استعدادات الأسر المصرية لاقتراع الرئاسة

وفقا للأرقام الرسمية فهناك نحو خمسين مليون و 407 آلاف و 266 مواطنا يحق لهم التصويت
undefined
أحمد عبد الحافظ-الإسكندرية

تستعد غالبية الأسر المصرية للتوجه صباح الأربعاء إلى صناديق الاقتراع لاختيار أول رئيس مصري منتخب بعد ثورة 25 يناير. وتستعين تلك الأسر -التي تخوض تجربة الاقتراع للمرة الأولى في حياتها- بالعديد من النصائح والإرشادات -المتعلقة بهذا اليوم- التي انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أو من خلال عشرات الآلاف من المنشورات التي وزعها نشطاء في الميادين العامة والشوارع الرئيسية.

ووفقا للأرقام الرسمية، هناك خمسون مليونا و407 آلاف و266 مواطنا يحق لهم التصويت لاختيار الرئيس المقبل من بين 13 مرشحا.

ناخبون استعانوا بالحواسيب المتصلة بالإنترنت لمعرفة أماكن اللجان الانتخابية، مؤكدين إصرارهم على اصطحاب كافة أفراد الأسرة للاحتفال بأول انتخابات مصرية بعد الثورة

تقاسم الأدوار
في منزل متواضع بحي الورديان الواقع بزمام محافظة الإسكندرية (شمالي مصر) يجلس الحاج محمد عطية وأسرته أمام الحاسب المتصل بشبكة الإنترنت ويحاول إدخال الرقم القومي لمعرفة مكان لجنته الانتخابية استعدادا للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.

حال عطية (60 عاما) يتشابه مع غالبية الأسر المصرية التي سيتقاسم أفرادها الأدوار والواجبات وقد فرغوا أنفسهم ليوم الانتخابات. ورغم رفضه الإفصاح عن اسم المرشح الذي سيختاره هو وأسرته المكونة من زوجته وبناته الثلاث قبل التوجه إلى اللجنة الانتخابية، فإنه أكد أن اختياره جاء بعد قراءة متأنية لبرنامج مرشحه.

واستطرد عطية أن "المشاركة في الانتخابات لها طعم آخر ومذاق خاص، فقد أصبح للصوت قيمة بعد الثورة.. نبدأ بالاستيقاظ مبكرا واصطحاب الأسرة وحتى الأطفال الذين لا يحق لهم التصويت، وتجهيز بطاقة الرقم القومي وبعض الاحتياجات اللازمة للوقفة في الطوابير المتوقعة".

واتفق معه في ذلك الموظف بوزارة الإسكان محمد عبد اللطيف الذي قال للجزيرة نت إن إجراء أول انتخابات حرة ونزيهة في تاريخ مصر "حدث تاريخي" يتوجب على الجميع الاحتفال به، وتجهيز العُدة لتجنب إفساده، مؤكدا أن جميع أفراد الأسرة حتى الأطفال غير المدرجين بجداول الناخبين سيحضرون هذا الحدث الكبير.

وأوضح عبد اللطيف (33 عاما) أنه استعان بجيرانه للتعرف على لجنته الانتخابية وعدد من  النصائح والإرشادات الخاصة بذلك اليوم سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أو المنشورات التي وزع النشطاء عشرات الآلاف منها في الميادين العامة والشوارع الرئيسية بالمحافظة.

وانتقد عدم إصدار قرار باعتبار يومي الأربعاء والخميس إجازة رسمية للعاملين بالحكومة والقطاع الخاص لتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، لكنه أشار إلى أن الأسر المصرية سيتغلبون على ذلك الوضع بالحصول على إجازات فردية أو التوجه إلى اللجان بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية.

زجاجات المياه المثلجة والكراسي الخفيفة لكبار السن وارتداء الملابس الصيفية، وجاهزية الهواتف المحمولة من أهم إرشادات اليوم الطويل للانتخابات

المرأة والانتخابات
العنصر النسائي بدوره يتوقع أن يكون حاضرا وبقوه خلال الانتخابات المنتظرة، وذلك ما دعا ميرفت ساري -وهي طبيبة بأحد المستشفيات الحكومية- للقول "نحن كأسرة مصرية أتممنا استعداداتنا للذهاب إلى اللجان الانتخابية عبر تجهيز زجاجات المياه المثلجة، وإحضار كراس خفيفة لكبار السن، والحرص على ارتداء ملابس صيفية بيضاء للتغلب على الجو الحار، إضافة إلى عدم اصطحاب أي متعلقات زائدة عن الحاجة انتظارًا ليوم شاق من الطوابير والإجراءات".

وشددت (43 عاما) على أن الناخبين يصرون على الإدلاء بأصواتهم ولا يخشون إثارة أي نوع من الفوضى أو الاشتباكات، حيث يثق غالبيتهم في قدرة ورغبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في حماية الانتخابات وإتمامها على النحو الأمثل.

من جهتها قالت مها عوض -وهي معلمة في المرحلة الثانوية- إنها لم تؤمن هي وأسرتها يوماً بأهمية التصويت في أي انتخابات سابقة، ورغم ذلك تشارك لأنها تشعر بالتغيير إلى الأفضل.

وأكدت مها للجزيرة نت تحضيرها لأهم ما تحتاجه الأسرة في يوم التصويت بالانتخابات، وهو حقيبة العصائر والساندويتشات، والتأكد من جاهزية الهواتف الجوالة لاستقبال وإرسال المكالمات لمواجهة أي ظروف طارئة قد تشهدها ساعات التصويت، مشيرة إلى أن أهمية الحدث "تطغى على أي مخاوف تُثار في هذا اليوم".

المصدر : الجزيرة