باحث: الغرب وإسرائيل يفضلان شفيق
خالد شمت-برلين
وذكر الباحث السياسي الألماني أن إسرائيل تتمنى وصول شفيق -وهو آخر رئيس لوزراء مبارك- إلى سدة الرئاسة المصرية، لأنها تتوقع أن يؤدي انتخاب محمد مرسي إلى اتخاذه مواقف متشددة تجاهها وضد اتفاقية سلامها مع القاهرة.
وأضاف "تدرك تل أبيب أن فوز مرسي يعني تعزيز عزلتها وتراجع علاقتها مع مصر، وأن رئيسا مصريا قادم من صفوف الإخوان المسلمين سيقف مع حقوق الفلسطينيين أقوى مما سيفعل شفيق المطبوع مثل حسني مبارك على التفاوض معها ومع واشنطن في كل صغيرة وكبيرة".
وأكد أن ما يرغب فيه الغرب وتتمناه إسرائيل لم يعد له تأثير يذكر في مصر الجديدة، بعد أن امتلك شعب هذا البلد مصيره بيده بعدما أسقط حسني مبارك.
ورأى الأكاديمي الألماني أن المنافسة الرئاسية بين أحمد شفيق ومحمد مرسي لا يمكن اعتبارها استمرارا للمواجهة التي خاضتها الدولة المصرية الحديثة التي تأسست في 23 يوليو/تموز 1952 ضد جماعة المسلمين.
وذكر أن نظام 1952 -الذي مثل الرئيس المخلوع حسني مبارك آخر امتداد له- أفل وحلّت مكانه مصر جديدة ذات تعددية حقيقية، يمثل الإخوان بأغلبيتهم البرلمانية المنتخبة ديمقراطيا أبرز وجوهها بجوار تيارات أخرى مغايرة، لا مجال للتعامل فيما بينهم سوى بالأساليب الديمقراطية".
وشدد شتاينباخ على الأهمية البالغة لاستكمال إجراء الانتخابات الرئاسية وتقبل المصريين لنتائج الاقتراع إذا جرى بنزاهة وشفافية، ورأى أن أحمد شفيق الذي يعد رجل المجلس العسكري في هذه الانتخابات "لديه خبرة اقتصادية يمكن الاستفادة منها -إذا فاز- في بناء نظام اقتصادي مستقر"، واعتبر أن "البرنامج السياسي لمرسي يتضمن مقومات واقعية للبدء بتطوير مصر سياسيا واقتصاديا".
تحديات للرئيس
وتوقع أستاذ العلوم السياسية الألماني أن يواجه الرئيس المصري القادم ثلاثة تحديات كبيرة هي: تشكيل هيئة لإعداد دستور جديد ووضع هذا الدستور بشكل يقبله المصريون، وتحقيق تطور اقتصادي، وإنهاء تدخل الجيش في السياسة والاقتصاد والمجتمع وإعادته لمكانه الطبيعي في الثكنات.
ولفت إلى أن شفيق القادم من المؤسسة العسكرية سيواجه -حال انتخابه رئيسا- ضغطا هائلا من الشارع إذا لم يحجم نفوذ الجيش.
ونوه شتاينباخ إلى أن مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسي سيستغرق وقته -إذا جاءت به أصوات المصريين للرئاسة- في إيجاد حلول سريعة لما تعاني منه البلاد من مشكلات كارثية أوصلها لها الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وتوقع أن يزيد فوز مرسي من الضغوط المطالبة بالإصلاح في دول الخليج العربي، وأن يعطي زخما للقوى الإسلامية المحافظة بالدول العربية عموما، منوها بأن هذا لا يعني أن هذا الزخم سيظل إلى ما لا نهاية.