لمن تصوت قوى الثورة برئاسيات مصر؟

Egyptians protest against the military rule in Cairo's Tahrir square on May 4, 2012 with the slogan (foreground): "Our blood is a red line", as thousands of people took to the streets in the Egyptian capital and the Mediterranean port city of Alexandria, days after bloody clashes near the defence ministry raised tensions ahead of landmark presidential elections. AFP
undefined

أنس زكي-القاهرة

اختارت أغلب القوى الثورية الشبابية في مصر ألا يكون لها دور كبير في تحديد مسار الانتخابات الرئاسية, ونأت بنفسها عن تأييد مرشح بعينه, وذلك رغم دورها الكبير في ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وأجبرته على التنحي عن السلطة.

ومنذ نجاح الثورة المصرية شهدت قواها الشبابية الرئيسية حالة من التشرذم، فنشأت اتحادات وائتلافات متعددة، وافتقدت هذه القوى وجود قيادة موحدة، مما أدى إلى ضعف نسبي في تأثيرها خصوصا خلال المناسبات الانتخابية، وهو ما اتضح في الانتخابات البرلمانية ويتوقع تكراره في انتخابات الرئاسة.

ويؤكد المتحدث باسم حركة 6 أبريل، محمود عفيفي، للجزيرة نت أن حركته كانت تأمل في تكوين فريق من المرشحين الثوريين في مواجهة المرشحين المنتمين للنظام السابق، ويشير إلى جهود عديدة بذلت في هذا الاتجاه لكنها فشلت بسبب حرص كل مرشح على أن يكون هو الرئيس.

وانتهى الأمر بحركة 6 أبريل، إلى إعلان الحياد بين المرشحين المنتمين للثورة، الذين يحصرهم عفيفي في د. عبد المنعم أبو الفتوح وخالد علي وحمدين صباحي وأبو العز الحريري، مع ترك الفرصة لأعضاء الحركة لاختيار من يرونه الأنسب من بينهم.

في الوقت نفسه، قال عفيفي إن حركته تقف بوضوح ضد "المرشحين من فلول النظام السابق وهم  برأيه عمرو موسى وأحمد شفيق وحسام خير الله"، كاشفا عن حملات لتوعية الناخبين تتم ممارستها بهدف عزلهم والحيلولة دون نجاحهم.

ضد الفلول
ولا يختلف موقف اتحاد شباب الثورة كثيرا، حيث قال المتحدث باسم الاتحاد تامر القاضي، للجزيرة نت، إن التوافق على أحد مرشحي الثورة يبدو صعبا ولذلك فإن الاتحاد سيترك لأعضائه حرية دعم أحدهم وخصوصا أبو الفتوح وصباحي اللذين يراهما الأقدر على منافسة مرشحي الفلول.

‪عفيفي: 6 أبريل تأمل في تكوين فريق من المرشحين الثوريين‬ (الجزيرة نت)
‪عفيفي: 6 أبريل تأمل في تكوين فريق من المرشحين الثوريين‬ (الجزيرة نت)

واعترف القاضي بأن الخلافات داخل الاتحاد حالت دون الاتفاق على مرشح ثوري معين، لكنه أكد أن الجميع متفقون على مواجهة المرشحين المنتمين للنظام السابق مثل موسى وشفيق وكذلك المرشحين الذين انتموا لهيئات عسكرية أو شرطية وهم حسام خير الله ومحمود حسام ومحمد فوزي عيسى.

من جانبه، قال القيادي في ائتلاف شباب الثورة شادي الغزالي حرب للجزيرة نت، إن الائتلاف يبدو قريبا من إعلان دعمه لصباحي بعد أن فشلت كل المحاولات لتكوين "فريق رئاسي يمثل الثورة ويضمن إقامة دولة مدنية وسطية".

وعلى عكس سابقيه، فإن حرب لا يضع أبو الفتوح ضمن مرشحي الثورة، ويقول إن مناظرته الأخيرة مع عمرو موسى أكدت أنه مرشح للتيار الإسلامي، "بل إنه قد يكون مرشحا للإخوان المسلمين" رغم أنه انفصل عن الجماعة منذ نحو عام بسبب خلافات أبرزها على فكرة الترشح للرئاسة.

لكن منسق ائتلاف الثائر الحق، عمرو عبد الهادي، يرفض استبعاد أبو الفتوح من قائمة مرشحي الثورة، بل يضع رئيس حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي ضمن القائمة التي تضم أيضا صباحي وعلي، بالنظر إلى الدور المهم الذي قامت به الجماعة في إنجاح الثورة.

وكشف عبد الهادي أن ائتلافه ينوي الخروج لميدان التحرير يوم إعلان النتيجة تخوفا من حدوث تلاعب، كما انتقد الإعلام المحلي وقال إن معظمه يدعم شفيق الذي عمل وزيرا ثم رئيسا لآخر حكومات عهد مبارك، ويحاول الإيهام بأنه مرشح رئيسي "رغم أننا نعتقد أنه سيحقق المركز الخامس على أحسن تقدير".

ويتفق منسق القوى الثورية د. محمد فؤاد جاد الله مع عبد الهادي في تصنيف مرسي بين مرشحي الثورة، ويقول للجزيرة نت إن مرسي وأبو الفتوح هما المرشحان الأوفر حظا في هذا الشأن يليهما صباحي وعلي والحريري.

وقلل جاد الله من تداعيات إخفاق قوى الثورة في الاتفاق على مرشح، وقال إن الحرص الأكبر كان على تجنب الانقسام، كما أن الأهم هو الحوار واحترام التباين في الآراء مع الوحدة في قضايا أساسية تتقدمها نزاهة الانتخابات ورفض أي تغيير في الجدول الزمني لتسليم السلطة، وكذلك رفض كتابة الدستور في ظل حكم المجلس العسكري.

كما يشير جاد الله، وهو مستشار بمجلس الدولة، إلى أهمية توعية الناخبين بخطورة انتخاب مرشحي النظام السابق، ويلفت النظر كذلك إلى خطورة ما تقوم به بعض الأصوات المحسوبة على الثورة من هجوم على جماعة الإخوان ومرشحها للرئاسة، مؤكدا أنه أمر غير صحيح وغير مفيد.

ويختم جاد الله بالتعبير عن اعتقاده بأن النقطة المحورية في الفترة المقبلة ستتركز على مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس، وكيف يجب أن ينصهر الجميع خصوصا من قوى الثورة للتعاون مع الرئيس المقبل من أجل بناء مستقبل أفضل لمصر.

المصدر : الجزيرة