعد المهمة إلى حين "تحقق عدد من الشروط الأساسية، وشروطه هي الحد الأدنى الممكن حتى تستمر هذه المهمة".

وأوضح مصدر بالجامعة العربية -طلب عدم نشر اسمه- أن الإبراهيمي يعتقد أن فشل أنان مرده افتقاره إلى الدعم "الحيوي" من مجلس الأمن.

لكنه أضاف أن مطالب الإبراهيمي ليست واضحة بالنسبة لنا، وكرر دبلوماسي آخر في نيويورك نفس الرأي قائلا إن مطالب الإبراهيمي "مبهمة".

وطلبت الأمم المتحدة والجامعة العربية أن يحل الإبراهيمي محل أنان كوسيط في سوريا نهاية الشهر، لكن دبلوماسيين يقولون إن الإبراهيمي لديه تحفظات ويريد "دعما قويا" من مجلس الأمن المنقسم حول الأزمة السورية.

دبلوماسيون بالجامعة العربية والأمم المتحدة: مطالب الإبراهيمي لاستلام المهمة في سوريا مبهمة وغير واضحة

مهمة مستحيلة
ولم يتضح على الفور القصد من "الدعم القوي" الذي يريده الإبراهيمي من مجلس الأمن، وقال عدد من الدبلوماسيين بالمجلس إنه لم يقدم أي طلبات محددة فيما يتعلق بشكل الدعم الذي يريده.

وقال جيرار أرو سفير فرنسا بالأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن في أغسطس/ أب للصحفيين "إنها مهمة مستحيلة لذلك أتفهم تردد الناس بقبولها".

وأعلن أنان تنحيه بعد ستة أشهر قضاها كوسيط دولي بسبب إعاقة مجلس الأمن لمهمته، واستخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضد ثلاثة قرارات مدعومة من الدول الغربية تنتقد وتهدد بفرض عقوبات على حكومة الرئيس بشار الأسد.

ورغم التزام الجانبين بالخطة علنا، لم تصمد خطة عنان والتي تهدف إلى إنهاء الصراع في سوريا المستمر منذ 17 شهرا، وتدعو لوقف العنف وبدء عملية سياسية تقودها دمشق، وتقديم المساعدات والإفراج عن الأشخاص الذين تم احتجازهم تعسفيا وحرية الحركة للصحفيين وحرية الاحتجاج السلمي.

وفي حال عدم قبول الإبراهيمي بالمهمة، فقد أكد مبعوثون وجود مرشحين آخرين بينهم الإسباني خافيير سولانا المسؤول السابق عن السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الإسباني السابق ميغيل أنغيل موراتينوس ووزير الخارجية الأردني السابق عبد الإله الخطيب والدبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا.

إقرأ أيضا: تسلسل زمني للجهود الأممية في سوريا

مراقبون مدنيون
ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة التي كثفت الدعم غير القتالي لمقاتلي المعارضة السورية لا ترى جدوى من أن يحل شخص آخر محل أنان نظرا لمعارضة روسيا الشديدة للعقوبات.

كما يشير دبلوماسيون آخرون إلى أن قطر والسعودية تسلحان مقاتلي المعارضة ولم تبديا دعما كبيرا لخطة أنان.

ومن المتوقع أن يسمح المجلس بانتهاء تفويض بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الأحد لأن العنف لم يتراجع بشكل كاف حتى تعمل البعثة بشكل سليم، ودعت روسيا إلى بقاء المراقبين لكن واشنطن أبدت معارضتها بوضوح.

وعلق عمل مراقبي البعثة- الذين كانوا موجودين في سوريا بادئ الأمر وعددهم ثلاثمائة مراقب أعزل كانت مهمتهم مراقبة وقف النار كان من المفترض أن يبدأ سريانه في 12 أبريل /نيسان- نشاطهم في 16 يونيو/ حزيران بسبب الخطر المتزايد من العنف المتصاعد.

كما أن هناك أكثر من سبعين مدنيا يعكفون على الحل السياسي ومراقبة انتهاكات حقوق الإنسان.

ويقول دبلوماسيون بالأمم المتحدة إنه إذا سُمح بانتهاء مهمة المراقبين فلن يحتاج الأمين العام للمنظمة بان كي مون إلى قرار جديد من مجلس الأمن المنقسم للإبقاء على الأفراد المدنيين في سوريا.

المصدر : رويترز