حذر أردني من تكرار نموذج "سماحة"

الجيش الاردني يجمع لاجئين سوريين بعد وصولهم للاردن قبل أيام قبل نقلهم لداخل الاردن1
undefined

محمد النجار-عمان

لم تخف أوساط رسمية أردنية تخوفها وحذرها من الأنباء الواردة من العاصمة اللبنانية بيروت حول ما كشفته الأجهزة الأمنية هناك من مخطط سوري لزعزعة الأمن, بعد الاتهامات التي وجهت للوزير والبرلماني الأسبق ميشيل سماحة, ولرئيس مجلس الأمن القومي السوري علي مملوك.

وتهيمن المعلومات القادمة من بيروت على جزء من تفكير مطبخ القرار الأردني الذي يقول مصدر رسمي رفيع للجزيرة نت إنه مطمئن للإجراءات التي تتخذها الأجهزة الأمنية الأردنية لحماية المملكة من ارتدادات "الحرب" الدائرة في سوريا.

المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- قال للجزيرة نت إن عمان تدرك مدى الأزمة التي يعيشها النظام في دمشق، وإنه يحاول استخدام كل أوراقه للدفاع عن نفسه بما فيها أوراق تفجير المنطقة.

وتابع أن الأردن يتعامل بحزم من جهة, وبهدوء ودون أي انفعال مع أي تهديد للأمن الأردني مشيرا إلى أن السلطات الأردنية "تتخذ من الإجراءات ما يلزم لمنع أي تهديد للوطن".

غير أن المصدر الرسمي اعتبر أن الأردن لم يتدخل بالشأن السوري نهائيا، وأن هناك قرارا أردنيا على أعلى مستوى بعدم الدخول في الصراع الدائر في "الشقيقة الشمالية لأن التدخل يعني نقل المعركة للأردن".

ولفت إلى أن دور المملكة يقتصر على إغاثة "أشقائنا اللاجئين الفارين بأرواحهم والتعامل معهم من منطلق الأخوة والحرص على سلامتهم".

مصدر رسمي أردني: النظام السوري مأزوم ويحاول استخدام كل أوراقه للدفاع عن نفسه بما فيها محاولة تفجير المنطقة

اعتقال سوريين
وعن اتهامات الإعلام السوري للأردن بارسال "إرهابيين" والتنسيق مع الجيش الحر في الانشقاقات المتوالية وآخرها انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، قال المصدر الأردني إن الهروب مصدره الأراضي السورية، "والسيد حجاب حضر للأردن بعد أن سار داخل سوريا عشرات الكيلو مترات ونحن لا نرد شخصا فارا بروحه سواء كان طفلا أو مسؤولا كبيرا".

وكانت مصادر أردنية أكدت للجزيرة نت أن عمان اعتقلت سورييْن يتبعان لجهاز المخابرات السورية تمكنا بمساعدة أردني من التسلل قبل أشهر عبر الحدود, حيث جرت ملاحقتهما من قبل الاستخبارات العسكرية واعتقالهما وبحوزتهما أسلحة ومتفجرات، وفضلت المصادر الرسمية التكتم على تفاصيل تلك العملية.

ودفعت تفاصيل قضية الوزير اللبناني مناصرين للثورة السورية في عمان للطلب من الحكومة طرد السفير السوري وطاقم سفارته من عمان, كون السفير ضابطا كبيرا في جهاز الأمن التابع لعلي مملوك، وفقا لرئيس الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري علي أبو السكر.

وقال أبو السكر للجزيرة نت إن هناك مجموعات أردنية مؤيدة للنظام السوري، واعتادت هذه المجموعات على النشاطات المؤيدة للثورة وأبدت دعمها "لنظام القتل في دمشق بشكل مقلق".

وبرأي أبو السكر فإن بعض هؤلاء مرتبط بدوائر أمنية سورية إضافة لعلاقتهم بالسفارة التي تعتبر "مركزا أمنيا سوريا" في قلب العاصمة عمان.

وكانت أنباء تحدثت عن اشتباكات حدودية متكررة بين الجيشين السوري والأردني على خلفية منع اللاجئين السوريين من العبور إلى الأردن.

مصادر أردنية:
تم اعتقال سورييْن يتبعان لجهاز المخابرات السورية تسللا للأردن وبحوزتهما أسلحة

"خروقات" متكررة
ويذكر معارض سوري بارز -مقيم في عمان منذ أحداث عام 1980, وطلب عدم الإشارة لهويته تنفيذا لاتفاق مع الحكومة الأردنية- بسلسلة الخروقات الأمنية التي قام بها النظام السوري في في الأردن في عهد حافظ الأسد.

ويقول إن الأردن ضبط عام 1980 خلية خططت لاغتيال رئيس الوزراء الأردني السابق مضر بدران بقيادة العقيد عدنان كامل بركات التابع لسرايا الدفاع التي كان يقودها رفعت شقيق حافظ الأسد.

ويلفت إلى أن عمان شهدت حادثة اغتيال المعارض عبد الوهاب البكري عام 1981 بالرصاص من قبل اثنين تبين بعد إلقاء القبض عليهما أنهما موظفان في السفارة السورية بعمان.

ويقول إن النظام السوري حاول اغتيال القياديين في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أبو النصر البيانوني وسعيد حوى في عمان عن طريق السم الذي جرى ضبطه وقتها بعد أن كشف المكلف بتنفيذ العملية سرها.

وينقل المعارض السوري البارز عن مدير المخابرات الأردنية مطلع الثمانينيات طارق علاء الدين قوله لمعارضين سوريين إن 95% من جهد جهاز المخابرات هو التصدي لخروقات النظام السوري واستهدافه للسوريين الذين لجؤوا للأردن بعد مجازر مدينة حماة.

المصدر : الجزيرة