تجمع جديد لمعارضة تحاور نظام موريتانيا

من قادة المعاهدة/ من اليسار مسعود بلخير رئيس حزب التحالف، بيجل حميد رئيس حزب الوئام، عبد السلام حرمة رئيس حزب الصواب
undefined

أمين محمد-نواكشوط

أعلن مساء أمس في العاصمة الموريتانية نواكشوط عن إطلاق تكتل جديد لثلاثة أحزاب معارضة شاركت في حوار مع النظام الموريتاني خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضي, وقاطعته حينها بقية أحزاب المعارضة المنضوية تحت لقاء ما تعرف بمنسقية أحزاب المعارضة الموريتانية.

وأطلق على التكتل الجديد اسم "المعاهدة من أجل التناوب السلمي"، والذي تأسس من قبل حزب التحالف الشعبي التقدمي الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب مسعود ولد بلخير، وحزب الوئام الذي يرأسه بيجل ولد حميد، وحزب الصواب الذي يرأسه عبد السلام ولد حرمة.

وكانت هذه الأحزاب -باستثناء الصواب ذي التوجه البعثي- أعضاء في منسقية المعارضة، غير أن الحوار مع النظام فرّق بين الاثنين، فبينما قبلت هذه الأحزاب التحاور معه، أصرت بقية أحزاب المنسقية على وضع شروط قال النظام إن مضامينها يجب أن تكون ضمن نتائج الحوار وليست شروطا مسبقة له.

بيجل ولد حميد: التغيير في موريتانيا يجب أن يكون سلميا (الجزيرة نت)
بيجل ولد حميد: التغيير في موريتانيا يجب أن يكون سلميا (الجزيرة نت)

لا للثورة
وخلال التجمع الشعبي الذي أعلن فيه عن إطلاق التكتل، قال الرئيس الدوري للمعاهدة بيجل ولد حميد إن النموذج السليم في التغيير بالنسبة للموريتانيين يجب أن يكون التغيير السلمي الذي حصل مثلا في السنغال، وليس النموذج الذي حصل في تونس أو مصر أو ليبيا حيث لم تستقر هذه الدول حتى الآن.

وأضاف أن ما حدث في بلدان الربيع العربي "ليس مناسبا لموريتانيا، وليس مثالا يحتذى بالنسبة لنا"، متهما المتشبثين بتلك النماذج أو من يسعون لتكرارها في موريتانيا بخدمة أجندات ومصالح شخصية بعيدة عن المصالح العامة للبلاد.

وقال إن من يخدم مصالحه الشخصية ويريد السلطة عن طريق القوة فعليه تشكيل جيش أو جبهة مسلحة لإحداث التغيير الذي يريد، "أما نحن فنفضل التغيير السلمي وعن طريق التناوب السلمي وليس عن طريق العنف أو الثورات الشعبية".

وكانت منسقية المعارضة قد صعدت في الأسابيع الأخيرة من وتيرة فعالياتها الهادفة إلى إسقاط حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز، حسب ما تقول، وتعهدت باستمرار نشاطاتها وفعالياتها الشعبية والسياسية حتى رحيل النظام.

‪جانب من التجمع الشعبي الذي أعلن فيه إطلاق التكتل‬ (الجزيرة نت)
‪جانب من التجمع الشعبي الذي أعلن فيه إطلاق التكتل‬ (الجزيرة نت)

لا للحوار
كما عبرت أحزاب المعاهدة في بيان لها عن رفضها الشديد لأي حوار جديد ما لم يتم التطبيق الكامل لبنود الحوار المنجز في وقت سابق بين هذه الأحزاب والنظام الحالي، معربة عن "خيبة أملها المريرة" وعن "استنكارها الصريح ورفضها الكامل" للطريقة الحالية التي يتم بها تسيير شؤون البلاد.

وقالت إن هذه الطريقة في التسيير التي تتميز بالشخصنة المفرطة والارتجالية وانسداد الأفق ستقود في حال عدم التخلي عنها "إلى ما أردنا تفاديه من خلال قبولنا للحوار".

ووجهت نداء إلى الرئيس ولد عبد العزيز من أجل القطيعة العاجلة مع طريقة تسيير البلاد الحالية التي تحول دون العودة إلى وضعية سياسية طبيعية وهادئة، وإحداث تغيير جذري في طريقة حكمه التي يطبعها "ضيق الدائرة والانفراد"، حتى يعطي للحوار كل حظوظ النجاح، حسب بيان المعاهدة.

ودعت منسقية المعارضة إلى المزيد من ضبط النفس والمسؤولية، لأن القضية بحسبها لا تتعلق بتحديد مصير حكم، بل تتعلق بمصير بلد بكامله. كما طالبت المواطنين بالبقاء هادئين وبعدم الاستجابة لما وصفتها بنداءات العنف والشغب والتغييرات غير الدستورية.

وتعيش الساحة الموريتانية هذه الأيام على وقع سجالات متواصلة ومتصاعدة بين أطرافها الثلاثة المعارضة المحاورة المطالبة بتطبيق نتائج الحوار، والمعارضة غير المحاورة الداعية لرحيل النظام، والنظام نفسه الذي يرفض دعوات الأخيرة ويتباطأ في الاستجابة لطلبات الأولى وفق ما تدعي، مع تأكيده أنه الأقرب لنبض الشارع والأكثر تعبيرا عن اختيارات المواطنين.

المصدر : الجزيرة