ترقب بليبيا بعد ملاسنات الكيب والانتقالي

رئيس الحكومة الليبية عبدالرحيم الكيب ومصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي
undefined

خالد المهير-طرابلس

يتفاعل الجدل في ليبيا والترقب بعد الملاسنات الأخيرة على شاشات الفضائيات بين رئيس الحكومة الانتقالية عبد الرحيم الكيب والمجلس الوطني الانتقالي، أعلى سلطة فعلية في البلاد. وتتعدد الأسئلة بشأن دواعي تلك الملاسنات وتداعياتها على المشهد الليبي الملتبس.

ويزيد من خطورة تلك الملاسنات أنها تأتي قبل فترة قليلة من انطلاق عملية انتخاب المؤتمر الوطني العام المكون من مائتين في 19 يونيو/حزيران المقبل.

وكان الكيب قد اتهم المجلس الانتقالي بعرقلة عمله وتنظيم حملة إعلامية "ممنهجة" ضد حكومته، ورد الانتقالي بأن رئيس الحكومة عجز عن تقديم أي حلول للأزمات اليومية التي تعيشها البلاد في ظل الفوضى وغياب القانون.

وحاولت الجزيرة نت الحصول على رأي الحكومة دون جدوى، أما عضو المجلس الانتقالي موسى الكوني، فقال إن ما يجري "زوبعة في فنجان" وقعت في السابق مع رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل ومسؤول ملف النفط والمالية علي الترهوني عند إقالتهما من منصبيهما.

وأكد أن الكيب عندما شعر بقرار إقالته شن هذا الهجوم على المجلس، قائلا إن عليه أن يكون شجاعا ويعلن فشله وعدم قدرته على تسيير الحكومة.

وأضاف أن المجلس ساند الحكومة وصرف لها مبلغ ثلاثة مليارات دينار ليبي ( الدولار يساوي 1.28) خارج الموازنة العامة، ثم اكتشف المجلس أن الكيب لم يصرف منها درهما واحدا.

‪موسى الكوني: على الكيب أن يكون شجاعا ويعلن فشله‬ (الجزيرة)
‪موسى الكوني: على الكيب أن يكون شجاعا ويعلن فشله‬ (الجزيرة)

حكومات ليوم
واستبعد الكوني في تصريح للجزيرة نت إقالة الكيب، لكنه لم يتردد في القول إن كل القرارات "واردة" وإن هناك حكومات في دول العالم "ليوم"، مضيفا أن أي تصعيد "لن يعرقل الانتخابات".

منسق ائتلاف 17 فبراير عبد السلام المسماري من جهته لاحظ هيمنة أجندة حزبية على كامل السلطات الانتقالية، معتبرا الحديث عن تغيير وزاري "مهاترة سياسية" تدل على فشل المجلس والحكومة في إدارة البلاد.

وقال المسماري للجزيرة نت إن جماعة الإخوان المسلمين لها 23 عضوا داخل أروقة المجلس، وهي تضغط لإزاحة الكيب وتنصيب نائبه مصطفى بوشاقور خلفا له، مبديا أسفه لما سماه "عبث الأجندة السياسية" بالمرحلة الانتقالية.

ورغم انفصاله عن الإخوان المسلمين، قال السياسي الإسلامي صلاح الشلوي إن إقحام الجماعة في الأزمة الحالية "لا علاقة له بالواقع"، مؤكدا -في تصريح للجزيرة نت- أن الإخوان في المجلس "أفراد" ولم يدخلوا من خلال الجماعة.

وفسر الشلوي الملاسنات بأنها سمة عامة في المشهد الليبي ولا تقف عند الأطراف السياسية وحدها، مضيفا أن من المفترض ألا نقف كثيرا عندها.

ورأى أن التراشق "خطأ مشترك يبين تدخلات المجلس المتكررة في عمل الحكومة وإخفاقهم في إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم والعمل".

ويعتبر الشلوي أن الكيب "ظلم عند تعيينه في هذا المنصب، خاصة أنه "قادم من خلفية أكاديمية لا سياسية"، ويرى أن رفضه التصرف في ذلك المبلغ هو خشيته من أن يحسب عليه إهدار الأموال في غياب آليات الصرف "المقننة".

المسماري اتهم الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الأزمة (الجزيرة)
المسماري اتهم الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الأزمة (الجزيرة)

أطراف انتقالية
وبحسب الناشطة في جبهة إنقاذ ليبيا رحاب بونخيلة في تصريح للجزيرة نت، فإن التراشق الإعلامي دليل على قصور عمل المجلس والحكومة، وهو "محاولة لتبرير تقصيرهم في المهام المنوطة بهم، بالإضافة إلى محاولة أخيرة لتمديد فترة وجودهم على الساحة السياسية".

رئيس تحرير صحيفة فبراير زكريا العنقودي يؤكد أن التطورات والتسريبات واللغط طبيعي في هذا الوقت، ويحذر في تصريح للجزيرة نت من "انفجار المؤقتات" (المجلس والحكومة المؤقتين)، مشبهًا ما يجري بأنه "توم وجيري بإخراج رديء".

وتتفق آراء شريحة واسعة من الليبيين خلال حديثهم للجزيرة نت -ومنهم الإعلامية هند هدوار والمحامية نجلاء بو فائز البرعصي والحقوقي خالد العبار- على أن فقدان الثقة بين الأطراف الانتقالية وتضارب المسؤوليات والمهام كان وراء الأزمة، التي تستهدف رغبة الجانبين في تأجيل الانتخابات.

المصدر : الجزيرة