الأسير.. قناة فلسطينية متخصصة بشؤون الأسرى

قنلة الاسير اطلقت بمدينة جنين قبل ايام- الجزيرة نت1.JPG
undefined

عاطف دغلس-نابلس

لم تقف جهود الفلسطينيين في الدفاع عن الأسرى عند المؤتمرات المحلية والدولية، والمناشدات للمؤسسات الحقوقية والإنسانية لإطلاق سراحهم والتخفيف من معاناتهم، بل بادروا لفضح الاحتلال إعلاميا ونشر قصص أسراهم عبر قناة خاصة بهم.

وفي إطار هذا الجهد، أطلق مجموعة من الشباب الفلسطيني قناة فضائية اسمها "الأسير" قبل أيام بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، في محاولة منهم لتعريف العالم محليا وعربيا ودوليا بالأسير الفلسطيني وما يعانيه.

وقال بهاء موسى مدير القناة إنها جاءت لإخراج الأسرى من "مجرد أرقام" -كما يريد الاحتلال- إلى أناس أصحاب قضية مركزية ومهمة، وتسليط الضوء عالميا على معاناتهم.

أبو ضهير: سيزداد الاهتمام بهذه القناة خلال المناسبات والأحداث (الجزيرة)
أبو ضهير: سيزداد الاهتمام بهذه القناة خلال المناسبات والأحداث (الجزيرة)

وأوضح للجزيرة نت أن تخصص قناة بقضية مثل قضية الأسرى سيُعطيها زخما غير محدود لأنها ستحكي قصص أسرى فاقت مآسيهم المعقول، وستتطرق للحديث عن معاناتهم داخل السجون وانتهاك حقوقهم، وبالتالي "فضح إسرائيل وممارساتها ضدهم".

تبث من البحرين
وجاءت فكرة القناة كما يقول موسى تزامنا مع صفقة شاليط في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والصخب الذي رافقها بالحديث عمّا يعيشه الأسرى ولا يعرف به الكثيرون.

وتبث القناة من دولة البحرين بينما تخضع إداريا وماليا لفلسطينيين مستقلين، ولها امتداد وتواصل عربي أيضا، وتعتمد في تمويلها على الرعايات الإعلامية، كما ليس لها أي توجهات سياسية في تمويلها أو حتى في برامجها، وتتميز بتشغيل أيد عاملة معظمهم من الأسرى المحررين.

ولاقت القناة استحسانا لدى شريحة واسعة من المجتمع الفلسطيني، خاصة أنها تعيش بداية تجربتها، وهذا ما يشجع -وفق ما يعتقد مديرها- على رواجها وتقديم الدعم المطلوب لاستكمال مشوارها.

ومن الناحية المهنية تعمل القناة على استقطاب الجماهير عبر بثها لصور المعتقلين ومعلومات كاملة عنهم، تتضمن اسم المعتقل وتاريخ اعتقاله وبلده إضافة للتهمة التي توجهها سلطات الاحتلال له والحكم الذي يقضيه والسجن الذي يقبع فيه.

كما يعكف القائمون عليها خلال الفترة القريبة القادمة على إعداد تقارير تلفزيونية مصورة وتحقيقات وقصص عن معاناة هؤلاء الأسرى .

كما ستخصص القناة 30% من بثها لبرامج فلسطينية مختلفة كالتراث والثقافة والفلكلور الفلسطيني، إضافة لإرفاق خدمة الرسائل العاجلة "رسالة إلى وزير" على شريط القناة المتحرك لتوجيه أي استفسار أو مساءلة لأي وزير أو مسؤول بالسلطة.

‪موسى: تهدف هذه القناة لإخراج الأسرى من مجرد كونهم أرقاما إلى الاهتمام بهم وبأوضاعهم‬ (الجزيرة)
‪موسى: تهدف هذه القناة لإخراج الأسرى من مجرد كونهم أرقاما إلى الاهتمام بهم وبأوضاعهم‬ (الجزيرة)

من جهته رأى فهد أبو الحاج رئيس مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة أن هذه القناة أو أي عمل يصب في خدمة الأسرى يعد إنجازا وطنيا.

واعتبر في حديثه للجزيرة نت أن قوة القناة في كونها جزءا من الحرب الإعلامية مع الاحتلال، موضحا أن المطلوب رفدها بالدعم المادي والمعنوي وبقاعدة معلوماتية حقيقية عنهم.

وسيلة للضغط
ولا يرى الدكتور فريد أبو ضهير أستاذ الإعلام بجامعة النجاح بنابلس "أي حرج" من كثرة الوسائل الإعلامية التي تتناول القضية الفلسطينية أو أي جانب فيها، بهدف "تقديم وجهات نظر متعددة ولمعالجة القضايا المختلفة".

وقال إن "قناة الأسير" ليست استثناء من هذه القاعدة، فهي تحمل قضية مهمة وأساسية وتسعى لتثبيت وترسيخ مبدأ الحق في الحرية للأسرى ورفع الوعي في موضوعهم لدى الجمهور واستخدامها كوسيلة ضغط على الاحتلال.

وقال إن التخصصية والتعددية في الإعلام مطلوبة، لكن لا بد من ضوابط عامة حتى تخرج بمضمون مؤثر، كالتوازن بين فصيل وآخر، وأن تخدم قضية الأسرى أنفسهم.

ولفت الأكاديمي الفلسطيني الانتباه إلى أن تأثير مثل هذه القناة لن يكون كبيرا إلا في إطار الأسرى وأصحاب الشأن، ولكن سيزداد الاهتمام بها خلال المناسبات والأحداث المعينة، "وهي في هذه المرحلة ستكون حجر الزاوية ومصدرا للمعلومات لوسائل إعلام أخرى". ورأى أن المطلوب حاليا هو الدعم المادي والمعنوي الرسمي لهذه القناة.

المصدر : الجزيرة