الخرطوم ترفض المنظمات بكردفان

Men and women in the Nuba mountains of Sudan's South Kordofan region carry their belongings as they flee bombing by the Sudanese army on June 28, 2011
undefined
عماد عبد الهادي-الخرطوم

في وقت حذر فيه مراقبون من تدهور الوضع الإنساني بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتين تشهدان معارك بين الجيش ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، طالبت الولايات المتحدة الحكومة السودانية بتسهيل وصول المساعدات إلى المنطقة، مما يطرح تساؤلات بشأن مستقبل الوضع خاصة في ظل رفض الخرطوم القاطع دخول المنظمات الأجنبية إلى مناطق القتال وتأكيدها أن الوضع تحت السيطرة.

ومع ما يظهره هذا الوضع داخل الحكومة من حساسية تجاه دخول نشطاء العون الإنساني وعدد من المنظمات الغربية والأميركية على وجه التحديد، طالبها الكونغرس الأميركي الجمعة الماضية بالسماح فورا دون قيود بإيصال المساعدات الإنسانية وإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية التي باتت ضرورية إلى نحو 250 ألف شخص يواجهون نقصا غذائيا فادحا، بحسب بيان له.

لكن الحكومة السودانية ترى أن الإصرار الغربي والأميركي "ليس لأجل المتضررين وإنما لأهداف استعمارية باستغلال المنظمات الإنسانية لتنفيذ تلك الأهداف"، قاطعة بعدم السماح للمنظمات الدولية بتجاوز "القرار القاضي بقصر وجودها في رئاسة الولاية المعنية فقط على أن يتم توزيع المعونات حصرا على المنظمات الوطنية العاملة في الولايتين".

سيطرة حكومية
وأكدت المنسقة العام لمشروع إسناد ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي وداد إبراهيم سيطرة الحكومة السودانية على الوضع الإنساني في الولايتين عبر أكثر من 26 مؤسسة حكومية ومنظمة طوعية وطنية.

وداد إبراهيم:
مشروع الإسناد الحكومي يتجاوز العون الإنساني إلى الارتقاء ببرامج الطفولة والأمومة والمرأة والنهوض بها والتوسع في برامج التأمين الصحي

وذكرت في حديثها للجزيرة نت أن مشروع الإسناد الحكومي يتجاوز العون الإنساني إلى الارتقاء ببرامج الطفولة والأمومة والمرأة والنهوض بها والتوسع في برامج التأمين الصحي وتوفير
العلاج لذوي الإعاقة.

وقالت إنه بعد مسح أولي أجري هناك لمعرفة حجم الاحتياجات الغذائية سلمت للولايتين كمية كافية من المواد الغذائية، مشيرة إلى عدم وجود معسكرات للنزوح في الولايتين.

أما أستاذ الدراسات الاجتماعية بجامعة النيلين صديق تاور فأشار إلى وصول الأوضاع "مرحلة المأساة"، منبها إلى أن ولاية جنوب كردفان مقبلة على كارثة إنسانية تتجاوز المنطقة إلى السودان وإلى جنوب السودان.

وأكد امتداد تأثير الأحداث الأخيرة لتشمل أكثر من أربعين ألفا "كانوا يعملون في مجال التعدين الأهلي بذات المنطقة"، مشيرا إلى أن المواجهات الجارية بين الحكومة وقوات المتمردين حاليا "ستزيد الوضع سوءا".

لكن مدير مركز الراصد للدراسات الإستراتيجية ياسر أبو الحسن أشار إلى وجود منظمات ذات مهنية عالية "وبالتالي فإن للحكومة الخبرة الكافية في التعامل مع ذات السمعة الطيبة والارتباطات الأقل شبهة".

وقال في تعليقه للجزيرة نت إن منع المنظمات من تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين "سيكون مدخلا للهجوم على الحكومة وتشويه سمعتها واستخدامه ضدها في كثير من المنابر الدولية"، مشيرا إلى أن ما تتعرض له الحكومة السودانية الآن "ليس بسبب الدفاع عن أراضيها في النيل الأزرق وجنوب كردفان بل بسبب منع المنظمات الدولية".

المصدر : الجزيرة