الحذر الأميركي في دعم ثوار سوريا

U.S. President Barack Obama speaks during the 113th National Convention of the Veterans of Foreign Wars of the U.S. at the Reno-Sparks Convention Center on July 23, 2012 in Reno, Nevada. President Obama addressed the 113th National Convention of the Veterans of Foreign Wars one day after visiting families of shooting victims in Aurora, Colorado. Justin Sullivan/Getty Images/AFP=
undefined
يتحرك الرئيس الأميركي باراك أوباما بحذر بالغ في اتجاه تقديم مساعدة للثوار السوريين، مع تداعي الجهود الدبلوماسية الدولية التي كانت خيار أوباما المفضل لإجبار الرئيس بشار الأسد على التنحي.

وبحسب رويترز، فإن البيت الأبيض أصدر توجيها رئاسيا يجيز "تقديم مساعدة سرية أكبر للمعارضين"، لكنه لا يسمح بتسليحهم.

وكانت إدارة أوباما قد أشارت في الأيام القليلة الماضية صراحة إلى أنها تخطط لتقديم المزيد من المساعدة للمعارضة السورية، وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء "عليّ أن أقول إننا سنزيد أيضا جهودنا لمساعدة المعارضة".

وبحسب الوكالة فإن المساعدة الأميركية للثوار ستكون عن طريق إمدادهم بمعدات اتصال وتبادل المعلومات بشأن تحركات قوات الأسد، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أرسلت لهم بالفعل أجهزة لاسلكي مشفرة.

وألمحت كلينتون هذا الأسبوع إلى أنه إذا استطاع الثوار السيطرة على قطاع من الأرض السورية يمكنهم العمل فيه، فإن دعما أكبر من الولايات المتحدة وحلفائها "سيأتي".

ويتهم البعض أوباما بالتحرك بحذر شديد بينما تقمع قوات الأسد المسلحة بشكل جيد المدنيين، وفي وقت تلوح فيه في الأفق مذبحة جديدة قد ترتكب ضد سكان حلب لتنضاف إلى مذابح أخرى اقترفت بحق المدنيين.

وقال رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك روجرز "اتسمنا بالبطء الشديد وعدم التنظيم حيال هذا الأمر، حتى مخابراتنا كانت بطيئة في جمع المعلومات بشكل أفضل".

وأضاف "اتسمنا بالبطء حتى في الوصول إلى نقطة اتخاذ قرار بشأن استخدام أدوات وقدرات أميركية أخرى لا أملك حرية الكلام عنها".

‪كلينتون: إذا كسب الثوار مزيدا من الأراضي فسيأتي الدعم الغربي‬ (رويترز)
‪كلينتون: إذا كسب الثوار مزيدا من الأراضي فسيأتي الدعم الغربي‬ (رويترز)

خيارات قليلة
ومن الأمور الدالة على انعدام الخيارات وخطورتها في سوريا أمام إدارة أوباما، عدم وجود اختلاف واضح في السياسة بين مستشاري أوباما، وقال مسؤول أميركي كبير "كان هناك اختلاف أكبر فيما يتعلق بمصر وليبيا".

وقال دينيس روس -الذي كان مستشارا لأوباما لشؤون الشرق الأوسط- "نواجه أحيانا مجموعة خيارات لا يكون أي منها جيدا، ونختار ما نعتقد أنه الخيار الأقل سوءا أمامنا". وأضاف "في سوريا أعتقد أن الخيار الذي اتخذته الإدارة هو تبني الخيار الأقل سوءا".

وتذكر رويترز في تحليلها أنه "لم يكن هناك قط" تأييد كبير من جانب كبار مستشاري أوباما لتسليح الثوار السوريين الذين "بعضهم إسلاميون يعادون الغرب".

تجنب العقد
وتشير الوكالة إلى أن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا من ليبيا، حيث سخر أوباما نفوذ الولايات المتحدة وطائراتها الحربية لجهود الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، وتلفت إلى "خطورة التحرك في حقل ألغام حافل بالأقليات الدينية والعرقية"، وإلى عدم رغبة إدارة أوباما في مواجهة مفتوحة مع روسيا الحليف التقليدي لنظام الأسد، وإلى توقه إلى تجنب صراع جديد في الشرق الأوسط بينما يسعى لطي صفحتيْ حربيْ العراق وأفغانستان.

وتزداد حدة الانتقادات في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لانتخابات رئاسية هذا العام، فمرشح الحزب الجمهوري ميت رومني -الذي سيخوض الانتخابات أمام أوباما- اتهم أوباما بأن زعامته تتسم "بالضعف" فيما يتعلق بأزمة سوريا.

وقال السناتور الجمهوري جون مكين -الذي يدعم تسليح المقاتلين السوريين- إن الإدارة "لا تنتهج سياسة محددة، وأعتقد أنها تنتقل فقط من مستوى من الخطابة إلى مستوى آخر، نفدت لديها العبارات والأوصاف بينما يحتاج الموقف بشدة لزعامة أميركية غائبة تماما".

المصدر : رويترز