هجوم بورغاس.. حيرة الجميع ويقين نتنياهو

BULGARIA : A handout picture taken and released on July 19, 2012 by the Bulgarian Interior Ministry shows the wreckage of a bus in Burgas after an explosion ripped through the bus on July 18, injuring more than 30 Israelis and killing six people, including the Bulgarian driver. Bulgarian investigators worked with the FBI and Interpol today to identify the suicide attacker behind a deadly bombing on a bus carrying Israeli tourists, as Iran denied involvement. AFP PHOTO / BULGARIAN INTERIOR MINISTRY
undefined

محمد العلي

لم تثر عملية تفجيرية قدرا من الحيرة مثل الذي أثارته عملية مطار بورغاس البلغاري يوم 18 يوليو/تموز الجاري، والتي قتل فيها خمسة سياح إسرائيليين وسائق حافلة بلغاري مسلم, إضافة إلى المنفذ.

السلطات البلغارية لا تزال حائرة في تحديد هوية منفذ العملية هل هو السويدي الجزائري الأصل مهدي محمد الغزالي المعتقل السابق في غوانتانامو أم لا، رغم نفي السويد رسميا تورطه في الحادث وموافقة بلغاريا على ذلك.

لكن جهات التحقيق البلغارية أعطت بالمقابل أوصافا مطابقة لغزالي بعد فحص بقايا جثة المنفذ, لجهة الطول ولون العينين والبشرة وتفاصيل أخرى بينها لون الشعر.

وهي لا تزال منخرطة في تحديد هوية مساعدين مفترضين للمنفذ أعطى شهود أوصافا لهم, ولم تعثر صوفيا على أثر لهم, وليس لديها معلومة يقينية بشأن العملية سوى أن المتفجرة المستخدمة فيها صنعت على أراضيها، وأن المنفذ وفد إليها قبل أربعة أيام من العملية.

مقابل ذلك أثار تنظيم قاعدة الجهاد حيرة المراقبين عندما تبنى العملية في بيان منسوب له ورد إلى وكالة النشرة الإخبارية اللبنانية. وقال البيان إن أحد فروع الحركة "تمكن بعد متابعة دقيقة في بلغاريا من تفجير حافلة الركاب للسياح اليهود مغتصبي أرض المقدسات"، وأضاف "أن جهادنا في كل الساحات مفتوح لقتال اليهود والأميركان حتى رحيلهم من أرض الإسلام"، لكنه لم يشر إلى الأهم: هل محمد الغزالي هو منفذ العملية أم لا؟

فيديو الغزالي

‪بطاقة القيادية الأميركية المزورة‬ (الفرنسية)
‪بطاقة القيادية الأميركية المزورة‬ (الفرنسية)

بموازاة ذلك ظهر على الإنترنت شريط فيديو يظهر صورا متفرقة للغزالي توحي بنوع من التطابق بين ملامحه وملامح المنفذ المفترض الذي كانت كاميرات المراقبة في مطار بورغاس قد التقطت صورا له قبل التفجير بدقائق. وشملت صور الشريط لقطات للغزالي طفلا وأخرى مع والده. وحمل الفيديو المذكور عنوان "فيديو.. استشهادي بلغاريا مهدي الغزالي: أبو صهيب الجزائري البطل الذي ضرب الصهاينة في قلب أوروبا".

وزاد القيادي السلفي المنفي من بريطانيا والمقيم في طرابلس شمالي لبنان الشيخ عمر بكري على ما ذُكرسابقا، أنه عرف أن الغزالي هو المنفذ من صورته. وكشف في تصريح لفضائية "الجديد" اللبنانية أن الأخير كان يعيش في لندن حيث تكثر القيادات السلفية الجهادية، وأنه -أي الغزالي- تلقى هناك دروسا شرعية في العقيدة السلفية, وأن بعضها كان على يديه شخصيا.

كشف القيادي السلفي عمر بكري فضائية لبنانية أن الغزالي كان يعيش في لندن حيث تكثر القيادات السلفية الجهادية، وأنه تلقى هناك دروسا شرعية في العقيدة السلفية, وكان بعضها على يديه شخصيا

لكن رغم ذلك كله لم يسبق لتنظيم القاعدة أو أحد فروعه (خلا تلك المحسوبة عليه في غزة) أن هاجم إسرائيليين سواء كانوا سياحا أو جنودا باستثناء الهجوم عام 2002 على فندق "بارادايز" في مومباسا بكينيا، حيث قتل 15 شخصا بينهم ثلاثة إسرائيليين، علما بأن الهجوم ترافق مع آخر فشل في إسقاط طائرة مدنية إسرائيلية في ذات المكان. فهل هجوم بورغاس هو الحلقة الثانية من هجوم مومباسا؟ سؤال لا يزال حتى الساعة يحير المراقبين.

نتنياهو والبنتاغون
الطرفان الوحيدان المتمسكان بيقينهما بشأن هوية منفذي العملية ومدبريها هما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون). فالأول كرر اليوم تصريحاته عن مسؤولية إيران وحزب الله عن الهجوم، وزاد قائلا إن لديه معلومات استخبارية تؤكد تورط الجهتين.

أما في واشنطن فقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل قبل يومين إن التفجير الذي قتل سياحا إسرائيليين في بلغاريا يحمل بصمات نشطاء حزب الله. لكنه تهرب من الإجابة عن سؤال عن تحديد ما يعتبره علامات تدل على أن الهجوم لحزب الله، أو كيف يمكن تمييزه عن هجوم آخر لتنظيم القاعدة.

المصدر : الجزيرة